تركيا: العدالة والتنمية في أضعف فتراته.. واتفاق الجمهور بقيادة أردوغان الأكثر رجعية

أظهر أحدث تقييم للقوى السياسية التركية التي ستخوض الاستحقاقين الرئاسي والبرلماني في الرابع عشر من مايو المقبل، أن حزب العدالة والتنمية الحاكم والذي يقوده الرئيس رجب طيب أردوغان هو الآن في أضعف فترات حكمه.

وبحسب صحيفة جمهوريت على موقعها الإلكتروني اليوم الإثنين، قال أرتان أكسوى مؤسس شركة AKSOY للأبحاث "إن الانتخابات المقرر لها بعد حوالي 20 يومًا هي الأهم في التاريخ السياسي للبلاد التي تواجه تحالف هو الأكثر رجعية في تاريخ الجمهورية منذ تأسيسها قبل 100 عام" وذلك في إشارة إلي ما يسمى "اتفاق الجمهور" الذي يقوده أردوغان، ويضم بجانب القوميين المتشددين حزبي الرفاه، بأيديولوجيته الدينية القريبة لفكر جماعة الإخوان المسلمين و"هدي ــ بار" امتداد حزب الله المحلي المصنف ضمن التنظيمات الإرهابية.

أكسوى أضاف محذرا "إذا فازت الحكومة الحالية، (وهذا بات مستبعدا) ستصبح سلطوية بشكل متزايد، بفضل الأحزاب المنضوية تحت لوائها والتي لديها القدرة على التطرف في المقابل باتت كتلة المعارضة أقوى وأكثر ديناميكية من أي وقت مضى فوفقا لإستطلاع  أجراه المركز وشمل 11 مدينة حول من يتولي حقيبة المالية والخزانة فحصل الوزير الحالي نور الدين النبطي على 26% في حين حصلا كل من منصور يافاش رئيس بلدية أنقرة وأكرم إمام أوغلو عمدة إسطنبول وكلاهما من حزب الشعب الجمهوري علي أكثر من 55%.

الناخبون أكثر تصميما لفوز المعارضة 

في السياق ذاته أبدى ناخبو حزب الشعوب الديمقراطية المحسوب علي الاكراد (ثالث أكبر حزب بالبرلمان الحالي) موقفًا أكثر تصميماً لصالح كتلة المعارضة، سواء من حيث الاحترام والثقة في المرشح لمنصب الرئيس كمال كليتشدار أوغلو وكذا صلاح الدين دميرطاش الرئيس السابق للحزب والمعتقل حاليا في سجون العدالة والتنمية.  

يضاف إلى كل ذلك وجود دعم كبير من قادة كبار لمنظمات المجتمع المدني واتحادات المال والاعمال للمعارضة التي صارت تمتلك خطط ورؤي عملية لتحسين الاوضاع المعيشية لملايين المواطنين بعموم البلاد. 

وخلص أكسوى إلى القول إن كل هذه المعطيات قد أحدثت تغييراً جوهريا في التوقعات بالنسبة لقطاعات عريضة من المجتمع صارت تميل إلي التغيير، لافتا الانظار إلى متغيرين في غاية الأهمية الأول هو أن الاعتقاد بانتصار المعارضة أصبح الآن طاغيا وأن غالبية الناخبين الذين اعتقدوا بفوز الحكومة في الانتخابات انقلبت آرائهم راسا على عقب واصبحوا يميلون للمعارضة الذي سيحمل فوزها الكثير من الاثار الايجابية بما في ذلك زيادة المشاركة في صندوق الاقتراع. 

أما المتغير الثاني هو أن  المجتمع صار مقتنع الآن بأن الاقتصاد سوف يتحسن مع كمال كيلتش دار أوغلو وذلك على المدى القصير  اسمحوا لي أن أوضح في البداية أن الاعتقاد بأن المعارضة ستفوز هو نفس تاريخ الاعتقاد بأن الاقتصاد سوف يتحسن على المدى القصير. فاعتبارًا من الشهر الماضي، فإن معدل أولئك الذين أجابوا بأن الاقتصاد سيكون أفضل في 6 أشهر لأول مرة قد تجاوز أولئك الذين أجابوا بأنه سيكون أسوأ وهذا  شيء جيد لهذا البلد.  إذا لم تتمكن من إصلاح الاقتصاد ، فلن تتمكن من إصلاح أي شيء وهذا ما نجحت فيه المعارضة بتوصيله للراي العام، مؤكدة في الوقت نفسه التزامها  بإنشاء مجتمع أكثر عدلاً وحرية وازدهارًا ، مسترشدة بمبادئ الديمقراطية الاجتماعية وتحمل المسؤولية تجاه الجمهورية ومؤسسها ( اتاتورك ) وهي تعبر قرنها الثاني.

التعليقات