60 % يعملون بالزراعة.. الحروب وراء تفاقم عمالة الأطفال بالمنطقة العربية مسجلة 10 ملايين طفل

يعمل في دول العالم أكثر من 60 بالمائة من الأطفال تحت عمر 5-17 عامًا في القطاع الزراعي، وتعادل هذه النسبة أكـثر مـن 98 مليـون طفل يدخلون تحت وطأة الاستغلال السيئ، مما يكون له عواقب وخيمة على الصحة ومستقبله.

ويعتمد القطاع الزراعي في لبنان بشكل كبير على الأيدي العاملة الأجنبية، والتي يشارك فيها أطفال من سوريا وفلسطينين في أعمال الحصاد، ورش المبيدات وغيرها، حيث تسببت الأزمة السورية منذ عام 2010 في ظهور اللاجئين، مما أدى إلى تفاقم ظاهرة عمل الأطفال لتظهر معها الآثار الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية على الأطفال.

ومن أجل هذا أصدرت منظمتى العمل الدولية، والأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) أول دليل باللغة العربية للقائمين والعاملين على مكافحة عمل الأطفال في الزراعة.

وأكدت المنظمتان الأمميتان، أن غالبية الأطفال العاملين في العالم يعملون في القطاع الزراعي، وأن الدليل الجديد الذي صدر تحت عنوان "عمل الأطفال في الزراعة في لبنان – دليل للممارسين"، يوفر معلومات مفيدة من المسئولين للقائمين على محاربة عمالة الأطفال، ولاسيما الأعمال الخطرة، في لبنان والمنطقة العربية، والدليل متوفر أيضاً باللغة الإنجليزية.

وأشارت تقديرات منظمة العمل الدولية من عام 2013 إلى أن عدد الأطفال العاملين في المنطقة العربية يصل إلى 9.2 مليون طفل أي 8.4 في المائة من إجمالي عدد الأطفال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتقول منظمة الفاو إن نحو 60 بالمئة من عمل الأطفال موجود في قطاع الزراعة.

ويوضح فرانك هاغمان، نائب المدير الإقليمي للدول العربية في منظمة العمل الدولية، ورئيس الفريق الإقليمي للعمل اللائق، أن لبنان شهد زيادة كبيرة جداً في معدل عمل الأطفال، إثر اندلاع الأزمة السورية وتدفق أسر اللاجئين، وحاجتهم الماسة للدخل، مضيفًا أنه يتم استغلال آلاف الأطفال، وخصوصاً في قطاع الزراعة، واستخدامهم في ظروف عمل خطرة جداً.

ويؤكد موريس سعادة، ممثل منظمة الأغذية والزراعة في لبنان، أن الفقر يعتبر أهم أسباب عمل الأطفال، ويرتبط الحد من انتشار عمل الأطفال في الزراعة بالحد من الفقر، وهذا يتطلب سياسة حماية اجتماعية متعددة القطاعات، تركز بصورة خاصة على المناطق الريفية في لبنان، وتعتبر المناطق الريفية النائية والفقيرة في البقاع وشمال وجنوب لبنان، أبرز المناطق التي ينتشر فيها عمل الأطفال، حيث تتأثر تلك المناطق غالباً بأزمة اللاجئين والنازحين السوريين.

وقالت منظمتا العمل الدولية والفاو، إن هناك نقصا في الدول العربية في المعلومات العملية عن كيفية مواجهة أزمة الأطفال العاملين في الزراعة، الذين هم من بين أكثر أفراد المجتمع ضعفا.

وأوضح ألفريدو إمبيغليا، المدير التنفيذي لمبادرة الفاو الإقليمية للزراعة الأسرية الصغيرة أننا جمعنا في الدليل معلومات متخصصة قدمها ممارسون يعملون حالياً في لبنان، بهدف سد النقص الموجود في المواد الإعلامية والتثقيفية حول الموضوع، وعلى الرغم من أن بعض محتويات الدليل خاصة بالوضع في لبنان، إلا أن الدليل يعتبر أيضاً أداة هامة لمكافحة عمل الأطفال في بلدان عربية أخرى.

وحول أهم الملفات التي تحدث عنها الدليل بالنسبة لمعيار الخطورة على الأطفال، تعتبر الزراعة واحدة من أخطر ثلاثة قطاعات على صعيد الوفيات والحوادث غير المميتة المرتبطة بالعمل والأمراض المهنية، إلى جانب قطاعي التعدين والبناء، ومع ذلك، يبدأ كثير من الأطفال العمل الزراعي في سن مبكرة جداً، وأحياناً بعمر 5 سنوات، مما يزيد من مدة ودرجة تعرضهم لمخاطر هذا العمل خلال فترة حياتهم.

وعلى الصعيد الإقليمي، أسهم اندلاع الأزمة السورية، وتدفق اللاجئين إلى البلدان المجاورة في تفاقم عدد الأطفال العاملين في أسوأ أشكال عمل الأطفال في القطاع الزراعي، وتحذر منظمة العمل الدولية والفاو من أن تزايد استغلال هؤلاء الأطفال، يعتبر من أخطر انعكاسات تلك الأزمة وأكثرها إثارة للقلق.

وذكر الدليل أيضا، أن عمالة الطفل في القطاع الزراعي تقدر بنسبة 70% من العالم، حيث يعمل الطفل في مهام غير مطابقة لمعايير السلامة والصحة المعترف بها دوليا، وتبرز هذه المشكلة في لبنان لأنها مجتمع زراعي، وقدم الدليل شرحًا وافيا لتعريفات عمل الطفل، وما هي الاتفاقيات القانونية الدولية التي تحكم شروط عمل الطفل، إلى جانب تقديم نظرة تفصيلية في معايير عمل الأطفال.

وقد تم إعداد الدليل في أكثر من 80 ورقة وبأسلوب شامل ومفصل لتزويد الممارسين العاملين ضد عمل الأطفال في الزراعة بمعلومات وأدوات مفيدة في هذا المجال، ويتألف الدليل من خمسة فصول، فضلاً عن قرص CD يحوي عروض باوربوينت ليستخدمها المدربون في مجال مكافحة عمل الأطفال.

التعليقات