«اليهود يسمون القدس أرض الميعاد، ويقولون إنهم عاشوا فيها بوعد من الله، وأنا أقول لهم إنهم استولوا عليها ليس بوعد من الله وإنما بوعد من بلفور»، هكذا رد البابا شنودة، رحمه الله، على أكاذيب اليهود، موضحا أنه ليس هناك شعب غضب منه الله مثلما غضب من اليهود.
القصة كاملة نشرها الكاتب الكبير عاطف النمر فى صفحته المميزة (كنوز) يوم الخميس الماضى فى الزميلة «الأخبار»، حينما أشار إلى أكاذيب نيتانياهو وحكومته، ولغتهم التحريضية القائمة على التمييز الدينى، والتطرف، محذرا من نبرة الحرب الدينية فى تلك الحرب التى تشنها إسرائيل على قطاع غزة، خاصة بعد أن أعلن أنتونى بلينكن، وزير الخارجية الأمريكى، عن ديانته اليهودية، وكذلك ما صرح به الرئيس الأمريكى جو بايدن من أنه صهيونى، مما جعل الرئيس التركى رجب طيب أردوغان يحذر قائلا: «إن كنتم تريدونها حربا بين الهلال والصليب فنحن جاهزون لها، والأمة الإسلامية لم تمت».
كان البابا شنودة، رحمه الله، وطنيا مخلصا، ورجل دين قديرا، ومتمرسا، وله العديد من المواقف الصلبة، والقوية فى مواجهة العدو الإسرائيلى، وفى مثل هذه الأيام العصيبة، منذ أكثر من 20 عاما، حينما حاصرت قوات الاحتلال الزعيم الفلسطينى ياسر عرفات فى مقره بالضفة الغربية عام 2002- عقد البابا شنودة مؤتمرا شعبيا فى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية لإعلان دعمه للرئيس الفلسطينى، وأجرى معه مكالمة تليفونية مطولة أكد له فيها وقوفه إلى جانب حقوق الفلسطينيين العادلة، ورفضه كل ممارسات إسرائيل التعسفية بحق الشعب الفلسطينى، بل إنه قام بزيارة اللاجئين الفلسطينيين فى مخيم «اليرموك» بسوريا،
وحينما وصل البابا شنودة إلى المخيم اُضطر إلى النزول بعد احتشاد الجموع الغفيرة حوله ليسير على الأقدام محاطا بأبناء المخيم وهم يرددون: «بابا شنوده أهلا بك.. شعب فلسطين يحييك».
كان البابا شنودة فعلا بابا لكل الشرفاء فى العالم لأنه كان دائما مناصرا للحق، والعدل، والمساواة، وكاشفا أكاذيب اليهود، وداحضا أباطيلهم، وظل رافضا كل مخططات تهويد القدس قائلا قولته المشهورة: «لن ندخل القدس إلا وأيدينا فى أيدى إخواننا المسلمين».
رحم الله البابا شنودة، وكل الشكر والتقدير للكاتب الكبير عاطف النمر، على كل تلك المعلومات التاريخية المهمة.
نقلا عن جريدة الأهرام
التعليقات