ولي العهد الكويتي يدعو بالشفاء لـ"صباح الأحمد".. ويوجه كلمة مهمة للكويتيين

وجه نائب الأمیر وولي العھد الكويتي، الشیخ نواف الأحمد الجابر الصباح، الیوم الأحد، كلمة إلى المواطنین، وجاء نصھا كالتالي:  في البدء نرفع أكف الدعاء ضارعین إلى المولى العلي القدیر أن یعجل بشفاء والدنا العزیز حضرة صاحب السمو الأمیر حفظھ الله ورعاه ونسألھ جلت قدرتھ أن یمن علیھ باكتمال الصحة والعافیة لیعود لأرض الوطن قریبا لمواصلة قیادتھ الحكیمة لمسیرة البناء والتقدم في البلاد.

لقد رأیت لزاما في ظل ھذه الظروف الدقیقة أن أتحدث إلیكم وأشارككم الرأي حول أمور وقضایا أعلم أنھا تشغل بالكم وتثیر اھتمامكم.

ونحن في أدق مراحل التعامل مع تداعیات انتشار كورونا وانھماك أبنائنا الأبطال في تضحیاتھم المشھودة بالتعاون مع المخلصین في كافة أجھزة الدولة بجھود مواجھة ھذا الوباء الخطیر نشھد بكل الأسف ما یدور في الساحة المحلیة مؤخرا من مظاھر العبث والفوضى والمساس بكیان الوطن ومؤسساتھ ولا سیما ما یتصل ببدعة التسریبات الأخیرة وما شابھا من ممارسات شاذة مرفوضة وتعد على حریات الناس وخصوصیاتھم تطال بعض العاملین في مؤسساتنا الأمنیة وما برز من محاولة البعض شق الصف وإثارة الفتن وأود التنویھ على أن ھذا الأمر یحظى باھتمامي شخصیا ومتابعتي لجمیع اجراءاتھ واخضاعھ برمتھ وكافة تفاصیلھ بید قضائنا العادل النزیھ بعد أن تم مباشرة الإجراءات القانونیة اللازمة في شأنھ مشددا بألا یفلت أي مسيء من العقاب مؤكدا اعتزازنا بمؤسساتنا الأمنیة ورجالھا ونسائھا المخلصین والتي لن یضیرھا ولن ینتقص من قدرھا شذوذ البعض الذین سینالون قصاصھم العادل جراء افعالھم الدنیئة الامر الذي یستوجب من الجمیع التوقف عن تداول مثل ھذه المواد الضارة والتي لن یستفید منھا الا أعداء الوطن ومن یسعى لتحقیق مصالح وغایات خاصة على حساب أمن الوطن وأننا على ثقة بأن شعب الكویت الأصیل الذي ھو حصن الكویت واساس عزتھا ورفعتھا یدرك حقائق الأمور ولن تنطلي علیھ الاباطیل ویظل حریصا على وطنھ وأمنھ واستقراره.

ولقد حذر حضرة صاحب السمو الأمیر حفظھ الله ورعاه مرارا من خطورة انحراف بعض وسائل التواصل الاجتماعي وما تشكلھ من معاول ھدم وتخریب لبنیان مجتمعنا وقیمھ الفاضلة وما تحفل بھ من افتراءات وإثارة للفتن وإشاعة روح الإحباط والتشاؤم واطلاق الاتھامات دون دلیل ولن نسمح لقلة ضالة بجر بلدنا الى الانقسام والفوضى باسم الحریة الزائفة الامر الذي یوجب الإسراع بترجمة التوجیھ السامي بالقضاء على من أسماھم سموه حفظھ الله ورعاه بأشباح الفتن حفاظا على أمن البلاد وصیانة مجتمعنا.

إخواني ....أبنائي إن ایماننا بحریة الرأي ثابت والتزامنا بالنھج الدیمقراطي راسخ بما لا یقبل التشكیك أو المزایدة فھو عھد ارتضیناه جمیعا ونتمسك بھ نموذجا صادقا للتوافق الوطني الذي توارثناه جیلا بعد جیل ولاشك بأن لھذه الحریة اطارا قانونیا واخلاقیا یراعي مسؤولیتھا ویحفظ كرامات الناس وسمعتھم ویحقق الصالح العام وكذلك نھجنا الدیمقراطي الذي یحكمھ الدستور والقانون ومقتضیات المصلحة الوطنیة ما یستوجب من السلطتین التشریعیة والتنفیذیة تصویب مسار العمل واستشعار التحدیات والمخاطر التي تحیط بنا والتصدي للقضایا الجوھریة وما یمس ھموم المواطنین ومصالحھم.

أمامنا أیھا الاخوة العدید من الملفات والقضایا المھمة وھي نتیجة تراكمات طویلة تحتاج لمعالجتھا إلى الجدیة والحكمة والفكر الخلاق كما تحتاج إلى التعاون البناء والایجابیة وروح الفریق الواحد ولنا في سمو الشیخ صباح خالد الحمد الصباح رئیس مجلس الوزراء وقدرتھ على التصدي لھذه الملفات ثقة كبیرة مستحقة بالتعاون مع المخلصین من أبناء ھذا البلد الكریم.

فھناك قضایا التعلیم والشباب والإصلاح الإداري والتركیبة السكانیة والخدمات والإصلاح الاقتصادي الذي یجب ان ینطلق من اصلاح الأجھزة الحكومیة ومعالجة الھدر في المصروفات وضبط وتجفیف منابع الفساد وادواتھ إلى جانب القضایا الأخرى المھمة.

إنھا تحدیات حقیقیة جادة لا تحتمل ترف التسویف والانشغال بالمماحكات السیاسیة وتصفیة الحسابات وتسجیل النقاط والانحراف في استخدام الأدوات الدستوریة الرقابیة الذي لا یحقق اصلاحا الامر یستوجب تعاونا جادا فاعلا مخلصا فالوطن یستحق والمواطنون یتطلعون إلى انجاز حقیقي ملموس یلبي طموحاتھم في حاضر آمن ومستقبل واعد.

لا شك بأن الفساد آفة مدمرة ورأینا كیف أحال الفساد أمما متقدمة إلى كیانات مھلھلة یفتك بھا الفقر والجھل والمرض وقد استشعرنا غزو ھذه الآفة لبلدنا عبر مظاھر مختلفة واذا كنا نشكو من الفساد فلیس من المقبول ان یصور البعض الكویت بأنھا أصبحت موطنا للفساد!!! ولنا وقفھ جادة وحازمة لمواجھة ھذا الخطر المدمر بكل عزم وقوة وان محاربة الفساد لیست خیارا بل ھي واجب شرعي واستحقاق دستوري ومسئولیة أخلاقیة ومشروعي وطني یشترك الجمیع في تحمل مسؤولیتھ ولكل من یثیر التساؤل حول محاسبة أبناء الاسرة الحاكمة نؤكد بأنھم جزء من أبناء الشعب الكویتي وتسري علیھم ذات القوانین ومن یخطئ یتحمل مسؤولیة خطئھ فلیس ھناك من ھو فوق القانون وقد أكد حضرة صاحب السمو الأمیر حفظھ الله ورعاه أن لا أحد فوق القانون ولا حمایة لفاسد أیا كان أسمھ أو صفتھ أو مكانتھ.... وأدعو الأخوة في الحكومة ومجلس الأمة إلى اعتماد التدابیر الفاعلة والتشریعات الكفیلة بردع الفاسدین والقضاء على مظاھر الفساد وأسبابھ بكافة أشكاله.

إخواني .... أبنائي الأعزاء إن المحافظة على أمن الكویت وتعزیز استقراراھا مسؤولیة الجمیع وھي ھدفنا الأعلى وھي قمة الأولویات وقد أكد الشعب الكویتي حرصھ على كیان الوطن وقدم أغلى التضحیات وبذل الروح والدم والغالي والنفیس فداء لھ وحفاظا على سیادتھ وجسد أروع صور الوحدة الوطنیة والتلاحم مع قیادتھ في تجاوز كافة التحدیات والمخاطر التي تزخر بھا صفحات تاریخ الكویت الناصع حرة أبیة عزیزة الجانب عالیة الرایة.

وأرجو أن تطمئنوا بأن الكویت بخیر بتلاحم أبنائھا وتعاونھم وأیادیھا البیضاء التي امتدت الى مشارق الأرض ومغاربھا وقادرة على تجاوز كل العقبات والتحدیات كانت وستظل دائما بعون الله وتعاون أبنائھا الصادق كما عھدھا دائما دار عز وأمان تمضي بخطى واثقة نحو مستقبل واعد وزاھر ینعم فیھ أبناؤھا بالأمن والرخاء والازدھار والله نسأل أن یحفظ كویتنا الغالیة وأھلھا الأوفیاء برعایة وحكمة أمیرنا وقائدنا المفدى حفظھ الله ورعاه.

التعليقات