ترتبط مصر وروسيا بعلاقات استراتيجية قوية وتاريخية تشمل مختلف مجالات التعاون التي تتعزز عبر السنوات والعصور المختلفة .

كما تسعي الدولتان إلي تعزيز العلاقات الثنائية التي تشمل كافة مجالات  التعاون في ظل ثراء ثقافي وحضاري وتقارب بين شعبين يجمعهما العديد من القواسم المشتركة .ويؤكد الخبراء والدبلوماسيون الروس علي قوة العلاقات التي تربط موسكو بمصر ، مشددين علي الدور المحوري الذي تلعبه مصر في كافة القضايا الاقليمية التي يؤثر صداها علي المجتمع الدولي .وتتخذ روسيا خطوات عديدة لتعزيز علاقتها مع القاهرة وكان من بين آخر تلك الخطوات زيارة وفد وزارة الثقافة الروسية إلي مصر في مطلع الشهر الجاري .

 وقام وفد وزارة الثقافة الروسية برئاسة ” يوليا كوبينا ” بافتتاح معرض فني ” التراث الفريد ”  الذي أقيم بالبيت الروسي بالاسكندرية بمشاركة مدير البيت الروسي بالاسكندريه ” بافيل كيديسيوك ” ونقيب الفنانين التشكيليين بالاسكندريه ” حسن ” وصفي” ، وضم المعرض ٤٢ صورة تجسد الطبيعة في روسيا وحياة السكان والمعالم الأثرية والتراثية ومنها كنيسة التجلي التي تعد من أهم المعالم الهامة.

ويأتي ضمن فعاليات مؤتمر ” أيام الثقافة الروحية لروسيا في مصر ”وقال مدير البيت الروسي بالإسكندرية إن علاقات الأجداد بين روسيا و مصر مستمرة حتى الآن بين الشباب و أن الإسكندرية مدينة فريدة و متحف مفتوح ، مؤكدا على عمق العلاقات بين الدولتين تزامنا مع مرور 80 عاما علي العلاقات الروسية المصرية .كما شارك في الافتتاح مدير عام آثار الاسكندريه ” محمد متولي” ووفد وزارة الثقافة الروسية والذي يضم عدد من مديري المتاحف بروسيا منهم مدير متحف مدينة كيجي المفتوح للتاريخ ” إيلينا بوجدانوفا ” و المدير العام لمتحف الفنون الشرقية ” الكسندر سيدوف” و مدير متحف تورجوك التاريخي والانثوجرافي ” ايرينا جوكوفا” وممثل الكنيسة الأرثوذكسية الروسية ومدير معهد موسكو للثقافة ” كاترينا كوردينا” ومدير إدارة السياسة الإعلامية والعلاقات العامة للتعاون الدولي بوزارة التعليم الروسية ” دانا تسينيوفا ” ونائب المدير العام لمكتبة الأدب العالمي ” ماريا بيلوكالينكو ” والعديد من الحضور من عشاق الفن والإبداع .وأكدت رئيس وفد وزارة الثقافة الروسية ” يوليا كوبينا” عمق العلاقات التي تربط بين مصر وروسيا علي مدي التاريخ ، مؤكدة أن مصر تمتلك حضارة عريقة .وأضافت أن تعزيز التعاون والتبادل في الجوانب الثقافية والحضارية بين مصر وروسيا هام للغاية ، مؤكدة أن الفنون والثقافة تلعب دورا فعالا ومؤثر في تعزيز تقارب الشعوب والثقافات والمجتمعات من خلفيات متعددة .

وشددت علي أهمية تعزيز الحوار الحضاري والثقافي ونشر ثقافة التسامح والتقارب وأن تلك القيم التي يحتاجها بشدة مجتمعنا المعاصر والشباب في كافة الدول .كما أكدت مدير متحف تورجوك للتاريخ والاثنوجرافي ” ايرينا جوكوفا ” أنها منفتحة للتعاون مع الجانب المصري والمتاحف المصرية ، ونتطلع إلي إقامة العديد من الفعاليات والمعارض المشتركة .وأوضحت أن هناك مجالات جيدة للتعاون بين مصر والإسكندرية ومنها علي سبيل المثال في مجال البرديات .

أعربت عن الرغبة في التعاون مع المتاحف المصرية بما يعزز تبادل الخبرات بين مصر وروسيا .وقالت يتوقع أن يشهد العام المقبل برنامجا للتعاون مع مدينة الإسكندرية في مجال التراث والاثار .كما أكد وفد وزارة الثقافة الروسية عمق العلاقات والترابط الذي يجمع بين مصر وروسيا ، وثراء الحضارة والثقافة المصرية ، معربين عن رغبتهم في تعزيز التعاون والتبادل الثقافية بين المتاحف والمواقع بين الجانبين .وقال وفد وزارة الثقافة الروسية الذي يضم الفنانون والخبراء من روسيا أن هناك تعاون قوي وفعال بين دولتهم ومصر منذ زمن بعيد وهناك العديد من الفعاليات التي أقيمت بين الجانبين ، مؤكدين رغبتهم في إقامة المزيد من الفعاليات وتبادل الخبرات بما يعزز الحوار الحضاري والثقافي مع مصر التي تمتلك أهم حضارات العالم .

ومن جانبه أكد المدير العام لمتحف الفنون الشرقية  “الكسندر سيدوف ” قوة العلاقات المصرية الروسية ، ووصف مصر بأنها هدية الحضارة البشرية .  وتابع أن هناك علاقات كبري تربطنا مع مصر في المجالات الفنية و نتطلع إلي بناء علاقات مثمرة مع المتاحف المصرية بما يقدم المزيد لعشاق الفن العالمي ” ، مؤكدا أن هناك أهتمام صادقا وقويا بتعزيز التعاون مع المتاحف المصرية .وأشار إلي الرغبة في تعزيز العمل بين مصر وروسيا لإقامة المزيد  من المعارض والفعاليات المشتركة التي تعزز الحوار الحضاري ، مضيفا “نحن جاهزون للتعاون بما يعزز العلاقات القوية بني الجانبين ”وكما أكد أن هناك بالفعل العديد من الفعاليات والمعارض المصرية التي أقيمت في روسيا خلال الأعوام الماضية والتي تعكس الثراء والتعاون بين الجانبين في النواحي الفنية والثقافية .

وأشار إلى أن المتاحف تعد مصدرا هاما وفريدا لتعزيز الهوية الثقافية ووحدة المجتمع ، وتلعب دورا رئيسيا في تعزيز الحوار الهادف بين الدول المختلفة .كما تحدث عن متحف الفنون الشرقية ، لافتا أنه يعد من أهم المعالم التي تضم التحف الفنية وعلي مدار عدة أعوام استضاف العديد من المعارض من مصر والعديد من الدول .وبدوره تحدث مدير عام آثار الاسكندريه ” محمد متولي ” عن التعاون بين مصر روسيا في الجوانب الأثرية والفنية ، لافتا إلي أن هناك العديد من الفنانين من روسيا قاموا بزيارة العديد من المواقع الأثرية بالاسكندريه ، وقاموا بتنظيم معرض ضم صورا حول تلك المعالم الهامة .

وأوضح أن مصر تمتلك مواقع أثرية عالمية مسجلة ضمن قوائم اليونسكو للتراث العالمي ، ومنها موقع ” أبو مينا ” الأثرية في الاسكندريه والذي يعد من أهم المواقع الاثرية العالمية .وقال أن الإسكندرية مدينة تراثية وحضارية فريدة ،فهي تضم ١١٣٥ مبني تراثي واثري ، داعيا الجميع إلي زيارة وتفقد المعالم الفريدة في عروس البحر المتوسط.ومن جانبه أعرب مدير متحف بوردينو للتاريخ العسكري” ايجور كورنييف” عن سعادته بالزيارة ، قائلا إنه شرف كبير أن أكون  في مصر وفي مدينة الإسكندرية .واستعرض تاريخ المتحف والذي يضم قطعا أصلية ، ومشاهد تاريخية تعكس معركة تاريخية وقعت بين روسيا ونابيليون  ، موضحا أن أن ٥٠ ألف زائرا يقومون بتفقد المتحف سنوياً .وتحدثت مدير متحف تورجوك للتاريخ والاثنوجرافي ” ايرينا جوكوفا ” عن مدينتها وما تضمه من مباني تراثية عالمية ، والمتاحف بها والتي تضم الآلاف من القطع الأثرية الهامة، و بعضها من مصر مثل أوراق البردي وغيرها من الدول المختلفة كما أكد ممثل الكنيسة الأرثوذكسية الروسية ” الكسندر تشيربينين ” أن  مصر تعد بالنسبة للروسي الأرثوذكسي أرضا مقدسة وبدأت أول رحلة حج إلي مصر، في الاسكندريه تضم أحد الكنائس الأرثوذكسية .

وقال إننا نعرف الكثير عن مصر وأنها أرض مقدسة تضم العديد من المعالم الهامة والعالمية .وشارك في المؤتمر مدير معهد موسكو للثقافة ” كاترينا كوردينا” ومدير إدارة السياسة الإعلامية والعلاقات العامة للتعاون الدولي بوزارة التعليم الروسية ” دانا تسينيوفا ” ونائب المدير العام لمكتبة الأدب العالمي ” ماريا بيلوكالينكو ” والعديد من الحضور من عشاق الفن والإبداع .

بالتزامن مع مجلة "آسيا إن"