أعجبنى عنوان الزميلة «الشروق» صباح أمس حينما خرجت بمانشيت رئيسى «الأربعاء الأسود على إسرائيل»، وفى الخبر أشارت إلى وقوع أكثر من 10 قتلى و25 جريحا إسرائيليا على يد رجال المقاومة الفلسطينية الأبطال خلال يوم واحد، مما جعل الإعلام الإسرائيلى يطلق على يوم الأربعاء «الأربعاء الأسود».
أكثر من ١٠ من العسكريين معظمهم من الضباط وبمن فيهم قادة كبار فى لواء «جولانى» تمت إبادتهم وقتلهم بعد أن نصبت قوات المقاومة كمينا لهم أسفر عن مقتل وإصابة كل أفراد الكتيبة ومصرع قائدها.
تزايد حجم القتلى فى الجيش الإسرائيلى يؤكد فشل الجيش الإسرائيلى فى مهمته التى دخلت شهرها الثالث، رغم أنه يحارب شعبا أعزل محاصرا وممنوعا عنه الماء، والدواء، والغذاء، والوقود.
وزير الخارجية الإسرائيلى أطلق تصريحا أجوف قال فيه إن إسرائيل سوف تواصل الحرب بدعم دولى أو بدونه، وهو كلام لا يستحق حتى مجرد مناقشته لأنه يعلم جيدا أن الجيش الإسرائيلى جيش من «ورق مناديل»، وأنه لولا الدعم الأمريكى اللا محدود، والتعاون الاستخباراتى مع المخابرات المركزية الأمريكية، والجسر الجوى والبحرى الأمريكى والأوروبى لإمداد إسرائيل بكل ما تحتاجه لكان الموقف مختلفا، وكان من الممكن أن تتغير الصورة الآن بشكل كامل على الأرض.
إسرائيل تعلم أنها دولة منبوذة، وتصويت مجلس الأمن يشهد بذلك يوم الجمعة الماضى والذى أفشلته أيضا الإدارة الأمريكية باستخدام حق النقض «الفيتو» ضد إرادة المجتمع الدولى كله، حيث لم تنضم إليها أى دولة من أعضاء مجلس الأمن بما فيهم دول الاتحاد الأوروبى، وكذلك بريطانيا التى امتنعت عن التصويت ولم ترفض القرار.
فى الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الأربعاء أول أمس كان المشهد مختلفا ليزداد يوم الأربعاء قتامة وسوادا على إسرائيل والحامى الأمريكى بعد أن صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة لصالح المشروع الذى تقدمت به مصر وموريتانيا لوقف إطلاق النار فورا فى غزة، حيث انضمت ٣٣ دولة إضافية من حلفاء أمريكا وإسرائيل لصالح التصويت على القرار من بينها كندا، ونيوزيليندا، وأستراليا وغيرها ممن غيروا مواقفهم وأدانوا المشهد الدموى، لتظل إسرائيل وأمريكا دولتين منبوذتين على مستوى العالم كله.
صحيح أن قرار الجمعية العامة قرار غير ملزم، لكنه قرار يكشف التوجه العالمى من هذه الحرب القذرة، ويزيد من عزلة إسرائيل وخسائرها المعنوية إلى جوار خسائرها الميدانية الهائلة على الأرض.
التعليقات