حسم الناخبون المتردّدون موقفهم سيؤدي إلى بزوغ فجر جديد غير متوقع

" المترددون " يبدو أنهم  سيكونون  السلاح الاخير الذي سيستند إليه كل مرشح من المرشحين الأربعة لخوض السباق الرئاسي مايو المقبل خصوصا المتنافسين الرئيسيين الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان وزعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيلتشدار أوغلو والأمر ذاته سينطبق علي التحالفات الحزبية في نضالها للفوز بأكبر عدد من مقاعد البرلمان البالغة 600 مقعد والسؤال الآن والذي الذي يطرحه المتنافسون كيف يمكن جذب هؤلاء وما هو الخطاب الناجع الذي سيكون بمقدوره إستمالتهم ؟  ومنظمو استطلاعات الرأي ومعهم المحللون يحذرون من أن نتائج الانتخابات البرلمانية قد تؤثر على السباق بأكمله في حالة إجراء جولة الإعادة على منصب الرئيس وهو بات واردا بشدة في ظل الصراع المحموم حول من سيكون الرئيس الثالث عشر للجمهورية.  إذ لا يزال ما يزيد علي 15٪ من إجمالي ما يحق لهم حق التصويت وغالبيتهم من الشباب الذين سيصوتون لأول مرة ، مترددين وغير مستقرين ، ومن المرجح أن تؤثر قراراتهم في اللحظة الأخيرة على نتيجة السباق .    صانعي الملوك في الانتخابات الرئاسية 

الأحزاب بدورها بحاجة إلى تأمين دعم المترددين ، فبحسب خبراء إن عدم اليقين هو ما يجعل اقتراع الرابع عشر من مايو المقبل مختلفًا مقارنة بالاستحقاقات السابقة على مدى العقد الماضي  لا يوجد الكثير من الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم ، لكن هناك ناخبون ساخطون ، مما يعني أنهم يؤيدون جانبًا واحدًا لكنهم غير راضين عنه.  ولهذا فالناقمون سيكونون صانعي الملوك في الانتخابات الرئاسية  فأحد أهم الأسباب التي تمنع أنصار الحزب الحاكم الساخطين من الابتعاد عن خياراتهم الراسخة ( أردوغان ) هو عدم قدرتهم على تصور مؤسسة جديدة لتحل محل الوضع الراهن " قد تكون هناك تساؤلات في أذهانهم حول ما إذا كان كيلتشدار أوغلو  قادرًا على إخراج البلاد من أزمة محتملة" ،خاصة وأن الرجل السبعيني قد لا يكون جذابًا بشكل خاص للشباب لكن الظهور العلني الأخير مع رئيسي بلديتي إسطنبول أكرم إمام أوغلو وأنقرة منصور ياواش وكلاهما قيادي  بالشعب الجمهوري يمكن أن يساعد المعارضة في حشد دعم هؤلاء الناخبين ، حيث يحظى كلا الاثنين بدعم شعبي كبير بسبب قيادتهما الناجحة على رأس المدينتين الرئيسيتين في البلاد.   أما الانتخابات البرلمانية ، فقد يؤدي الناخبون المتردّدون إلى بزوغ فجر جديد غير متوقع إلى حد كبير". فالتغيير مطلوب ، ولكن الاستقرار كذلك بينما يعتقد غالبية المواطنين أن البلد بحاجة إلى التغيير ، يتلخص السؤال في ما إذا كان التغيير الذي تعهد تحالف الأمة المعارض بإحداثه سيكون إيجابيًا  على الرغم من أزمة تكلفة المعيشة الحادة مع التضخم الهائل واستجابة الحكومة البطيئة القاتلة لأحداث الزلازال التي ضربت مدن الجنوب الشرقي في السادس من فبراير الماضي لا تزال كتلة المعارضة الرئيسية في البلاد ومرشحها المشترك كليتشدار أوغلو غير قادرين على تأمين دعم المترددين. 

العزوف عن الذهاب لصناديق الاقتراع 

يقول منظمو الاستطلاعات إن غالبية الناخبين قد حسموا رأيهم ، لكن نسبة لا يمكن التقليل من شأنها  ليست متأكدة تمامًا يدلل علي ذلك ما أظهره استطلاع للرأي نشرته شركة " يونيليم " ومقرها اسطنبول هذا الأسبوع أن الناخبين المترددين يمثلون ثالث أكبر كتلة في الفترة التي تسبق السباق ، ونقلت مصادر إعلامية عن مديرة الأبحاث بها ، إن نسبة الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم وأولئك الذين لا يخططون للذهاب إلى صناديق الاقتراع قد وصلت إلى 15٪ خلال الشهر الماضي وهذا من شأنه ترجيح كفة هذا مقابل ذاك في نهاية المطاف.  تحالف الطاولة السادسية المعنون بالامة ويقوده الشعب الجمهوري بزعامة كليتشدار أوغلو لم يتمكن من التأثير على هؤلاء الناخبين بعضهم قد يختار إما المرشحين الآخرين للرئاسة أو ببساطة الاحتجاج على الانتخابات بالامتناع عن التصويت ويبدو المشهد أكثر تعقيدًا بالنسبة للانتخابات البرلمانية ، التي ستخوض إلى حد كبير بين التحالف الحاكم بقيادة أردوغان ، وتحالف المعارضة المكون من ستة أحزاب ، وتحالف العمل والحرية اليساري ، بقيادة  أعضاء حزب الشعب الديمقراطية المؤيد للأكراد يبدو أن فشل المعارضة في إقناع المرشح الرئاسي محرم إينجه بالانسحاب من السباق يمثل عائقًا مهمًا آخر أمام كتلة المعارضة فالسياسي السابق في حزب الشعب الجمهوري الذي يقود الآن حزب الوطن يخاطب نفس قاعدة الناخبين مثل المعارضة الرئيسية  ومع وصول استطلاعات الرأي إلى نسبة تأييده تصل إلى 8٪ ، فإن وجود إنجه في السباق يزيد من فرص إجراء جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية وهذا بدوره يزيد من أهمية فوز أحزاب المعارضة بالأغلبية في الانتخابات البرلمانية.  يقول النقاد إن الكتلة التي تؤمن الأغلبية البرلمانية ستتمتع بميزة نفسية في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية ، والمقرر لها  بعد أسبوعين من الجولة الأولى وفي حالة قيام التحالف الحاكم بتأمين الأغلبية البرلمانية ، فقد تواجه المعارضة صعوبة في الحفاظ على الروح المعنوية وأشاروا  إلى أن مناشدة الناخبين المترددين في ظل هذه الظروف ستكون أكثر صعوبة.

التعليقات