فجر قرار المحكمة التركية بإلغاء قرار قديم بتحويل مسجد آيا صوفيا إلى متحف، وقرار الرئيس التركي رجب أردوغان، بتحويله إلى مسجد، غضب شعبي ودولي كبير.
وانتقدت الحكومة اليونانية بشدة قرار السلطات التركية إعادة تحويل معلم آيا صوفيا التاريخي في اسطنبول إلى مسجد، حيث صرحت وزيرة الثقافة اليونانية لينا ميندوني، في بيان أصدرته اليوم الجمعة بأن هذا القرار ناجم عن الإرادة السياسية الشخصية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، واصفة هذا القرار بأنه "استفزاز سافر بحق العالم المتحضر بأسره والذي يعترف بالقيمة الاستثنائية والطابع المسكوني لهذا المعلم الأثري".
وقالت الوزيرة إن اليونان لا تنوي التدخل في شؤون تركيا الداخلية، لكن آيا صوفيا تشكل معلما بالغ الأهمية بالنسبة للبشرية بأكملها.
وذكرت: "القومية التي يمارسها الرئيس أردوغان تدفع بلاده إلى الوراء ستة قرون"، مشددة على أن الحكم الذي أصدرته اليوم المحكمة الإدارية العليا التركية "يؤكد بوضوح غياب أي قضاء مستقل في البلاد".
ووقع الرئيس أردوغان مرسوما يقضي بفتح آيا صوفيا للعبادة كمسجد وتحويل إدارة المعلم المدرج على قائمة "اليونسكو" للتراث العالمي إلى رئاسة الشؤون الدينية التركية.
وبني معلم آيا صوفيا التاريخي عام 537 ككنيسة، وبعد استيلاء العثمانيين على القسطنطينية عام 1453 تم تحويله إلى مسجد، فيما جرى تحويله إلى متحف في الثلاثينيات من القرن العشرين.
وكانت المتحدثة باسم اليونسكو أكدت أنه يتعين على الحكومة التركية أن تحافظ على القيمة العالمية والاستثنائية للممتلكات المدرجة على أراضيها، وأن أي تعديل يتطلب إخطارا مسبقا لليونسكو، وربما تقييما، ومراجعة من قبل لجنة التراث العالمي.
وأدرجت اليونسكو بناء كاتدرائية آيا صوفيا العائد للعصر البيزنطي ضمن المناطق التاريخية لإسطنبول كمتحف.
وكان الموقع يحظى بشأن كبير في كل من الإمبراطوريتين البيزنطية والعثمانية، وهو اليوم أحد أكثر المعالم الأثرية زيارة في تركيا.
وأثار التكهنات بتغيير وضع المتحف مرة أخرى إلى مسجد، قبل صدور الحكم الأخير، حالة من القلق بين المسؤولين الأميركيين والفرنسيين والروس واليونانيين، وكذلك زعماء كنائس مسيحية.
وهو مسجد تاريخي مشهور في الضفة الأوروبية من مدينة إسطنبول، وقد كانت عند نشوئها كاتدرائية أرثوذكسية شرقية سابقًا قبل أن تتحول إلى مسجد على يد السلطان العثماني محمد الفاتح، ومن ثم إلى متحف ديني عام 1935.
بدأ الإمبراطور جستينيان في بناء هذه الكنيسة عام 532م، واستغرق بنائها حوالي خمس سنوات حيث تم افتتاحها رسمياً عام 537م، ولم يشأ جستينيان أن يبني كنيسة على الطراز المألوف في زمانه بل كان دائما يميل إلى ابتكار جديد، فكلف المهندسين المعماريين «إيسودور الميليسي» و«أنثيميوس التراليني» ببناء هذا الصرح الديني الضخم وكلاهما من آسيا الصغرى ويعد ذلك دليلا واضحا على مدى تقدم دارسي البناء في آسيا الصغرى في عهد جستينيان بحيث لم يعد هناك ما يدعو إلى استدعاء مهندسين من روما لإقامة المباني البيزنطية.
يعتبر مبنى آيا صوفيا صرح فني ومعماري فريد من نوعه، وهو موجود في إسطنبول بمنطقة السلطان أحمد بالقرب من جامع السلطان أحمد.
لقد كان مبنى آيا صوفيا على مدار 916 عام كتدرائية ولمدة 481 عام مسجداً ومنذ عام 1935 أصبح متحفاً، وهو من أهم التحف المعمارية في تاريخ الشرق الأوسط.
ولقد بنيت كنيسة آيا صوفيا على أنقاض كنيسة أقدم أقامها الإمبراطور قسطنطين العظيم وانتهت في عام 360 في عهد الإمبراطور قسطنطينوس الثاني.
وسمي في البداية ميغالي أكليسيا أي (الكنيسة الكبيرة) ثم سمي بعد القرن الخامس هاغيا صوفيا أي (مكان الحكمة المقدسة)، وهذا ما تعنيه تسمية آيا صوفيا.
والبناء ذو المخطط الكتدرائي ذو السقف الخشبي كان مبنى كنيسة آيا صوفيا الأول الذي احترق في إحدى حركات التمرد ولم يبقى منه شيئاً، مما جعل الإمبراطور تيودوروس الثاني يقوم ببنائها ثانيةً ويفتتحه للعبادة عام 415م.
ومن المعروف أن مبنى آيا صوفيا الثاني أيضاً كان بناء مخطط كتدرائي وجدران حجرية وسقف خشبي، وقد تم اكتشاف بعض بقايا هذا البناء في الحفريات التي قام بها البروفيسور أ.م.سنايدر عام 1936 حيث عثر على بقايا درج المدخل وأحجار الواجهة والأعمدة وتيجان الأعمدة وقواعد الأعمدة والتزيينات والأفاريز وهي موجودة اليوم في حديقة آيا صوفيا وأسفل المدخل.
التعليقات