تجفيف منابع الإرهاب الإسرائيلى

تجفيف منابع الإرهاب الإسرائيلى

عبدالمحسن سلامة

الدعوة إلى مقاطعة المنتجات، والسلع، والشركات الداعمة للكيان الإرهابى الصهيونى هى فى الأصل دعوة من أجل تجفيف منابع، ومصادر تمويل هذا الإرهاب الذى تتزايد حدته يوما بعد يوم حتى باتت الدعوة إلى السلام جريمة خيانة فى إسرائيل!

وجود مصادر تمويل ضخمة للإرهاب، والعدوان الإسرائيلى يسهم فى تشجيع تلك السياسة العدوانية التى تنتهجها إسرائيل منذ قيامها سنة ١٩٤٨، وازدادت تطرفا، وقبحا فى السنوات الأخيرة، وأصبح أصحاب الضفائر المجدولة، وغطاء الرأس (الكبة) هم المسيطرين على المجتمع الإسرائيلى، والحكومة الإسرائيلية.

باعتراف الرئيس الأمريكى جو بايدن، الراعى الرسمى للإرهاب الإسرائيلى، فإن الحكومة الإسرائيلية الحالية هى أسوأ حكومة إسرائيلية منذ قيام إسرائيل، والمؤكد أن الدعم الأمريكى، والغربى السخى عسكريا، واقتصاديا، وسياسيا لإسرائيل هو السبب الرئيسى فى تنامى التطرف، والعدوانية داخل المجتمع الإسرائيلى، واستمرار آلة العدوان، والقتل الإسرائيلية فى غزة حتى الآن.

هناك الكثير من الشركات متعددة الجنسيات مثل كارفور، وبيبسى، وكوكاكولا، وبيتزاهت، وماكدونالدز، وستاربكس، ونستلة، ودسانى.. وغيرها من الشركات تقوم بدور خطير فى دعم الإرهاب الإسرائيلى، ومقاطعة هذه الشركات، ومنتجاتها تعنى تجفيف منابع تمويل الإرهاب الإسرائيلى المتنامى.

بعد حرب أكتوبر، وتوقيع اتفاقية السلام المصرية- الإسرائيلية، كانت أصوات السلام أكثر فى إسرائيل، وكان حزبا العمل، وميريتس، والأحزاب اليسارية، والاشتراكية، والعلمانية تتبنى الدعوة للسلام حتى ظهر بنيامين نيتانياهو، ومعه تغيرت خريطة الأحزاب الإسرائيلية، وتعالت أصوات اليمين المتطرف، وسيطرت تلك الأحزاب على الأغلبية فى الكنيست الإسرائيلى.

الحكومة الإسرائيلية الأخيرة، برئاسة بنيامين نيتانياهو، هى الشكل الأبرز للتطرف الإرهابى الإسرائيلى، بعد أن وفرت تلك الحكومة الغطاء الرسمى للحركات الأصولية اليهودية الإرهابية التى تطالب بقتل الفلسطينيين، وإبادتهم، أو ترحيلهم، وإقامة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات.

لكل ذلك فإن مقاطعة الشركات، والمنتجات الداعمة للكيان الإرهابى الإسرائيلى هى دعوة لتجفيف منابع، ومصادر تمويل الإرهاب الإسرائيلى، وكبح جماح التطرف لدى الجماعات اليهودية المجدولة الشعر، والمرتدية القبعات، والحاملة للبنادق، والمسدسات لقتل كل ما هو فلسطينى، وعربى داخل الأراضى الفلسطينية، أو حتى خارجها.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات