التقى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، اليوم، بفخامة جوكو ويدودو، رئيس جمهورية إندونيسيا الصديقة، وذلك بحضور سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، في مقر إكسبو 2020 دبي.
ورحّب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بفخامة الرئيس جوكو ويدودو والوفد المرافق له، معرباً سموه عن اعتزاز دولة الإمارات بعلاقات الصداقة والتعاون الوثيقة القائمة بين البلدين، وتطلع الإمارات إلى دفع مسارات الشراكة قدماً ضمن شتى القطاعات الرئيسية التي تدعم توجهات التنمية في البلدين الصديقين، في ضوء تطابق وجهات النظر والرغبة المشتركة في اكتشاف المزيد من فرص الشراكة بما يرقى إلى المستوى المأمول للروابط التي تجمع بين البلدين من تطور وازدهار خلال المرحلة المقبلة.
وخلال اللقاء، الذي حضره سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات رئيس اللجنة العليا لإكسبو 2020 دبي، وسمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس دبي للإعلام، وسمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، وعدد من معالي الوزراء ومديري دوائر حكومة دبي، تم بحث سبل تطوير الشراكة بين الإمارات وإندونيسيا على خلفية العلاقات القوية التي تجمعهما على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية، لاسيما وأن روابط التعاون الثنائية شهدت تطوراً لافتاً خلال الفترة الماضية مدعومة بالزيارات المتبادلة على مستوى القيادة وكبار مسؤولي الدولتين، وتوافق إرادة القيادة السياسية في البلدين على أخذ الشراكة القائمة إلى مستويات أعلى من التنسيق والتفاعل البنّاء بما يخدم مصالح الشعبين الصديقين ويدعم التوجهات التنموية الطموحة للجانبين.
وتضمن اللقاء مناقشة سبل تعزيز التعاون الثنائي ضمن مختلف القطاعات الاقتصادية والتقنية بما في ذلك تعزيز التبادل التجاري بين البلدين والذي شهد خلال السنوات القليلة الماضية نمواً مشجعاً حيث بلغت قيمة التجارة الخارجية غير النفطية لدولة الامارات العربية المتحدة مع إندونيسيا 2 مليار دولار خلال 2020 فيما وصل إجمالي التبادلات التجارية بين البلدين إلى أكثر من 11 مليار دولار خلال السنوات الخمس الأخيرة.
كما بحث الجانبان خلال اللقاء سبل الارتقاء بمجالات التعاون في العديد من القطاعات الحيوية التي تشكل ركائز أساسية ضمن خطط التطوير في البلدين بما في ذلك قطاعات الاستثمار والطاقة والتكنولوجيا والخدمات المالية، والسفر والسياحة والبنية التحتية، مع التأكيد على أهمية تهيئة المجال أمام شركات القطاع الخاص في الجانبين لاكتشاف الفرص الكامنة في تلك القطاعات سواء في إندونيسيا أو الإمارات ورصد إمكانية إطلاق شراكات بناءة يسهم فيها القطاع الخاص بصورة أساسية بما يزيد من حجم الفائدة والمردود الاستثماري للطرفين.
وتطرق اللقاء إلى مناقشة عدد من القضايا محل الاهتمام المشترك شملت التطورات الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية وفي مقدمتها الجهود العالمية المبذولة لمكافحة جائحة كوفيد-19 وما تتطلبه من تضافر للخطط والمبادرات من أجل تسريع معدلات التعافي العالمي، فضلاً عن التطرق إلى قضية التغير المناخي التي باتت تشكل تحدياً حقيقياً يلقي بظلاله على مستقبل العالم وما يستدعيه الموقف البيئي الراهن من تحرك عالمي سريع تتوحد فيه الجهود من أجل تفعيل التدابير اللازمة للوصول إلى الحياد المناخي الذي أعلنت دولة الإمارات استهدافها تحقيقه بحلول العام 2050 في إطار دعمها الكامل للجهود الدولية الرامية إلى الحفاظ على البيئة والتزامها بمواءمة الأولويات الوطنية للتنمية مع الأهداف الأممية للتنمية المستدامة والتي حددتها الأمم المتحدة ضمن الأجندة العالمية 2030.
وشهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وفخامة الرئيس جوكو ويدودو تبادل عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين الجانبين في إطار تعزيز الشراكة ضمن عدد من القطاعات الرئيسية وشملت: مذكرة تفاهم بين أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية مع مركز التعليم والتدريب بوزارة خارجية جمهورية اندونيسيا، وتبادلها معالي أحمد بن علي الصايغ، وزير دولة، مع معالي ريتنو مارسودي، وزيرة خارجية إندونيسيا، ومذكرة تفاهم بين مصرف الامارات العربية المتحدة المركزي وبنك اندونيسيا بشأن التعاون في مجال نظم الدفع والابتكار المالي الرقمي، تبادلها معالي خالد محمد بالعمى التميمي، محافظ مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي، مع معالي ريتنو مارسودي، وزيرة خارجية إندونيسيا، ومذكرة تفاهم للاعتراف المتبادل بالشهادات الأهلية لمستويات التدريب وإصدار الشهادات وأعمال النوبات للعاملين في البحر، تبادلها معالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية، مع معالي الجنرال لوهوت بينزار باندجايتان، وزير تنسيق الشؤون البحرية الإندونيسي.
كما تم تبادل وثيقة تصديق على اتفاقية تشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات، ووثيقة تصديق على اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي المعدلة، وتبادلها معالي محمد بن هادي الحسيني وزير الدولة للشؤون المالية، ومعالي ريتنو مارسودي، وزيرة خارجية إندونيسيا التي قامت بدورها كذلك بتبادل المذكرات الخاصة بتعديل ترتيب ممر السفر الآمن مع معالي أحمد بن علي الصايغ، وزير دولة.
وجرى تبادل مذكرة تفاهم بين وكالتي ائتمان الصادرات الإماراتية الاندونيسية، وتبادلها معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية نائب رئيس مجلس إدارة شركة الاتحاد لائتمان الصادرات، مع السيد بيني واووروىتو، الرئيس التنفيذي للوكالة الإندونيسية.
وتم تبادل مذكرة تفاهم بشأن الشراكة الاستراتيجية بين بي تي جارودا إندونيسيا وطيران الإمارات، وتبادلها سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات مع معالي أرك طاهر، وزير الشركات المملوكة للدولة في إندونيسيا.
كذلك تم تبادل مذكرة تفاهم بشأن اتفاقية إطار الاستثمار المشترك بين هيئة إندونيسيا للاستثمار وصندوق أبوظبي للنمو وتبادلها سعادة خليفة محمد السويدي، الرئيس التنفيذي للصندوق مع رضا ويراكوسوماه، الرئيس التنفيذي للهيئة، والذي قام بدوره كذلك بتبادل اتفاقية حول تحالف استراتيجي لتطوير الموانئ مع سعادة سلطان أحمد بن سليم، رئيس موانئ دبي العالمية.
وتبادل الجانبان اتفاقية تعاون وشراكة بين مبادلة للبترول وبي تي كيلانج بيرتامينا الصناعية وتبادلها منصور محمد آل حامد، الرئيس التنفيذي لمبادلة للبترول مع جوكو بريونو، الرئيس التنفيذي لشركة بيرتامينا الإندونيسية، كما جرى تبادل اتفاقية حول مشروع تطوير اللوحات الشمسية بين شركة مصدر وشركة بيرتامينا للطاقة المتجددة، وتبادلها سعادة محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة مصدر، مع نيكي ويدياواتي، الرئيس التنفيذي للشركة الإندونيسية.
وجرى كذلك تبادل مذكرة تفاهم بين مجموعة (G42) وشركة سمارت تيليكوم تبادلها سعادة بينج تشياو، الرئيس التنفيذي لمجموعة G42، وفرانكي ويدجاجا، الرئيس التنفيذي لشركة بيوفارما، ومذكرة تفاهم بين حياة بيوتك وشركة بيوفارما تبادلها سعادة منصور المنصوري، الرئيس التنفيذي للعمليات لمجموعة "G42" وهونستي بسيير الرئيس التنفيذي لشركة بيوفارما.
ويعد اقتصاد إندونيسيا أكبر اقتصادات منطقة جنوب شرق آسيا وذلك وفقا لتقديرات البنك الدولي الذي توقع أن يحقق اقتصادها نمواً قوياً قد تصل نسبته إلى 4.4% خلال العام 2021، وقد ترتفع إلى 5 بالمئة خلال العام 2022 مع تراجع معدلات عدم الثقة في العالم واتساع نطاق حملات التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد، فيما تحمل السوق الإندونيسية فرصاً واعدة كونها من أهم الأسواق الناشئة حول العالم، فيما يصنف البنك الدولي إندونيسيا في الترتيب العاشر بين أكبر الأسواق العالمية من ناحية القوية الشرائية، حيث تعد إندونيسيا رابع دول العالم من حيث عدد السكان بإجمالي يزيد على 270 مليون نسمة.
التعليقات