يرتبط العالم العربي بشراكات فعالة وقوية مع القوي الدولية ويرجع تاريخ التعاون مع بعضها إلي آلاف السنوات ، وفي مقدمة تلك العلاقات ما يربط بين الصين والعالم العربي التي ترسخت عبر الأعوام في شتي المجالات السياسية والاقتصادية والانسانية والثقافية والحضارية .
كما تتوثق أعمدة وركائز التعاون بين الجانبين العربي والصيني بما يحقق الشراكة الاستراتيجية الفعالة في شتي المجالات ، وتمثل مبادرة الحزام والطريق أحد أبرز آليات التعاون المتنامي عبر العصور .
وتحظي العلاقات العربية الصينية ومستقبلها بأهتمام الباحثون حيث تركز الدراسات علي مستقبل هذا التعاون الثنائي الفعال الذي يساهم في تعزيز التعاون والتنمية الدولية ، وتؤكد دراسة أجرتها قناة CGTN والتي ركزت علي 5 دول عربية منها " مصر والإمارات والسعودية " قوة ومتانة وتاريخية العلاقات بين الجانبين .
ويشير الخبراء والباحثون أن العلاقات العربية الصينية تهدف إلي بناء مجتمع الإنسانية المشترك في إطار مبادرة الحزام والطريق التي أطلقها الرئيس الصيني " شي جين بينغ " ويشهد العام الجاري 2023 عشرة أعوام علي إعلانها ، فتؤكد الدلائل والمؤشرات أن مستقبل العلاقات العربية الصينية سيشهد طفرات وتطورا ملموسا في كافة مجالات وبما يشمل أوجه التعاون بين الجانبين في ظل نظام عالمي يعج بالأحداث والتطورات الجسيمة .
كما تؤكد المؤشرات والحقائق والدلائل أن العلاقات العربية الصينية تؤكد معاني وقيم ايجابية بما يجسد الصداقة الحقيقة و تحقق المصلحة المتبادلة بما يخدم مستقبل التنمية في الجانبين ، فهناك نظرة ايجابية لمبادرة الحزام والطريق ومدي فائدتها للشعوب العربية ، حيث يؤكد 80.96% أن المبادرة تأثيرها يتراوح بين الايجابي جدا والايجابية فقط ، كما جاءت نسب مقاربة لتؤكد مدي فائدة بنسبة 87.92 % مقسمة بين تقديرات بالمفيدة جدا والمفيدة ، ويتماشي هذا مع التقارير التي صدرت عن المنظمات والجهات الدولية ومنها تقرير اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا " الاسكوا" والتي تؤكد أن مبادرة الحزام والطريق لها العديد من الدواعي والتأثيرات الإيجابية علي الدول العربية .
وتجسد في قيم عديدة أكدت معاني الصداقة الحقيقية والتعاون الشامل والتنمية الفعلية التي تشمل مشروعات البنية التحيتة والتكامل الاقتصادي والتقارب الثقافي والتنمية المستدامة، وجاء ذلك مقترنا بأحداث تاريخية وعالمية أثرت بشكل جلي علي المشهد العالمي والإقليمي وكان آخرها أزمة كوفيد – 19 والتي تجلت فيها أوجه التعاون العربي الصيني وكانت علاقة الصين وتعاونها مع العالم العربي مثالا لقيم الصديق الحقيقي والتكاتف من أجل مصلحة الدول والشعوب .
وترتكز العلاقات العربية الصينية علي تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والمشروعات الكبري خاصة أن أغلب الدول العربية تشهد نهضة فعالة ومشروعات كبري ، وتشارك الصين بقوة فيها ، فتحقق المشروعات الاقتصادية لمبادرةالحزام والطريق تنمية تكاملية وتوفر مزيدا من فرص العمل بنسبة 82.44% ، بما ينعكس بشكل إيجابي على الأوضاع الاقتصادية للدول العربية ، فتؤكد المؤشرات والمعدلات الأخيرة أن حركة التجارة بين العالم العربي والصين تسير بخطي واسعة ، فقد بلغ حجم التبادل التجاري بين الصين والعالم العربي نحو 431.4 مليار دولارا في العالم الماضي، بما يجعل الصين حاليا أكبر شريك تجاري للدول العربية .
وفي ظل الأهمية العالمية والتوجه الدولي الذي يركز علي توظيف و أستخدام الطاقة النظيفة يؤكد الخبراء أن مبادرة الحزام والطريق تنتهج مع العالم العربي خططا ومشروعات كبري تهدف إلي الاعتماد علي الطاقة النظيفة وتعزيز توظيفها وفي مقدمتها الطاقة الشمسية وأستخدامتها خاصة أن الدول العربية غنية في هذا الصدد ، في ظل تأكيد الشركات الصينية رغبتها في تنفيذ مشروعات كبري في الدول االدول العربية بما يعزز الاعتماد علي مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة التي تحمي وتحافظ علي مستقبل العالم .
وهكذا تشير التنبؤات بمستقبل واعد للعلاقات العربية الصينية في ظل حرص الجانبين علي تعزيز التعاونبل خلال ما يشهده العالم من أحداث وتغيرات جذرية وكبري تؤثر بل وغيرت موازيين القوي الدولية لتؤكد أن الشراكات والتعاون والمبادرات الدولية ومنها مبادرة الحزام والطريق هو ما يرسخ التعاون والتكاتف الدولي في مواجهة التحديات الكبرى.
بالتزامن مع "آسيا إن"
التعليقات