‏بلينكن يشعل الحرب..!

‏بلينكن يشعل الحرب..!

عبدالمحسن سلامة

لم أكن متفائلا بقدوم أنتونى بلينكن، وزير الخارجية الأمريكى، إلى المنطقة، وصدق ما توقعت، على عكس ما كان يتوقعه البعض من قدومه للضغط من أجل تمديد «الهدن» الإنسانية، وتحويلها إلى وقف شامل، والانخراط فى عملية سياسية شاملة.

بلينكن لم يفعل ذلك بالطبع، وإنما جاء ليحضر «مجلس الحرب» الإسرائيلى، ويعلن رفضه وقف إطلاق النار، مكتفيا بعبارات مبهمة ليس لها أى معنى على أرض الواقع، مثل «الحفاظ على حياة المدنيين»، و«الالتزام بالقانون الدولى الإنسانى».

بعد نهاية زيارته إلى المنطقة أشعلت إسرائيل الحرب من جديد بعد أن أخذت الضوء الأخضر من الحامى الرسمى الأمريكى، المساند، والداعم الرئيسى للحرب على غزة ماديا، وعسكريا، ومعنويا.

فى اليوم الأول لاستئناف الحرب سقط ما يقرب من ١٥٠شهيدا، ومثلهم فى كل يوم، وربما أكثر، ليرتفع العدد الإجمالى إلى ما يقرب من ١٦ ألف شهيد (أكثر من ٧٠٪ نساء وأطفالا).

بحسبة بسيطة نجد أن هناك ما يقرب من ٣٠٠ قتيل يوميا للمجازر الإسرائيلية، منذ بداية الحرب فى 7 أكتوبر بالإضافة إلى ما يقرب من ٥٠ ألف مصاب حتى الآن نصفهم إصاباتهم خطرة، ومعنى ذلك أن أصحاب الإصابات الخطرة معرضون للوفاة أيضا، إلى جوار حالات الإعاقة، والإصابات الأخرى.

العالم العربى يحتاج إلى «وقفة» مع الصديق الأمريكى لمعرفة هل هو صديق فعلا أم عدو؟.. وإلى متى يستمر فى دعمه الكامل للعدوان الإسرائيلى، وتجاهل الحقوق العربية المشروعة، مكتفيا بالكلام الضبابى المبهم حول «حل الدولتين»، و«حقوق المدنيين»؟!

مصلحة أمريكا مع العالم العربى، وليست مع إسرائيل، إلا إذا كانت تعتبر إسرائيل أداة إذلال، وقهر، وابتزاز للعالم العربى، لتنفيذ مخططات الاستيلاء على ثرواته، وإضعافه، كما حدث طوال الـ «٧٥» عاما الماضية.

لابد أن يصل الصوت العربى «قويًا» إلى الإدارة الأمريكية، فإذا كانت الإدارة الأمريكية راغبة فى التعاون، والصداقة فهذا هو المطلوب، وعليها ترجمة ذلك برفع الغطاء عن العدوان الإسرائيلى، وإرغام تل أبيب على قبول السلام العادل، والدائم فى الشرق الأوسط، وتنفيذ حل الدولتين بعيدا عن الوعود، والتسويف، والمماطلات.

أما إذا تجاهلت أمريكا كل ذلك، فمن الضرورى أن تكون هناك مراجعة شاملة، وخطة طويلة الأمد لفك الارتباط العربى - الأمريكى مادامت الإدارة الأمريكية مُصرة على مساندة العدوان، وتجاهل نداء السلام لمصلحة كل دول المنطقة، بما فيها دولتا إسرائيل وفلسطين.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات