أمريكا اللاتينية تسعى لجذب الاستثمارات في قطاع الطاقة المتجددة

أكد خبراء متخصصون في الطاقة إحراز أمريكا اللاتينية تقدماً ملحوظاً في مجال الاستثمار في الطاقة المتجددة، مشيرين إلى توافر الفرص والمقومات اللازمة والبيئة التشريعية الملائمة التي تشجع على استقطاب شركات القطاع الخاص.

جاء ذلك خلال جلسة حول "قطاع الطاقة والتحدي الذي يفرضه اعتماد مصادر الطاقة المتجددة" التي عقدت خلال فعاليات المنتدى العالمي للأعمال لدول أمريكا اللاتينية 2016 في دبي، بمشاركة هيكتور أوليا، الرئيس والرئيس التنفيذي لشركة "غاوس انيرجيا" في المكسيك، والدكتور ألفارو لوبيز بينا، استشاري سياسات ومحلل أسواق في الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا) بأبوظبي.

وأشارت الجلسة إلى أن البرازيل والمكسيك وتشيلي كانت من أهم 10 دول استفادت من الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة خلال عام 2015. وقال هيكتور أوليا إن المكسيك تتمتع بمناطق متعددة لتوليد الطاقة الشمسية وهناك قوانين وتشريعات لتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار، مشيراً إلى أنه يتم طرح مناقصات للمشغلين المستقلين، متوقعاً بأن يأتي أكثر من نصف الاستثمارات من الطاقة الشمسية. وأضاف هيكتور أن مصادر الطاقة المتجددة في المكسيك تضم مزيجاً متنوعاً من الشمس والرياح والماء، ويعمل بها شركات أمريكية وصينية ويابانية، فضلاً عن تنافسية أسعارها، حيث قال على سبيل المثال تبلغ تكلفة الكيلو واط من الكهرباء المولدة عن طريق الطاقة الشمسية 31 دولاراً بينما تبلغ تكلفة توليد نفس الكمية من خلال الغاز 39 دولاراً، ما يشجع على الاستثمار.

 

ولفت هيكتور إلى أن المكسيك تستهدف تحقيق نسبة 35% من الطاقة المتجددة بحلول عام 2021، لذلك لابد من إعادة النظر في هذا الأمر لأنه سيكون لدينا الكثير من الطاقة قبل ذلك التاريخ نتيجة للاستثمارات، مشدداً على ضرورة وجود وسائل لتخزين الطاقة الشمسية، لافتاً إلى توفر التخزين التجاري الصغير في غضون عامين أو ثلاثة. وحول الدور الذي سيلعبه المستثمرون الأجانب في هذا الصدد، أوضح هيكتور أن هنالك أدواراً مختلفة تتعلق بالتطوير والبناء والتصميم، وأياً كان هذا الدور فيجب أن يتم بطريقة متناغمة مع تجنب إعطاء مزايا لطرف على حساب طرف آخر، فالمنطقة مفتوحة للأعمال والمستثمرين سواء كانوا محليين أوأجانب.

من جانبه، قال الدكتور ألفارو لوبيز تحظى عدة دول في أمريكا اللاتينية بتنوع كبير في مصادر الطاقة المتجددة مثل البرازيل والمكسيك وتشيلي والأورغواي والأرجنتين. وقد دفعت ظاهرة تغير المناخ عالمياً والجفاف إلى تغيير السياسات في أمريكا اللاتينية وتوفير المحفزات والتسهيلات وسن القوانين اللازمة لجذب الاستثمارات بهدف تحقيق أمن الطاقة. ولفت الدكتور ألفارو إلى وجود فرص كبيرة في مجال الاستثمار في هذه المشاريع فضلاً عن فرص التمويل على المستويين المحلي والدولي من خلال البنوك التي توفر تمويلاً كبيراً، وهناك أيضاً صناديق استثمار تعمل في هذا الشأن.

وثمن الدكتور ألفارو الدور الرائع الذي تقوم به قيادة دولة الإمارات والمشاريع والبرامج التي تنتهجها للاستثمار في مجال الطاقة المتجددة وتفكيرها على المدى البعيد في هذا الشأن ما يعطي صورة جيدة تبعث على التفاؤل.

وأكدت الجلسة في ختامها على وجود شهية منفتحة لزيادة حجم التبادل التجاري والتعاون المشترك بين دول الخليج وأمريكا اللاتينية، مشيرة إلى وجود تعاون كبير بالفعل في مجال المنتجات الغذائية والزراعية بين الجانبين.

التعليقات