المتحدث باسم أردوغان : تركيا تسعى لعودة دائمة ومخططة للسوريين إلى ديارهم

لا حديث اليوم في عموم الاناضول سوى قضية اللاجئين والتي باتت الورقة الحاسمة في المارثون الرئاسي الذي ستختتم جولته الثانية المصيرية الاحد المقبل بإعلان الفائز إما الرئيس الحالي المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان أو كمال كيلتشدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري العلماني.  في هذا السياق أكد المتحدث باسم الرئاسة التركية ، إبراهيم كالين ، أمس الأربعاء ، إن بلاده  تعمل على ضمان عودة آمنة وكريمة للسوريين إلى ديارهم ، غير أنه استطرد قائلا " ولن يكون ذلك ممكنًا إلا بعد إجراء مناقشات جادة مع الجانب الآخر ( حكومة  الرئيس بشار الاسد)  وفي إشارة إلى أن أنقرة أنشأت مناطق على الحدود التركية السورية لتسهيل عودة طالبي اللجوء السوريين ، أوضح كالين إن القضية لا يمكن حلها بين عشية وضحاها. ثم متسائلا : من هو القائد القوي الذي يمكنه حضور المحادثات مع سوريا؟ كيف سيتم ذلك وتحت أي إطار؟ ليجيب  "هذه ليست مسائل سهلة" ، مضيفًا أن أنقرة بحاجة إلى تأكيدات للتأكد من أن طالبي اللجوء السوريين الذين يعودون إلى ديارهم لن يعودوا في مجموعات أكبر. ولفت  كالين الانظار إلي أن  تركيا أطلقت العملية بالفعل من خلال إجراء مناقشات مع روسيا وإيران وسوريا ، وأشار إلى أن القضية بحاجة إلى حل بطريقة إنسانية لن تكون عبئًا ماليًا على حكومته وقال "إذا قلت أنك ستعيدهم غدًا ، فإن الأشخاص ذوي الفطرة السليمة سيبدأون في التشكيك في جدواها" ، في إشارة إلى تعهد تحالف الشعب الجمهوري المعارض الذي يقوده حزب الشعب الجمهوري بإعادة السوريين إلى ديارهم. وعاد  كالين إلى تكرار ما سبق واعلنه أردوغان أكثر من مرة بأن أكثر من 500 ألف سوري عادوا بشكل دائم إلى منازلهم حتى الآن.

منع التهديدات التي تشكلها التنظيمات الإرهابية  

وحول المحادثات مع دمشق ، قال كالين إن الأخيرة تعطي الأولوية لنقطة واحدة على طاولة المفاوضات ، بينما تعطي أنقرة  الأولوية لثلاث نقاط ، بما في ذلك منع التهديدات التي يشكلها الجناح السوري لمنظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية ، وحدات حماية الشعب الكردي ، ومشاركة الأكراد - غير المنتمين إلى للتنظيمات الانفصالية  - في مستقبل سوريا ، عودة آمنة للسوريين إلى ديارهم ليس فقط في الشمال ولكن بلداتهم في جميع أنحاء البلاد. فــ "نحن لا نتحدث عن إحضارهم إلى المنطقة الحدودية ، نحن نناقش عودتهم المنظمة إلى ديارهم". وبخصوص حقيقة أن محافظة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة مكتظة حاليًا بنحو 2.5 مليون شخص ، نوه كالين إلي إن المفاوضات الرباعية تهدف إلى ضمان عودة أهالي حلب ودمشق والمحافظات الجنوبية إلى ديارهم وذلك من خلال "مكاتب العودة الطوعية" التي تم إنشاؤها في 12 مقاطعة بها أعداد كبيرة من اللاجئين ، ومنها يستطيع اللاجئون عبور الحدود بموجب مبدأ "العودة الآمنة والطوعية والكريمة" كما تقول مديرية إدارة الهجرة في وزارة الداخلية. حتى الآن ، عاد أكثر من 554 ألف سوري إلى بلادهم ، خاصة إلى المناطق المحررة من الجماعات الإرهابية بدعم من القوات المسلحة التركية التي شنت عمليات درع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام لضمان سلامة مدن جنوب شرق الاناضول التي تتعرض لخطر الهجمات الإرهابية من سوريا. وبحسب مصادر إعلامية موالية للحكومة التي يقودها أردوغان من خلال دعم تركيا ، شهدت المناطق المحررة تحسنًا في الحياة اليومية ، من مدارس ومستشفيات جديدة إلى بنية تحتية أفضل.

التعليقات