تتواصل جرائم الاحتلال الإسرائيلى وعدوانه المستمر على فلسطين طوال، 70 عاما والتى لم تفلح القرارات الدولية فى مواجهتها فى ظل انحياز الولايات المتحدة وبعض الأنظمة الغربية للاحتلال، بينما أسفر تفاعل الشعوب ووقوفها ضد حرب الإبادة الجماعية فى غزة هذه الأيام، عن خلخلة فى الموقف الغربى المناصر لإسرائيل، وكشف عن أهمية المراهنة على وعى الشعوب التى مارست ضغوطا على قادتها لتغيير مواقفها، لذا أصبحت هناك حاجة ملحة لإنشاء متحف للمجازر الإسرائيلية ضد الفلسطينيين لتبقى حية فى ذاكرة العالم، وتظل وسيلة ضغط حتى تتحرر فلسطين من نير الاحتلال.
فقد ارتكبت إسرائيل عشرات المجازر أسفرت عن استشهاد اكثر من 100 ألف شهيد فلسطينى منذ نكبة عام 1948 وحتى العام الماضى، وفقا للجهاز المركزى للإحصاء بفلسطين، فضلا عن قتل أضعاف ذلك بالحصار ومنع الغذاء والدواء والطاقة وتدمير البنية التحتية والسجن، والتهجير والتشريد.
كما استشهد فى العدوان الاسرئيلى الجارى على غزة، أكثر من 13ألف شهيد، منذ 7 أكتوبر الماضى، بينهم 5500 طفل و3500 امرأة و201 من الكوادر الطبية، و22 من رجال الدفاع المدنى، و60 صحفيا، فى أكثر من 1330 مجزرة، ارتكبها جيش الاحتلال المجرم خلال 45 يوما، فضلا عن أكثر من 35 ألف مُصاب، و6000 مفقود منهم 4000 طفل وامرأة. والأعداد فى تزايد مستمر، فى حرب الإبادة الجماعية، فمن لم يستشهد بالأسلحة العسكرية الإسرائيلية يقتل بالأسلحة المدنية عبر الحصار ومنع الغذاء والدواء وقصف مخازن المياه والمستشفيات.
إن مجازر الاحتلال الإسرائيلى المفتوحة والممتدة فى فلسطين او «الهولوكوست الفلسطيني» يشاهد العالم تفاصيلها، فهى حقيقية موثقة ومعززة بكم هائل من الوقائع والوثائق والشهادات ومنها شهادات إسرائيلية، مثل شهادات الدكتور «ايلان بابيه» حول «التطهير العرقى فى فلسطين»، «وبنى موريس» فى سلسلة من كتاباته البحثية حول مجازر عام 1948.
ولأن «آفة حارتنا النسيان»، فى مقابل لعبة التذكير المستمر بدور الضحية التى يحاول الاحتلال الصهيونى لعبه، فضلا عن ابتزاز العالم بها، بدءا من المحرقة وحتى «طوفان الأقصى» حيث يبدأ المتحدث العسكرى الاسرئيلى حديثه يوميا قائلا: (يجب ألا ينسى العالم ما حدث يوم 7 اكتوبر)، فإن الواجب الوطنى والإنسانى يقتضى توثيق المجازر التى وصفها الكثيرون من المسئولين الأمميين بأنها جرائم الحرب، وذلك بإنشاء متحف لمجازر الإبادة الجماعية التى ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيونى ضد الفلسطينيين بحيث تقام له فروع فى مختلف أرجاء العالم.
ويتضمن المتحف المقترح صورا وفيديوهات ووثائق وشهادات حية لقتل الأطفال والنساء والمدنيين وأعداد ضحايا الإبادة الجماعية للفلسطينيين بغزة، والأطقم الطبية ورجال الدفاع المدنى والإسعاف والصحفيين والعاملين بالمؤسسات الدولية، والصليب والهلال الأحمر والجهات الخيرية، وقصف المساجد والكنائس والمدارس والمستشفيات وخزانات المياه والمخابز ومقار الأمم المتحدة والهيئات الدولية ومختلف المؤسسات المدنية فى غزة ، وطرد المرضى والجرحى والأطفال الخدج من المستشفيات.وتدمير المساكن والبنية التحتية، وحرق أشجار الزيتون والمزروعات، كما يتضمن مجسمات ونماذج من بقايا الدمار الشامل وغير ذلك من آثار حرب الابادة التى يمارسها الاحتلال الاسرئيلى الغاشم ضد الشعب الفلسطينى فى الضفة الغربية وغزة والقدس المحتلة وبقية المدن الفلسطينية والعدوان على المسجد الاقصى والاقتحامات المتكررة للمتطرفين الإسرائيليين لساحاته. هذا المتحف وفروعه يجب ان يبقى مفتوحا للأجيال فى فلسطين والدول العربية وللعالم أجمع، بحيث يضم وثائق ورقية وشواهد مادية على الجرائم. ويحب ألا نكتفى بالحفظ الرقمى الذى يمكن إزالته بنفس الطريقة التى تحذف بها المنشورات المدافعة عن غزة على المنصات الرقمية. مع تحديد يوم عالمى لتذكير العالم بهذه المجازر، على غرار متاحف الهلولوكوست، حتى نحمى البشرية من تكرار مثل الجرائم البشعة.
كما يجب فضح القوى الدولية والمسئولين الذين اعطوا الضوء الاخضر للعدوان والذين دعموه بالسلاح، لأنه لو تمت محاكمة جورج بوش وتونى وبلير على جرائمهما فى العراق التى ارتكبت تحت مزاعم ثبت كذبها وهى امتلاك أسلحة الدمار الشامل، لما أقدم بايدن ونتانياهو على المجازر الحالية فى غزة والتى تتم أيضا تحت ذرائع مفبركة لتحويل الجانى إلى ضحية!.
التعليقات