جاءت كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى أمام القمة العربية ـ الإسلامية المشتركة (الاستثنائية) - التى عُقدت أمس الأول فى الرياض - قوية، وحاسمة، وواضحة.. تلخص الموقف المصرى المساند دائما للقضية الفلسطينية التى كانت، وستظل، قضية العرب الأولى، وتؤكد أن ما يحدث فى غزة يخص كل العرب من المحيط إلى الخليج، حيث يستهدف قتلة الأطفال، وداعموهم من قادة أمريكا، والدول الغربية « تركيع» العالم العربى، باعتبار أن ما يحدث فى غزة قابل للتكرار مرة أخرى فى مناطق مختلفة من العالم العربى.
من هنا كانت أهمية عقد قمة عربية - إسلامية لإيصال صوت أكثر من مليارى نسمة يشكلون نحو ٢٥٪ من سكان العالم إلى الراعى الأمريكى للإرهاب الإسرائيلى، وإلى كل الدول الداعمة لهذا العدوان الغاشم على قطاع غزة، وحصاره، وتجويعه، وإبادة الأطفال، والنساء، والشيوخ فيه، فى حرب «إبادة» ليس لها مثيل فى التاريخ الحديث.
ومن هنا كان توصيف الرئيس عبدالفتاح السيسى للمشهد، مشيرا إلى أن الوقت يمر ثقيلا على أهالى غزة من المدنيين الأبرياء لتعرضهم للقتل، والحصار، والممارسات غير الإنسانية، كما يمر الوقت ثقيلا على جميع الشعوب ذات الضمائر الحية، لازدواجية المعايير، واختلال المنطق السليم، وتهافت الادعاءات الإنسانية التى سقطت سقوطا مدويا فى هذا الاختبار الكاشف.
حينما تتحدث مصر فلابد أن ينصت العالم لأن مصر صاحبة تجربة طويلة فى الحرب والسلم مع إسرائيل، ومصر هى التى استضافت أول قمة عربية عام ١٩٤6 فى «أنشاص» لدعم الفلسطينيين قبل إنشاء الكيان الإسرائيلى، وفى هذا الاجتماع استحوذت القضية الفلسطينية على ستة قرارات من القرارات التسعة الصادرة عن تلك القمة، باعتبار أن القضية الفلسطينية هى أم القضايا.
٧٧ عاما ومازالت أمريكا تلعب الدور الراعى الرسمى للإرهاب الإسرائيلى، حيث حذرت أول قمة عربية فى ١٩٤٦ حكومتى أمريكا وبريطانيا من سياستهما العدوانية ضد فلسطين، واعتبار ذلك بمثابة عدوان تجاه كل الدول العربية.
مصر خاضت أول حرب فى سبيل القضية الفلسطينية عام ١٩٤٨، ثم وقع عليها العدوان الثلاثى عام ١٩٥٦ لمواقفها المساندة، والداعمة لكل حركات التحرر الوطنى بشكل عام، والقضية الفلسطينية بشكلٍ خاص، ثم تعرضت لعدوان غاشم عام ١٩٦٧ وصولا إلى حرب التحرير الكبرى فى أكتوبر ١٩٧٣.
بعدها اتجهت مصر إلى السلام، باعتباره أكثر الطرق عدالة، وأمنا لكل الشعوب، لكن المشكلة تبقى فى إسرائيل لأنها لا تريد السلام ولا العدل وإنما تقوم على العدوان، والتوسع بكفالة أمريكية كاملة، وهذا هو أصل «الداء».
نقلا عن جريدة الأهرام
التعليقات