أصدرت عائلة الشاعر المصري نجيب سرور، بيانا للرد على إدعاءات نجله نادر نجيب سرور، التي سردها عقب وفاة والدته الروسية ألكسندرا كورساكوفا، التي توفيت السبت الماضي، والذي ادعى وجود مشكلة مع عمه ثروت سرور تسببت في دخولها الإسلام عام في 1979، عقب وفاة والده نجيب.
وقالت عائلة نجيب سرور، في بيانها: "اليوم تكتمل مأساة نجيب سرور، كنا نأمل أن يبقى نجيب سرور فرعنا الممتد أبداً في ضمير مصر وقلبها بلا شيء ينغص مجراه.. وكنا نأمل أن تكون مأساة نجيب سرور الإبداعية والذاتية اكتملت برحيله؛ ليبقى الانتباه منصرفاً إلى خلاصة تجربته الاستثنائية وما فيها من وهج لا ينطفيء عابر للأجيال".
وأضافت: "من الأسف أن هذا الأمل تبدد قبل ساعات حين خرج الشخص الوحيد الذي أكرمته الأقدار بالبقاء حاملاً اسم نجيب سروربصفته ابنه لينكأ جراحاً ليست ملكه وحده ويلفق وقائع لا تمس حياته الخاصة، إنما تضرب في ثوابت مستقرة في وجدان العائلة.. جرى هذا في وقت يفترض أن يكون فيه فريد نجيب سرور منشغلاً بحزنه على أمه وتفاصيل تشييعها إلى مرقدها الأخير".
وتابعت العائلة في بيانها: "قد نلتمس له بعض العذر فيما أشاع مدفوعاً بمشاعر فقد أمه التي ندعو لها بالرحمة دعاء ينطلق من مبدأ الإنسانية الذي لا نفرّق فيه بين أحد من خلق الله ولا نجرؤ على التفتيش في نوايا شخص لنعرف على أي دين عاش أو مات.. وندعو للراحلة بالرحمة أيضاً لأن جزءاً من حياتها اقترن باسم نجيب سرور الذي ينبش ابنه في سيرته الآن بغير علم بدلاً من أن يقف عند قبره ليواري جسد أمه الثرى ويدعو للجميع بالغفران".
وأكملت: "أما وقد وجد فريد نجيب سرور وقتاً في غمرة أحزانه المدعاة ليهذي ويروي ما ليس له به علم، خاصة في حق عمه الراحل ثروت سرور، فمن واجب العائلة أن ترد.. وهذا الرد ليس انتصاراً فقط لثروت سرور الذي لم يتوقع أن تأتيه الطعنة من ابن نجيب، وإنما هو أيضاً إعلاء للحقيقة التي هي ، ولو في جزء منها، ملك لهذا البلد الذي يمثل نجيب سرور صفحة لا تطوي في سجل إبداعه".
وأشارت العائلة في بيانها، إلى أنها لا تعنيها من قريب أو بعيد، إن كانت الراحلة اعتنقت الإسلام أو بقيت خارجه، موضحة: "ما يفزعنا أن يقول فريد نجيب سرور إن أمه أسلمت لتبقى وصية على ابنيها بعد أن حاول عمه ثروت أن ينزع عنها حضانتهما بعد رحيل زوجها لاختلاف الديانة.. ولا نعلم كيف لفريد، الذي كان في الخامسة حين رحل أبوه، أن يستعيد الآن تفاصيل زيارة عمه المزعومة لهم وإصراره على أن يتركوا مصر؟".
وتسآلت العائلة: "وإذا صح أن والدته أسلمت لتبقى في مصر بابنيها، فكم عاماً بقيت؟ وهل أصبح الابنان مصريين كما يدعي فريد الذي يتخفى في بعض من إبداع أبيه ليدّعي مصريته؟ وإذا أراد أن يتمسك بهذا المشهد المزعوم لزيارة عمه، فليجب أين كانت والدته الراحلة في مرض أبيه الأخير، وقد رعاه خلاله ثروت وفي بيته؟ وأين كانت وقت تشييع جثمانه؟".
وأضافت: "إذا كانت ذاكرة فريد نجيب تقبض على قصص مزعومة من طفولته، فلعلها تسعفه ليقول للناس الآن لماذا لجأ والده إلى بيت عمه ثروت، أليس لأن زوجته تخلت عنه في محنة مرضه ويأسه السابقة مباشرة على موته؟".
وأكدت عائلة سرور، أنها لم تكن في وارد الخوض أبداً في مثل هذه التفاصيل، وهي قليل من كثير، لولا أن ابن نجيب سرور أراد أن يكمل مأساة أبيه وأن يكمل مأساته بالإساءة إلى العائلة كلها، خاصة إلى عمه ثروت سرور الذي عاش ومات مهموماً بكل أفراداه بعد أن ورث عبء رعايتها والوقوف على شؤونهاصغيرة أو كبيرة، ويكفي ثروت سرور أنه عفّ عن المتاجرة بسيرة أخيه أو الانتفاع بشيء مما تركه، ويشهد على ذلك فنانون كبار لا حاجة لذكر أسمائهم الآن.
وتابع البيان: "والابن الذي يطعن في أبيه وعائلته الآن يعلم، كما يعلم كثيرون، كيف فزع ثروت، وكان في شهوره الأخيرة، حين علم لمرض شهدي نجيب سرور في الهند وكيف تواصل بنفسه، أو عبر أفراد في العائلة، مع مسؤولين في الدولة للتدخل في هذه الأزمة التي حلّت بابن أخيه وانتهت على النحو المؤلم الذي يعرفه الجميع".
وختمت العائلة بيانها قائلة: "كان الصمت أجدر بنا احتراماً لروح السيدة التي رحلت لولا أن ابنها أراد التكسب من رحيلها والظهورعلى جثتها بالإساءة إلى أحد رموز العائلة، وهو ثروت سرور، بل وإلى أبيه نجيب سرور، فجاء الرد واجباً، وندعو لفريد نجيب سرور بالصبر في المناسبة الأليمة التي يمر بها وربما أربكته أو نالت من تقديره للأمور. وندعوه أن يصمت بعد أن اكتملت بكلماته مأساة أبيه، وأن يتفرغ لدفن أمه، وأن يدفن معها أوهامه.. أو يحرقها!".
التعليقات