حجازي في «الدكة»..!

حجازي في «الدكة»..!

عبدالمحسن سلامة

أعجبتنى صورة الدكتور رضا حجازى، وزير التربية والتعليم، المنشورة فى الصفحة الرابعة بـ«الأهرام»، وهو يجلس فى «الدكة» بأحد فصول مدرسة «تحيا مصر» الابتدائية التابعة لإدارة المقطم التعليمية لمتابعة الشرح فى الحصة، ويراقب تفاعل التلاميذ مع المدرس القائم على شرح الدروس.

صورة مهمة جدا لوزير التربية والتعليم، وأتمنى أن تكون تعبيرا عن مواقف عملية متكررة فى كل المدارس المصرية بلا استثناء، لأن الحل الأساسى لتطوير المدارس، وعودتها إلى سابق عهدها يكمن فى رجوعها إلى دورها الرئيسى فى العملية التعليمية، وبناء التلميذ المصرى فى كل الأوجه، والأنشطة.

لن يتقدم المجتمع المصرى بشكل حقيقى إلا من خلال الارتقاء بالتعليم، وجودته، ولن يرتقى التعليم إلا بعودة المدرسة إلى سابق عهدها حينما كانت وراء تخريج أجيال من العظماء بمختلف المجالات العلمية، والأدبية، والسياسية فى مصر، والعالم العربى.

التعليم كان، وسيظل، قطار التقدم فى أى دولة، ومصر تحتاج إلى ثورة تعليمية ضخمة بدايتها من المدرسة، وضرورة عودتها كمكان فعلى، وأساسى للدراسة كما كانت دائما إلى أن بدأت تتخلى عن دورها رويدا رويدا منذ أكثر من 4 عقود مضت لمصلحة الدروس الخصوصية، و«السناتر»، لتصبح الدراسة فى الفصول هى الاستثناء، والدروس الخصوصية هى الأصل..

هناك توجه قوى الآن لعودة الدراسة إلى الفصول مرة أخرى من خلال آليات عملية صحيحة، والرقابة، والمتابعة ضروريتان لتحقيق ذلك، فالمدرس «المتقاعس» لابد أن يتم «فصله»، وإحلال غيره من طابور الخريجين من كليات التربية، والآداب بعد إجراء التقييمات اللازمة كما حدث فى الدفعة الأخيرة التى تم تعيينها.

ما قام به الدكتور رضا حجازى يجب أن يكون رسالة لكل القيادات التعليمية من وكلاء الوزارة، ومديرى الإدارات الجالسين خلف مكاتبهم، ولا يدرون شيئا عما يحدث فى المدارس، ويتركونها نهبا للفراغ، وصفقات الدروس الخصوصية خارجها.

لا أعتقد أن التلاميذ، أو أولياء الأمور، يفضلون الدروس الخصوصية، لكنهم يضطرون إليها نتيجة ما يحدث فى المدارس من فوضى، وتقصير القائمين على العملية التعليمية فيها.

كل التقدير لتلك الجولة التى قام بها وزير التربية والتعليم فى مدارس المقطم، والعمرانية، وأتمنى أن تكون هناك خطة متكاملة منه للمتابعة مع القيادات الوسيطة، واتخاذ كل ما يلزم من الإجراءات ضد المتقاعسين منهم، أو من المدرسين، والأهم أن يكون هناك تعديل قانونى واضح يسمح بفصل المتقاعسين وتعيين بدلا منهم على الفور من هم أكثر كفاءة، ورغبة فى العمل لتعود لمصر ريادتها التعليمية، وتكون البداية لثورة تعليمية حقيقية، وشاملة.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات