انتهت أعمال تشييد أول محطة في الدولة لتحويل النفايات إلى طاقة على أن تدخل مرحلة الاختبار والتشغيل قريباً وتكون إضافة محورية لقطاع الطاقة النظيفة بالدولة حيث تعتبر المحطة من أوائل أعمال "شركة الإمارات لتحويل النفايات إلى طاقة " المشروع المشترك بين "بيئة للطاقة" إحدى شركات مجموعة بيئة وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" إحدى شركات الطاقة الرائدة عالمياً.
وتعتزم شركة الإمارات لتحويل النفايات إلى طاقة ومجموعة بيئة و"مصدر" افتتاح محطة تحويل النفايات إلى طاقة بشكل رسمي ضمن حفل يقام قريبا، كما بدأت مجموعة بيئة و"مصدر" في استكشاف الفرص المتاحة لإنشاء محطات أخرى من هذا النوع في مختلف أنحاء دولة الإمارات والمنطقة.
وستساعد المحطة بعد تشغيلها إمارة الشارقة لتكون أول مدينة في منطقة الشرق الأوسط خالية من النفايات مع تحقيق قيمة عالية من النفايات غير القابلة لإعادة التدوير ورفع معدل تحويل النفايات بعيداً عن المكبّات من 76 في المائة إلى 100 في المائة ، كما ستساعد أيضاً في تقليل كميات النفايات الموجهة إلى المكبات وتدعم توجهات الدولة لتعزيز مزيج الطاقة النظيفة.
وعندما تبلغ المحطة طاقتها التشغيلية القصوى ستسهم في تحويل ما يصل إلى 300 ألف طن سنوياً من النفايات غير القابلة لإعادة التدوير بعيداً عن المكبّات ، وذلك لإنتاج 30 ميجاواط من الطاقة منخفضة الكربون لتلبية احتياجات 28 ألف منزلٍ من الكهرباء في إمارة الشارقة.
وقال سعادة خالد الحريمل الرئيس التنفيذي لمجموعة بيئة لوكالة أنباء الإمارات / وام / حول هذا الإنجاز : " يُعدّ الانتهاء من أعمال تشييد المحطة الجديدة إنجازاً مهماً لشركة الإمارات لتحويل النفايات إلى طاقة في ظل مساعينا الدؤوبة لتّصدر وريادة قطاع تحويل النفايات إلى طاقة في دولة الإمارات عبر الابتكار والتطوير. ونتطلع اليوم إلى إنجاز مرحلة الاختبار والتشغيل بنجاح تليها مرحلة إطلاق التشغيل الكامل والتي ستجعل من الشارقة أول مدينة في الشرق الأوسط خالية من النفايات ونُدرك جيداً أن هذه خطوة إستراتيجية في إطار جهودنا الهادفة إلى تأمين مستقبل خالٍ من النفايات وقائم على الطاقة النظيفة ليس على مستوى الدولة فحسب، بل أيضاً على صعيد المنطقة وخارجها ".
من جانبه قال محمد جميل الرمحي الرئيس التنفيذي لشركة "مصدر" : " تفخر مصدر بالشراكة التي تجمعها مع شركة "بيئة" وبتسخير خبرتها الواسعة التي تمتد لأكثر من 15 عاماً في مجال الطاقة النظيفة لتطوير أول محطة لتحويل النفايات إلى طاقة في دولة الإمارات ومع استكمال أعمال الإنشاءات لهذا المشروع، فإننا نتطلع إلى تطوير معارفنا وقدراتنا ضمن قطاع تحويل النفايات إلى طاقة والمساهمة في التصدي لمشكلة التغير المناخي من خلال العمل على إدارة النفايات وفق أساليب مستدامة وبالاعتماد على حلول قائمة على الطاقة النظيفة ".
الجدير بالذكر أن مجموعة "كنيم" شركة المقاولات الصناعية الفرنسية قامت بتشييد المحطة الجديدة التي تبلغ مساحتها 80 ألف متر مربّع وتستوفي شروط أفضل التقنيات في الاتحاد الأوروبي والتي تنسجم مع المعايير البيئية الصارمة والمعتمدة حول العالم.
وحول آليات التشغيل في هذه المحطة فإن النفايات غير القابلة لإعادة التدوير توضع في مرجل النفايات الحراري لتوليد بخار عالي الضغط يسهم بدوره في تشغيل التوربينات الكهربائية مع التأكيد على إزالة وتنقية السموم والملوثات المتولدة عن تلك العملية.
على جانب آخر يجري جمع رماد القاع لإعادة استخراج المواد المعدنية والمكونات الأخرى التي يمكن استخدامها في البناء وأعمال الطرق في الوقت الذي يُجمع فيه الرماد المتطاير بشكل منفصل لمعالجته بطريقة علمية وآمنة.
وبالقرب من محطة تحويل النفايات إلى طاقة يقع مجمّع بيئة لإدارة النفايات الحائز على جوائز متعددة ويخضع لإدارة "بيئة لإعادة التدوير" شركة إعادة التدوير واستعادة المواد التابعة لمجموعة بيئة والتي ساهمت حتى اليوم في تحويل 76 في المائة من النفايات بإمارة الشارقة بعيداً عن المكبات.
ووفقاً للمخططات فإن النفايات غير القابلة لإعادة التدوير ستُحول من المجمّع إلى محطة تحويل النفايات إلى طاقة ليتم معالجتها لإنتاج الطاقة النظيفة.
وأضاف سعادة خالد الحريمل لقد أثبتت محطة تحويل النفايات إلى طاقة، منذ مرحلة وضع التصاميم والمفاهيم الأولية وحتى الانتهاء من أعمال البناء قدرتها على تطبيق معايير الاستدامة والتصميم المبتكر وبانتقالنا اليوم إلى مرحلة الاختبار والتشغيل سنراعي هذه المعايير الجوهرية في مختلف الأعمال التي نقوم بها.
فيما أكد الرئيس التنفيذي لمجموعة بيئة على الآثار الإيجابية لهذه المحطة على مستوى الطاقة النظيفة في المنطقة .. قائلاً : " نثق تماماً أننا سنتمكّن بعد الانتهاء من مرحلة الاختبار والتشغيل بنجاح وإطلاق عمليات المحطة بالكامل من تسليط الضوء على أهمية تحويل النفايات إلى طاقة في دعم وتمكين الاقتصاد الدائري ومعالجة النفايات غير القابلة لإعادة التدوير وتوفير بديل منخفض الكربون وتكلفة الوقود الأحفوري التقليدي".
وبالإضافة إلى تحويل 300 ألف طنٍ من النفايات بعيداً عن المكبّات ستسهم هذه المحطة التي تبلغ طاقتها الإنتاجية 30 ميجاواط في تفادي ما يقارب 450 ألف طنٍ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنوياً والحفاظ على ما يعادل 45 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر " من خلال شركة الإمارات لتحويل النفايات إلى طاقة تعمل "مصدر" و"بيئة" على ريادة ابتكار جديد للطاقة النظيفة في دولة الإمارات العربية المتحدة ومع اكتمال البناء في محطتنا الأولى سنبرهن قريباً على فعالية هذا الابتكار ونعمل على تكرار نجاحه في مناطق أخرى بالدولة وخارجها.
من جهته قال سعادة خالد الحريمل : " نود التأكيد على أن خططنا تنسجم مع برامج الاستدامة الوطنية والإقليمية وأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة وذلك في كلّ ما نقوم به من أعمال ومشاريع وشراكات. ويتمثل هدفنا الأول في بناء مستقبل خالٍ من النفايات وقائم على الطاقة النظيفة للأجيال المقبلة وذلك انطلاقاً من دولة الإمارات حيث نلتزم التزاماً تاماً بالمبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول العام 2050 ونثق بأنّ تنفيذ المزيد من هذه الحلول المبتكرة لتحويل النفايات إلى طاقة سيلعب دوراً حاسماً في تحقيق رؤيتنا وقيادة المساعي الهادفة إلى توفير حياة مستدامة للجميع".
يشار إلى أن شركة الإمارات لتحويل النفايات إلى طاقة تم إطلاقها كمشروع مشترك من قبل اثنين من رموز الاستدامة في دولة الإمارات مجموعة بيئة وشركة "مصدر" بهدف تحويل النفايات إلى طاقة في جميع أنحاء الدولة ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وقيادة جهود تحويل النفايات إلى طاقة.
التعليقات