بايدن «خلّى العيال تصحى بلا خضة»

بايدن «خلّى العيال تصحى بلا خضة»

عبدالمحسن سلامة

لو فكر الرئيس الأمريكى جو بايدن لحظة واحدة فى أولاده، وأحفاده، وتخيل، ولو لحظة، أن أبناءه، وأحفاده ينامون على صوت إطلاق القنابل، ويستيقظون على أصوات انهيار المنازل فوق رءوسهم، أو حتى المنازل المجاورة لمنازلهم لكان من المؤكد أن يعيد التفكير فى مساندته ودعمه لإسرائيل فى قتلها للأطفال الفلسطينيين.

أحيانا تكون حال من يموت أرحم بكثير من حال المشردين، والمصابين، ومن فقدوا الأب، والأم، والإخوة، والأخطر من كل هؤلاء أن يجد الشخص نفسه محشورا بين الأنقاض ينازع الموت، ويتمناه، وأحيانا كثيرة يتأخر عنه الموت لحكمة لا يعلمها إلا الله.

فكرت فى كل هذا كأب وأنا أسمع الشاعر المصرى الجميل أحمد حداد ابن الشاعر الكبير فؤاد حداد، صاحب أشهر «مسحراتى»، فى برنامج «معكم» الذى تقدمه منى الشاذلى.

شاهدت عددا كبيرا من فنانى مصر المحبوبين يرددون جملة «خلّى العيال تصحى بلا خضة» وسقطت الدموع من عينىّ، وأعين كل الحاضرين الذين كانوا يشاهدون معى تلك الحلقة، بعد اندماجهم مع أداء فنانى مصر الرائعين، وتمنيت ولو للحظة تَرجمة تلك القصيدة الرائعة، وإرسالها إلى الرئيس الأمريكى، وأعضاء الكونجرس بشقيه (النواب والشيوخ)، ووزير الدفاع، وكل أعضاء الإدارة الأمريكية، باستثناء اليهودى المتعصب أنتونى بلينكن، وزير الخارجية، لعلهم يشعرون بوخز الضمير، ويتعاطفون مع أطفال غزة الذين يتضورون جوعا، ويرتعدون خوفا، وينامون قلقا، ويستيقظون فزعا.

أمس كان عيد الميلاد فى بيت لحم، الذى انطفأت أنواره بفعل النازيين الجدد فى إسرائيل، وعصابات قطاع الطرق المسماة بالجيش الإسرائيلى الذى لا يعرف للإنسانية طريقا، ولا يؤمن إلا بالقتل، وسفك الدماء، وتدمير المنازل، ومحاصرة المستشفيات، ومنع دخول الغذاء، والوقود.

وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أكدت فى أحدث تقرير لها أن الوضع فى غزة تَقشعرُ له الأبدان، بينما قال تيدروس أدهانوم، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، «إن الآباء، والأمهات يجوعون حتى يتمكن أطفالهم من تناول الطعام».

جريمة إنسانية بشعة لخصها الشاعر الرائع أحمد حداد فى قصيدة «الخضة»، وتفاعل معها الفنانون المصريون، وهى القصيدة التى أتمنى ترجمتها، ونشْرها بكل لغات العالم، وأتمنى لو نجحنا فى قيام فنانين عالميين - كما فعل فنانو مصر - بإلقاء هذه القصيدة بأصواتهم باللغات الحية (الإنجليزية، والفرنسية، والروسية، والصينية) لفضح السفاح الإسرائيلى، وأيضا الراعى الرسمى الأمريكى لعلهم يعيدون حساباتهم مرة أخرى.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات