قمة الصناعة: كورونا دفع الشركات إلى تعزيز قدرتها في التعامل مع الأزمات

شهد المؤتمر الافتراضي للقمة العالمية للصناعة والتصنيع بدورتها الثالثة جلسة نقاش رفيعة المستوى شارك فيها مجموعة من الوزراء والرؤساء التنفيذيين من كل من وزارة العلوم والتكنولوجيا والابتكار والاتصالات البرازيلية، والبرلمان الإيطالي ولوكهيد مارتن، وشركة "آي بي أم "، والاتحاد الهندي للصناعات .

و أجمع المشاركون في الجلسة على أن وباء كورونا ساهم في إحداث تغيرات كبيرة وسريعة في القطاع الصناعي ودفع الشركات العاملة في القطاع إلى إعادة صياغة نماذج أعمالها لتعزيز قدرتها على التعامل مع الأزمات وسرعة التكيف مع مختلف الظروف لضمان الحفاظ على استمرارية أعمالها.

و أكد المشاركون أهمية توظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في القطاع الصناعي لدورها الكبير في تعزيز قدرة الشركات على التعامل مع الأزمات وتعزيز تنافسيتها، مما يساهم في خلق المزيد من الفرص التي تساعد الشركات على التكيف مع التغير، وتسريع التحول نحو الاقتصاد التدويري لتمهيد الطريق نحو مستقبل أكثر استدامة.

من جانبه أوضح معالي ماركوس بونتيس، وزير العلوم والتكنولوجيا والابتكار والاتصالات في جمهورية البرازيل، أن قدرة الشركات على التعامل مع الأزمات تعتمد على ثلاثة عناصر رئيسية في عصر الثورة الصناعية الرابعة تتمثل في البنية التحتية، وبيئة العمل والقوى العاملة.

وأكد أن تعزيز هذه العناصر من خلال تبني استراتيجية وطنية تعتمد على التكنولوجيا الرقمية أصبح ضرورة ملحة رغم ما يتضمنه من مصاعب عديدة .. مشيرا إلى أن البرازيل تتميز بوجود العديد من الولايات و الأقاليم التي تتمتع بنظام حكم ذاتي مما يزيد من صعوبة التنسيق بين الحكومات المختلفة على المستوى الوطني، ويجعل أي جهد لإحداث تغيير جذري في مشاريع البنية التحتية وبيئات العمل وتدريب القوى العاملة أمرا بالغ الصعوبة.

بدوره أكد سعادة ماتيا فانتيناتي، عضو مجلس النواب الإيطالي المستشار الخاص للوزير الإيطالي للابتكار التكنولوجي والرقمنة، أن التحديات التي تعيق دعم التحول الرقمي تختلف من دولة إلى أخرى.

و قال: " اعتمدت الدول المتقدمة طرقا مختلفة لتعزيز قدرة الشركات على التعامل مع الأزمات وذلك بما يتماشى مع أنظمتها السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية.. و لا شك أن الاستثمار في تطوير القدرات التكنولوجية وتوسيع نطاقها أمر ضروري لكنها مهمة معقدة و ليست سهلة التنفيذ".

  و أجمع المشاركون في الجلسة على ضرورة مساعدة الدول المتقدمة .. الدول النامية في عملية التحول لتعزيز مرونة سلاسل القيمة العالمية وتمكينها من التعامل السريع مع الأزمات.

و دعا ستيف ووكر، نائب الرئيس الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في شركة لوكهيد مارتن، إلى وضع معايير عالمية تساهم في تقليص الفجوة الرقمية بين الدول .. منوها إلى أنه على جميع الدول العمل معا لوضع معايير تساعد في تحقيق التحول الرقمي بما يعود بالنفع على الدول والقطاعات الاقتصادية جميعها . و حث الخبراء الشركات العاملة في القطاع الصناعي حول العالم على اعتماد نماذج أعمال أكثر ذكاء وقدرة على التعامل مع المخاطر بهدف حماية سلاسل التوريد في حال تكررت عمليات الحظر والإغلاق.

و شدد أنديرس فريدهولم نائب الرئيس ومدير تطوير الأعمال العالمية للمنتجات الصناعية والكيميائية والصناعات البترولية في شركة "آي بي إم"، على ضرورة التأكد من حماية سلاسل التوريد من الأزمات المستقبلية.

و أشار ستيف ووكر، نائب الرئيس الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في شركة لوكهيد مارتن في هذا الصدد إلى أن شركته باتت تولي أهمية خاصة لحماية سلسلة التوريد خلال الوباء .. منوها إلى أن لوكهيد مارتن تمكنت خلال شهر يوليو الماضي من ضخ حوالي 750 مليون دولار في سلسلة التوريد للحفاظ على سير عملها.

و قال " تي في ناريندران" الرئيس المعين لاتحاد الصناعات الهندية الرئيس التنفيذي و المدير الاداري لشركة تاتا ستيل ليميتد: " في عالم اليوم الذي يتميز بالتواصل الهائل عبر شبكة الإنترنت تكتسب قدرة الشركات على التعامل مع الأزمات مفهوما مختلفا للغاية.. فما يحدث في جزء واحد من العالم يؤثر على شخص يعيش على بعد آلاف الكيلومترات ".

التعليقات