وقّعت الاتحاد للطيران اتفاقيات شراكة وتعاون متعددة مع كبريات الشركات على مستوى قطاع الطيران، من مصنعين وموردين وأصحاب مصلحة في إطار معرض دبي للطيران 2021؛ لتجمع بين روّاد القطاع تحت جناح برنامجها الاستراتيجي للاستدامة الذي يهدف للتخلص من الانبعاثات الكربونية ما يجعلها الشراكة متعددة الأطراف الأكثر شمولاً للحد من انبعاث ثاني أكسيد الكربون حول العالم.
فبعد أن كان برنامج الاتحاد للاستدامة منصبًا، حتى تاريخه، على أسطول طائرات بوينغ 787 المشغّلة بمحركات جنرال إلكتريك GEnX في إطار برنامج غرينلاينر، سيتم إطلاق برنامج مشابه يتمم البرنامج المذكور ويركّز على الاستفادة القصوى من الفرص المتاحة مع انضمام أسطول طائرات إيرباص A350 المشغّلة بمحركات رولز رويس XWB.
وتشارك أولى طائرات الاتحاد طراز إيرباص A350 اليوم في معرض دبي للطيران 2021 في إطار برنامج "استدامة 50"، وستحمل ألوان طلائها الخارجي الرقم 50 مترافقًا مع ألوان علم الدولة احتفاءً بمرور 50 عامًا على قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، والتزام الشركة بالوصول إلى صافي انبعاثات كربون صفرية بحلول عام 2050.
ومن خلال عملها مع شركاء مثل بوينغ وجنرال إلكتريك، وإيرباص ورولز رويس، تدعم الاتحاد أهدافها الاستراتيجية في الحد بنسبة 20 بالمئة من الانبعاثات الكربونية على متن أسطولها للمسافرين بحلول 2025، والحد من صافي الانبعاثات الكربونية لعام 2019 إلى النصف 50 بالمئة بحلول 2035، ومع حلول العام 2050 تأمل الشركة التخلص نهائيًا من الانبعاثات الكربونية.
وأشاد توني دوغلاس، الرئيس التنفيذي لمجموعة الاتحاد للطيران بتوحيد جهود قادة القطاع للحد من الانبعاثات الكربونية بكونه خطوة هامة نحو الأمام من أجل القطاع.
وقال: "لا يوجد حل سريع لمسألة الانبعاثات الكربونية ولا يمكن مواجهتها من دون تضافر الجهود والتفاف مختلف الشركات والمؤسسات والحكومات حول بعضها البعض والعمل الموحّد للحصول على نتائج حقيقية ومثمرة".
وأضاف: "ينبغي على الحكومات والمشرّعين مساعدة القطاع في دفع عجلة الابتكار إلى الأمام من أجل إيجاد حلول طويلة الأمد يكون لها أثر حقيقي في التخلص من الانبعاثات الكربونية لعمليات الطيران ..فالدعم مطلوب لتطوير وقود مستدام بكميات وافرة وكلفة معقولة ..كما أن اختيار المسار الأمثل للرحلة في أكثر المسارات ازدحامًا في العالم، من شأنه أن يحد من كميات انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي تضخ في الجو ..أمامنا هنا فرصة كبيرة لا تحتاج لتقنيات حديثة في تطبيقها ويمكننا اليوم تنفيذها بالفعل لو تحلينا بالإرادة".
وعلى الرغم من الأثر الكبير لكوفيد19 على قطاع الطيران، استطاع برنامج الاتحاد غرينلاينر تطبيق مبادرات استدامة هامة خلال العامين 2020 و2021 لاختبار وتطوير حلول طويلة الأمد للتخلص من الانبعاثات الكربونية تكون قابلة للتطبيق التجاري.
وبفضل نجاح البرنامج على مدار العامين الماضيين والتركيز المتواصل للاتحاد على الاستدامة، قامت الشركة بمراجعة أهدافها المرتبطة بالحد من الانبعاثات الكربونية، ولا تزال عند التزامها في الحد من انبعاثات 2019 إلى النصف مع تنامي عمليات الطيران ما بعد الجائحة العالمية، وذلك استنادًا إلى الأداء العالي للأسطول والطائرات المستدامة ..وقد شهد معرض دبي للطيران 2021، تجديد الشركة لبرنامجها غرينلاينر.
ومن جهته قال ستان ديل، الرئيس والرئيس التنفيذي لطائرات بوينغ التجارية: "للشراكات أهمية حيوية في التخلّص من الانبعاثات الكربونية المرتبطة بالقطاع، ونحن سعداء بالعمل جنبًا إلى جنب مع الاتحاد للمضي قدمًا نحو قطاع مستدام ..لقد أثبتت برامج الطيران الاختبارية لدينا وغيرها من الجهود المشتركة التي قمنا بها على مدار العامين الماضيين قيمة العمل المشترك وأهمية التعاون بين مختلف أطراف القطاع".
واستنادًا إلى أسطول طائرات الاتحاد طراز بوينغ 787، يشهد تجديد الاتفاقية اليوم بين الاتحاد وبوينغ وجنرال إلكتريك في إطار برنامج غرينلاينر، التركيز مجددًا على أنظمة الدفع، واستكشاف فرص جديدة لاختبار تقنيات حديثة من جنرال إلكتريك للطيران وجنرال إلكتريك الرقمية من شأنها أن تسهم في خفض الانبعاثات.
وقال جون سلاتري، الرئيس والرئيس التنفيذي لجنرال إلكتريك للطيران: "يُعدّ التخلّص من الانبعاثات الكربونية تحديًا صعبًا يحتاج لتضافر جهود مختلف أطراف القطاع ..ولن نتمكن من مواجهة مثل هذا التحدي إلا من خلال اتفاقيات ومذكرات تفاهم كالتي وقعناها اليوم مع الاتحاد ..فمن خلال هذه الاتفاقية، يمكن لجنرال إلكتريك اختبار تقنياتها المبتكرة التي من شأنها المساعدة في الحد من الانبعاثات الكربونية، وتعزيز الوقت الذي تحتاجه محركاتنا في العمل، وبالتالي، سيعود ذلك بالفائدة على الاتحاد وعلى كافة عملائنا من شركات الطيران الأخرى".
وتؤسس شراكة الاتحاد مع إيرباص إطارًا للتعاون من أجل الاستدامة على امتداد عدد من الجوانب الأسياسية على أسطول طائرات إيرباص A350، تماشيًا مع برامج الشركة المعنية بالاستدامة لتحسين الأداء البيئي لعمليات الطيران ..ومن بين الجوانب الأساسية التي يغطيها التعاون، الترويج والتسويق لوقود الطيران المستدام، وإدارة النفايات والوزن، وتطوير عمليات تحليل مستندة إلى البيانات.
وفي هذا الشأن قال ميخائيل هواري، رئيس إيرباص في أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط: "تقود إيرباص القطاع نحو توحيد الجهود للتخلّص من الانبعاثات الكربونية اللازمة لأجل الاستدامة ..وتعتبر طائرة إيرباص A350 الجيل الأحدث من الطائرات عريضة البدن التي تتيح فوائد حقيقية لمشغّلين مثل الاتحاد للطيران ..فلا شك أن مزايا مثل استهلاك وقود أقل وتكلفة تشغيل أقل تعني استدامة الأعمال، فضلاً عن كونها تعزز الأداء البيئي. إننا نتطلّع لبناء علاقتنا طويلة الأمد مع الاتحاد للطيران".
وتأتي إضافة محرك رولز رويس XWB المشغّل لطائرات إيرباص A350 بمثابة مؤهل جديد على صعيد عمليات الاتحاد المستدامة، بفضل الكفاءة المعروفة لهذا المحرّك الحديث في استهلاك الوقود ..وتستهدف الاتفاقية المبرمة بين الاتحاد مع رولز رويس تعزيز الإمكانيات الهائلة لهذا المحرّك وتطبيق تقنيات الكهربة والأنظمة الهجينة، معًا إلى جانب استخدام المحركات الكهربائية لطائرات الركاب وقطاع التنقل الجوي في المناطق الحضرية المتنامي بسرعة.
وقال كريس شولرتون، رئيس قسم الطيران المدني في رولز رويس: "يمكننا تحقيق التزامنا بالوصول إلى صافي انبعاثات كربون صفرية بحلول عام 2050 فقط من خلال العمل المشترك وتكاتف الجهود مع العملاء وأصحاب المصلحة ..وتوفر علاقتنا طويلة الأمد مع الاتحاد للطيران أرضية صلبة لبناء حلول مبتكرة يمكنها تلبية احتياجات التوجهات الجديدة في مجال الطيران بينما نواصل مسيرتنا معًا نحو قطاع أكثر استدامة يوماً بعد يوم".
ولا يقف سعي الشركة وراء الاستدامة عند مصنعي الطائرات والمحركات، إذا يضم إطلاق برنامج الاتحاد الموسّع للاستدامة اتفاقيات مع العديد من الشركاء الجدد، من داخل وخارج قطاع الطيران.
وقد قّعت الاتحاد خلال معرض دبي للطيران 2021، العديد من الاتفاقيات المتمحورة حول الاستدامة، ومن بينها مذكرة تفاهم بين الاتحاد ولوفتهانزا تكنيك أ جي تتعلق بشراكة متكاملة لإيجاد حلول رقمية من شأنها تعزيز أسطول الشركة التقني وإدارة العمليات التشغيلية.
كما وقعت مذكرة تفاهم مع SATAVIA لإقامة شراكة تركز على الحد من البصمة البيئية للشركة غير المرتبطة بثاني أكسيد الكربون، وذلك عبر التخطيط الأمثل للرحلة ..وسيساعد التعاون في التخلّص من تشكّل الغيوم التي تخلفها الطائرات والتي تتسبب بما يصل إلى 60 بالمئة من إجمالي الآثار البيئية الناجمة عن الطيران ..وتجدر الإشارة إلى الاختبار الأول من نوعه بالعالم والذي استهدف تشكّل مسارات التكاثف، في إطار التعاون بين الشركتين وإطلاق الرحلة EY20 المستدامة بتاريخ 23 أكتوبر 2021.
واستنادًا إلى خطة الرحلة الأصلية، تمكّنت الاستراتيجية المتبعة من تجنب إنتاج ما يقرب من 64 طنًا من غاز ثاني أوكسيد الكربون، ما نتج عنه خفض غرامة الوقود إلى 0.1 طن، مولّدة أقل من 500 كغ من الانبعاثات الإضافية لثاني أكسيد الكربون ..وتتيح تقنية DECISIONX من ساتافيا لشركات الطيران إمكانية تجنب تشكّل مسارات التكاثف التي تؤثر على الاحترار المناخي بنسبة تقرب لضعف الآثار التي تسببها الانبعاثات المباشرة من المحرّك .
كما وقعت الاتحاد للطيران اتفاقية مع تدوير "مركز إدارة النفايات في أبوظبي" لإقامة مشروع تنموي مشترك حول مبادرات النفايات والوقود، في إطار أهداف الدولة في تحويل 75 بالمئة من النفايات عن مكب النفايات بحلول العام 2025، إلى جانب امتثال القطاعين مع CORSIA، إزاء التخلص من الانبعاثات الكربونية عبر الاستفادة من وقود الطيران المستدام.
ويسعى المشروع لاستكشاف طرق معالجة النفايات التجارية والصناعية ونفايات البلدية الصلبة وتحويلها إلى وقود، تلبية لمبدأ الشركة في تطوير وإنتاج ودمج سلسلة توريد وقود حيوي قيّم في المنطقة.
وتقوي الاتفاقية الأخيرة مع تدوير موقف الاتحاد حول أهمية وقود الطيران المستدام وتتيح فرصة تغطية 20 بالمئة من متطلبات الاتحاد لوقود الطائرات بحلول العام 2026.
كما أن لدى الاتحاد تاريخ طويل في اختبار وقود الطيران المستدام عبر عدد من الرحلات الاختبارية والتجارية منذ تشغيل الشركة لأولى رحلاتها باستخدام الوقود الحيوي عام 2012.
وأبرمت الاتحاد شراكة مع بوينغ في العام 2020 عبر برنامج ecoDemonstrator، مستخدمة أكبر كمية وقود طيران مستدام مسموح بها على كافة رحلاتها الاختبارية، وتمكنت من الحد بنحو 60 طنًا من الانبعاثات الكربونية على رحلة التسليم وحدها.
وساهمت مشاركة الاتحاد في البرنامج في دعم شركائنا في مشروع الوقود بإنتاج أكبر كمية تم إنتاجها لأهداف تجارية على الإطلاق، من الوقود الحيوي الممزوج بنسب متساوية 50/50.
وأكدت الاتفاقية على التحديات القائمة حول مستوى الرضا عن وقود الطيران المستدام بصفته بديلاً واقعيًا ومجديًا لوقود الطائرات النفاثة، خاصة أن الكميات المتوفرة لا تزال غير كافية، ومحدودة في نقاط معينة حول العالم.
وتواصل الشركة البحث والتطوير في بدائل الوقود الأحفوري في إطار استراتيجيتها واسعة النطاق للحد من الانبعاثات الكربونية، والدعوة إلى مراجعة سياسة الطاقة العالمية القائمة، لكون تلك الأنواع من الوقود تبلغ قيمتها نحو أربعة أضعاف قيمة وقود الطائرات النفاثة العادي ..ومع تلك الشراكة، تأمل الاتحاد المواظبة على تحسين توافر الوقود الحيوي المستدام، وتسريع عملية إدراجه على مستوى القطاع ..إضافة إلى توقيع مذكرة تفاهم مع مجموعة ستوري في أعقاب تسيير رحلة الاتحاد المستدامة، حيث تبنت الشركة شجرة قرم في حديقة الجبيل للقرم في أبوظبي عن كل مسافر كان على متن الرحلة، وذلك بهدف دعم وتطوير مشاريع حفظ أشجار القرم في الدولة.
وبهدف اكتشاف وتعزيز الجهود تجاه مسألة التخلص من الانبعاثات الكربونية، تحقق المبادرة الفرص المتاحة في إيجاد حلول للوقت الراهن، وتمهد الطريق للمستقبل.
وفي ظل مشاريع التعويض عن الكربون التي كثيرًا ما ينظر إليها على أنها حلول قصيرة الأجل للتخلص من الكربون، تواصل الشركة بجث الفرص القوية لدعم استراتيجيتها للاستدامة من دون الاعتماد على تلك التعويضات.
وتأتي أهمية التعاون مع حديقة جبيل لأشجار القرم، ومجموعة ستوري وهيئة البيئة في أبوظبي، في ضمان الحفاظ على الموائل الطبيعية، والتأكد من تأدية أشجار القرم لدورها ليس فقط في الحد من التلوث البيئي جراء المياه والجو فحسب، بل وأيضًا قدرتها في تجنب إطلاق ثاني أكسيد الكربون في الجو، حيث تحتبس أشجار القرم ما يصل إلى 6.4 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون عالميًا.
وشهدت إنجازات الاتحاد الماضية مع تأسيسها لاتحاد أبحاث الطاقة الحيوية المستدامة، تطوير مشروع الطاقة الحيوية المستدام، والذي تمكّن من إنتاج أول وقود حيوي مستخرج ومصنع محليًا من نباتات ساليكورنيا المقاومة للملوحة.
ومع استعدادات دولة الإمارات العربية المتحدة لاستقبال قمة COP28 عام 2023، تؤكد الجهود التي تبذلها الناقلة الوطنية لاستكشاف مختلف الفرص الممكنة للحد من الكربون، التزام الدولة إزاء الاستدامة.
وتضيف تلك المبادرات إلى الجهود الكثيرة المتواصلة التي قدمتها الشركة فيما مضى تجاه قطاع طيران مستدام، محافظة على رؤية متفردة تتمثل في الجمع بين الشراكات القيمة على امتداد كامل سلسلة التوريد في القطاع وخارجه.
ومع فوز الإمارات بحق استضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) في عام 2023، ستكون الاتحاد أكثر حماسًا لمواصلة نهجها الغيري تجاه الاستدامة وبناء شبكة لا تنافسية من الخبرات والابتكارات، متيحة إمكانية الوصول إلى التنمية التقنية ومشاريع التسوية وأطر عمل استثمارية متكاملة والاستفادة من كل فرصة متاحة لبرهان مبدئها.
وإن دلت الشراكات المتعددة في إطار برنامج غرينلاينر على شيء، فإنها تدل على نهج الاتحاد الثابت والمتكامل تجاه الاستدامة، يؤكده بدوره إدراج طائرة إيرباص A350 ورولز رويس والتوسّع الذي سينبثق عنه من خلال برنامج "استدامة 50"، تطوّر من شأنه أن يعزز قوة النداء الذي أطلقته الاتحاد غرينلاينر لتضافر الجهود والتعاون بين جميع الأطراف على هذه الجبهة، وأيضًا يؤكد التزام الاتحاد تجاه العالم من حولها، وشعارها "من أجل العالم".
التعليقات