أنقرة لن تبدأ التصديق على انضمام الدولة الشمالية إلى الناتو قبل الاستجابة لشروطها

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم الخميس إن السويد لم تف بعد بالتزاماتها فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب في إشارة إلي أن أنقرة لن تبدأ التصديق على انضمام الدولة الشمالية إلى الناتو، وعارضت تركيا بشدة محاولة السويد الانضمام إلى التحالف العسكري، وحثتها على الوفاء بشروط معينة، بما في ذلك الإجراءات الصارمة ضد الجماعات الإرهابية وتسليم أعضاء تلك الجماعات المطلوبين من قبل أنقرة.  

وبحسب وسائل إعلام كانت الشروط جزءًا من اتفاق بين تركيا وفنلندا والسويد الذي تم توقيعه في قمة الاطلنطي بالعاصمة الاسبانية مدريد العام الماضي. 

وفي تغريدة له علي حسابه بمواقع التواصل الاجتماعي  كتب تشاويس  أوغلو على تويتر: "رسالة واضحة وضوح الشمس لأصدقائنا السويديين! نفذوا التزاماتكم الناشئة عن المذكرة الثلاثية واتخذوا خطوات ملموسة في الحرب ضد الإرهاب. وسيأتي الباقي بعد ذلك".  

وتأتي تصريحاته ردا على السويد التي أشارت اليوم الخميس إلى أنها استوفت جميع الشروط المحددة للانضمام إلى الحلف، وقال وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم للصحفيين في أوسلو، حيث تمت دعوته لحضور اجتماع لوزراء خارجية الناتو يستمر يومين "لقد أوفينا بجميع التزاماتنا" وأضاف "حان الوقت لتركيا والمجر لبدء التصديق على عضوية بلاده " محذرا بإن "كل ما يمنع السويد من الانضمام إلى الناتو سينُظر إليه على أنه انتصار (للرئيس الروسي فلاديمير) بوتين".

وخوفًا من احتمال استهدافهما من قبل موسكو بعد غزو روسيا لأوكرانيا العام الماضي، تخلت السويد وفنلندا عن مواقفهما التقليدية المتمثلة في عدم الانحياز وطلبتا معا  الحماية تحت مظلة الناتو الأمنية و أصبحت فنلندا الدولة العضو الحادي والثلاثين في أبريل بعد أن استوفت معايير أنقرة علي حد تعبير صحيفة صباح لسان حال حزب العدالة والتنمية الحاكم والذي يقوده الرئيس رجب طيب اردوغان. 

المجر: لسنا على استعداد لقبول أي ضغوط 

وصرح  وزير الخارجية المجري بيتر زيجارتو لوسائل إعلام في بوادبست : "لسنا على استعداد لقبول أي ضغوط، وسيقرر البرلمان المجري التصديق بطريقة سيادية، وهو ما ستدعمه الحكومة بالطبع"  على مدى أشهر، أجرت السويد وفنلندا وتركيا محادثات لمحاولة معالجة مخاوف الاخيرة .

وقال بيلستروم إنه يتوقع أن تتضح الأمور في اجتماع جديد لهذه "الآلية المشتركة الدائمة" في الأسابيع المقبلة وأشار إلى أنه حتى يوم الخميس، شددت السويد قوانينها لمكافحة الإرهاب، مستشهدا بمشروع قانون جديد دخل حيز التنفيذ بموجبه  أصبح الآن من غير القانوني تمويل "منظمة إرهابية" أو تجنيدها أو تشجيعها علنًا، أو السفر إلى الخارج بنية الانضمام إلى هذه الجماعات. 

وأعربت الدولة الاسكندنافية وكذلك بعض أعضاء الناتو الآخرين اليوم الخميس عن تفاؤلهم بأنه وبعد انتهاء  الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية  ، ستضع أنقرة الضوء الأخضر لعضوية السويد قبل قمة في لاتفيا في يوليو المقبل.

وأعلن الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج اليوم أيضا إنه سيسافر قريبًا إلى تركيا لمناقشة عضوية السويد مشيرا إلى إنه تحدث في وقت سابق من هذا الأسبوع إلى أردوغان وقال للصحفيين "سأسافر أيضا إلى أنقرة في المستقبل القريب لمواصلة مناقشة كيف يمكننا ضمان أسرع انضمام ممكن للسويد."  

وقالت وزيرة الخارجية الفنلندية، بيكا هافيستو، "من المهم أن تواصل تركيا عملية التصديق"  وهو ما ايده ستولتنبرغ في نهاية الاجتماع قائلا  "من المهم استئناف الحوار والعملية"، لافتا إلى أن السويد نفذت تشريعات جديدة بشأن الإرهاب، وبالتالي معالجة أحد الشواغل التركية الرئيسية لقد حان الوقت للمصادقة على السويد (عضويتها) وأنا أعمل بجد حتى يتم ذلك في أقرب وقت ممكن" و توقع الرئيس الامريكي جو بايدن أن تنضم السويد إلى الناتو "قريبًا  وقال إن الناتو أقوى على الرغم من محاولة بوتين لكسر التحالف بغزوه لأوكرانيا ويوم الاثنين، تحدث بايدن مع أردوغان في هذا الشأن  وانهما سيتحدثان مرة أخرى قريبًا.

التعليقات