لماذا رفضت ألمانيا طلب تركيا بتعقب 300 شخص ومؤسسة !

رفضت ألمانيا وبصورة قاطعة طلبا تقدمت به تركيا لتنفيذ عمليات تتبع ومراقبة لعناصر تزعم تركيا أنها تتآمر على أمن الدولة التركية وتنتمي لحركة الخدمة التي تستلهم فكر الداعية فتح الله جولن التي تتهمها أنقرة بتدبير المحاولة الانقلابية في يوليو 2016.

وبحسب صحيفة "دويتش زيتونج" الألمانية واسعة الانتشار فقد رفضت الاستخبارات الألمانية إبداء آى نوع من التعاون مع نظيرتها التركية في مراقبة أو السماح بمراقبة عشرات الأتراك المقيمين فى ألمانيا .

ونقلت الصحيفة عن بورنو كال رئيس الاستخبارات الوطنية الألمانية امتعاضه من مطلب نظيره التركي حاقان فيدان الذى حدد أسماء 200 شخص ومائة مؤسسة وشركة أعمال يديرها أتراك فى ألمانيا لوضعهم تحت المراقبة الأمنية .

وكشفت الصحيفة الألمانية كذلك عن قيام الاستخبارات الألمانية بإبلاغ من احتوتهم القائمة التركية بالأمر وتحذيرهم من تعقب الاستخبارات التركية لهم وضرورة التبليغ لأجهزة مكافحة التجسس الألمانية حال اشتباههم فى أى شيء مريب .

وقال وزير الداخلية الألمانية توماس ميزيرى إن الأتراك بتقديمهم لتلك القائمة المستهدفة قد أعطوا المخابرات الألمانية فرصة عظيمة لكشف عملاء جدد للاستخبارات التركية فى ألمانيا ممن قد يقومون بتلك المهمة مؤكدا رفض بلاده لقيام دول أجنبية بالتجسس على المقيمين على الأراضي الألمانية حتى وإن كانوا يحملون جنسيات تلك الدولة .

كان رئيس الاستخبارات التركية قد زار برلين ناقلا طلب الرئاسة التركية من ألمانيا السماح للمخابرات التركية بمراقبة وتتبع قائمة تضم 200 من الأتراك المقيمين في ألمانيا بزعم عدائهم للنظام الحاكم في تركيا وتورطهم بالمشاركة او التحريض على أعمال عنف ضد المنشآت والأهداف التركية إبان المحاولة الانقلابية الفاشلة أو لارتباطهم بسلاسل المدارس والمتاجر والمؤسسات الخيرية التي أتباع حركة الخدمة.

وفى أعقاب المحاولة الانقلابية صيف العام الماضي ألقت السلطات التركية القبض على الآلاف من المشتبه في انتمائهم إلى جولن وجماعته وطردت مائة ألف من أنصاره من وظائفهم وأبعدت الآلاف منهم من أماكن عملهم وسكناهم وأودعت الآلاف فى السجون بتهمة تدبير الانقلاب الذى اعتبر المراقبون الغربيون انه كان المبرر المختلق الذي وظفه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان للإطاحة بخصومه السياسيين وإسكات معارضيه .

التعليقات