مركز "تريندز" يستشرف مستقبل "أمن الشرق الأوسط في عالم متغير"

في إطار استراتيجيته العالمية ورؤيته الاستشرافية، يعتزم مركز تريندز للبحوث والاستشارات بالتعاون مع مبادرة "سكوكروفت لأمن الشرق الأوسط" التابعة لمؤسسة المجلس الأطلسي، تنظيم مؤتمر "تريندز" السنوي الأول تحت عنوان: "أمن الشرق الأوسط في عالم متغير: بناء نظام أمني إقليمي مستدام"، وذلك يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين (الثاني والثالث من نوفمبر) في مقر المجلس الأطلسي بواشنطن في الولايات المتحدة الأمريكية.

 ويأتي المؤتمر ضمن خطة العمل البحثية لـ "تريندز" للعام 2021، وتماشياً مع توجهات المركز ورسالته العالمية، حيث سيشهد المؤتمر مشاركة ما يزيد على 35 شخصية مرموقة على المستويين الإقليمي والعالمي، إلى جانب مجموعة من الخبراء من الشرق الأوسط والولايات المتحدة الأمريكية وبعض الخبراء من أوروبا والصين، فضلاً عن مشاركة نخبة من الشخصيات السياسية المهمة.

ويعتبر "المجلس الأطلسي" مؤسسة بحثية مؤثرة في مجال الشؤون الدولية، وتوفر منتديات للسياسيين ورجال الأعمال والمفكرين العالميين، كما تدير عشرة مراكز إقليمية وبرامج وظيفية تتعلق بالأمن الدولي والازدهار الاقتصادي العالمي، ويقع مقرها الرئيسي بواشنطن في الولايات المتحدة الأمريكية.

6 محاور رئيسية

ويتمحور المؤتمر حول ستة محاور رئيسية موزعة على مدى يومين، ويأتي المحور الأول تحت عنوان: "إعادة تعريف أمن الشرق الأوسط في حقبة انتقالية: رؤية لعشرين عاماً"، ويتناول المخاطر الرئيسية التي تهدد المنطقة على مدى العقدين القادمين، كما يستعرض الروابط بين آفاق الحوكمة الأمنية الجماعية، وفشل الدول، والأيديولوجيات المتطرفة، والتعاون الاقتصادي الإقليمي، والطاقة، وتغير المناخ.

بينما يتطرق المحور الثاني: "التصدّي للتطرف العنيف والإرهاب في الشرق الأوسط"، إلى الخطر المستمر الذي تشكله الجماعات الإرهابية والأيديولوجيات العابرة للحدود الوطنية، والتي تسعى لتقويض نظام الدولة الوطنية على مستوى المنطقة والدول.

ويناقش هذا المحور أيضاً الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب والتطرف في الشرق الأوسط، والتحديات الرئيسية للحوكمة التي تواجه المنطقة، ومستقبل أفغانستان تحت مظلة حركة طالبان، والتعاون القائم والمحتمل بين الدول بشأن مسألة مكافحة الإرهاب والتطرف.

ويستعرض المحور الثالث: "مستقبل الأمن في الشرق الأوسط: الأولويات الدولية"، التحولات السياسية العالمية وأثرها في الديناميات الأمنية الإقليمية، كما سيركز على الاستجابات الأمريكية والروسية والأوروبية.

بناء نظام أمني مستدام

فيما يناقش المحور الرابع، تحت عنوان: "منظور دول مجلس التعاون الخليجي بشأن بناء نظام أمني إقليمي مستدام"، التحولات السياسية العالمية وأثرها في الديناميات الأمنية الإقليمية، وسيسلط هذا المحور الضوء على الاستجابات الإقليمية والمحلية.

بينما سيركز المحور الخامس: "المبادرات الدبلوماسية الجديدة في المنطقة: السعي إلى إقامة تحالفات مستقرة"، على المبادرات الدبلوماسية الإقليمية الأخيرة، بما فيها الاتفاق الإبراهيمي بعد مرور عام على توقيعه، وكذلك مسارات السلام والأمن في السياق الجيوسياسي المتغير باستمرار في المنطقة.

ويتناول المحور السادس: "ما بعد الأمن الإقليمي: منظورات جديدة ورؤى مستقبلية من أجل الأمن البشري"، بعض الموضوعات والاتجاهات الناشئة التي قد تشكل الأمن الإقليمي في المستقبل، ويهدف هذا المحور إلى مناقشة المنظورات الجديدة والراهنة للمساهمة في بلورة التوصيات في مجال السياسات لفائدة مقرري السياسات في كل من الولايات المتحدة ودول الخليج.

تحليل التطورات العالمية

 وبهذه المناسبة، قال الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات إن مؤتمر "تريندز" السنوي الأول: "أمن الشرق الأوسط في عالم متغير: بناء نظام أمني إقليمي مستدام"، يأتي في إطار خطة المركز الإقليمية والدولية، وتأكيداً على تواصله المستمر مع المؤسسات البحثية العالمية كافة، إضافة إلى تحقيق استراتيجيته العالمية الهادفة إلى دراسة التطورات الاستراتيجية العالمية وتحليلها، وفهم مستجدات القضايا الإقليمية والدولية.

وذكر العلي أن مركز "تريندز" يهدف من تنظيم المؤتمر إلى أن يكون جسراً للتواصل المعرفي والأكاديمي يصل بين أهم مراكز البحوث والدراسات على الصعيدين الإقليمي والدولي، إضافة إلى استشراف المسارات المستقبلية للأزمات والقضايا الدولية ووضع تصورات ومقترحات تساعد صانعي القرار على كيفية التعامل البنَّاء معها.

تحديات الأمن الإقليمي

وأكد الدكتور محمد العلي أن المؤتمر يأتي في وقت تشهد فيه منطقة الشرق الأوسط تداعيات كبرى على صعيد الأمن والاستقرار الإقليمي، وبينما تنشأ بعض هذه التغيرات من داخل المنطقة، فإن بعضها الآخر يرتبط بتحولات أوسع على نطاق العالم، من قبيل الآثار اللاحقة لجائحة كوفيد-19 والتكنولوجيات الناشئة، مضيفاً أنه مع ذلك فقد شهدت المنطقة في الأعوام الماضية تحسناً على صعيد وضعها الأمني وبيئتها الإنمائية.

وأشار العلي إلى أنه مع انحسار الصراعات الأهلية، وهزيمة تنظيم الدول الإسلامية (داعش)، وتوقيع الاتفاق الإبراهيمي للسلام، ولدت فرص جديدة من أجل السلام والاستقرار الإقليمي، ولكن تظل هناك تحديات عدّة أمام تحقيق الأمن الإقليمي المستدام، حيث ستنصبّ محاور المؤتمر على مناقشتها بالتفصيل، إلى جانب استعراض آثار التحولات التكنولوجية المتسارعة، والعقبات أمام التنمية، والسياسات المختلفة للقوى الإقليمية والدولية، في مستقبل الأمن بالشرق الأوسط.

التعليقات