تأثير انخفاض سعر النفط وجائحة كورونا على السوق العقاري

تأثير انخفاض سعر النفط وجائحة كورونا على السوق العقاري

رشيد الطوباسي

على الرغم من تباطؤ الأنشطة العقارية بسبب انخفاض سعر النفط وجائحة كورونا على السوق العقاري، إلا أننا لا نزال نشاهد نضوجا في السوق العقاري بالدولة، ويعود هذا إلى ديناميكية الاقتصاد الإماراتي ونصيب الفرد من الناتج القومي وعدم وجود ضريبة مقارنة ببعض الدول ذو الاقتصاد المتين، كما أن الإمارات أصبحت من أكثر عشر وجهات سياحية مقصودة في العالم، لما فيها من معالم وتعدد حضاري كما أنها تتمتع بطقس رائع خاصة في فصل الشتاء.

وما حصل من انهيار لسعر النفط فهو وقتي، حيت أن العقود الآجلة للنفط حينما وصلت إلى وجهتها ونتكلم عن الولايات المتحدة والخطط المتبعة هناك، فحال وصول النفط كانت أماكن تخزين النفط شبه ممتلئة فكان من الصعب تفريغها وكان من الصعب بقاءها في مكانها، لأن هذا تكليف إضافي وحتى تغيير وجهتها، لأن هذا يزيد من قيمة الصرف من حيت تكاليف الشحن وإعادة توجيه الحمولة، لذا اضطر المنتجون أو من قام بالشراء مسبقا بوضعها  في السوق المالي، وبيعها بسالب 37 دولار، مما أدى إلى إرباك في السوق وانهيار الأسعار والسوق المالي. 

كل هذا حصل تزامنا مع ظهور جائحة كورونا فقلة الطلب على البترول ومشتقاته، حيث لا مصانع تعمل ولا طائرات وحتى التنقل الداخلي والمواصلات، لكن وكما أن لكل شي حياة افتراضية أو حقيقية فإنها تبدأ من مخطط وتصل إلى القمة ومن تم تبدأ في الهبوط والزوال فيعتقد العلماء والبسطاء بأن جائحة كورونا ستمر ويتعافى الناس منها بإذن الله عاجلا أم آجلا وتعود الحياة إلى طبيعتها.

هذا وأننا نشهد تطورا في السوق العقاري حيت العقار الابن البار كما يقال، وكما يقول الرئيس الأمريكي رقم 32 روزفلت، فالعقار أحسن استثمار حيت لا تنتهي صلاحيته ويرتفع بالسعر، ومن هذا المنظور فالعقار يفتح للشباب والشابات باب الاستثمار في المراحل المتقدمة من حياتهم حتى مع انعدام رأس المال إذ أن هناك مطورين معتمدين يبيعون على الخرائط وبأقساط مريحة وتصبح دفوعاتهم من ضمن المشتريات الشهرية وبعد فترة يصبحوا من الملاك بعد ارتفاع الأسعار.

وبما أننا نشهد زيادة في طلب العقار بجميع أنحاء الدولة بشكل عام وبإمارة أبو ظبي بشكل خاص وهذا راجع إلى الزيادة المضطردة في عدد السكان والقدرة على الشراء من قبل المستخدمين النهائيين حيث كما ذكرنا، النمو الاقتصادي والسياحة وتناغم الحضارات.

لقد قامت أبوظبي بتطوير سوقها العقاري لمواكبة النمو السكاني حيث تتمتع بنظام صحي جيد ونظام تعليمي جيد على المستوى العالمي مما يشجع المستثمر الأجنبي بالحضور والاستثمار بالإمارات، وقد خططت أبو ظبي لرؤية2030  التي لا تستند على النفط كمدخل رئيسي بل التنوع وبما أن النفط يشكل حاليا العامل الرئيس في الناتج القومي الإجمالي وعلى الرغم من انخفاض سعر النفط والذي هو المدخول الرئيسي لإمارة أبو ظبي إلا أن الحكومة دأبت في الاستمرار بمعظم مشاريعها الحيوية.

مما لا شك فيه أن انخفاض سعر النفط انعكس على الاستثمارات المحلية والخارجية وبما أن النفط يمثل أكثر من 50% من الدخل لإمارة أبو ظبي تحديدا فإن هذا سيؤثر بشكل مباشر على جزء كبير من الاقتصاد، وبالطبع حين يكون هناك انخفاض في سعر النفط تقوم الحكومات بتخفيض الإنفاق على القطاع الحكومي على سبيل المثال وليس الحصر بالبنية التحتية وعندما يكون هذا الوضع سيتعين على الحكومة أن تتجه إلى موارد دخل أخرى متاحة لها.

منذ بدء سعر النفط بالهبوط انخفض الإيداع الحكومي بالبنوك وهذا ضفا إلى شح السيولة في البنوك وقد يكون له تأثير مباشر على القروض المصرفية اذ في حال ثباث سعر النفط على 50 دولار فمما لا شك فيه ستقوم الحكومة بتأجيل أو تأخير بعض المشاريع وإذا ارتفع عن سعر 60 دولار للبرميل فسوف نشهد بعض التحركات الجديدة في الاقتصاد بشكل عام وإذا لم يرتفع فليس لدى السلطات التشريعية إلا البحث عن مصادر أخرى لإتمام مشاريعها وإعادة التخطيط وربما إيقاف البعض منها.

أما بالنسبة لسوق العقارات السكنية على الرغم من انخفاض الطلب على الوحدات السكنية بسبب الانكماش الاقتصادي، العائد بالدرجة الأولى لفيروس كورونا والانكماش الاقتصادي وخسارة بعض الوظائف في القطاع الحكومي والقطاع النفطي مما نتج عنه زيادة العرض على الطلب وفي هذه الحالة سنشهد انخفاضا بالأسعار.

أما بالنسبة للعقارات التجارية فقد تدهور الطلب على الوحدات التجارية وهذا راجع لاستغناء عدة قطاعات ومنها البترولية عن العمالة مما أدى إلى وجود كم من المساحات التجارية الشاغرة مرة أخرى عرض وطلب. 

أما بالنسبة لسوق التجزئة وحيث يتمتع سوق أبو ظبي بسوق تجزئة جيد ظهرت محلات التسوق عالية الجودة متل ياس مول والغاليريا مول وسيستمر هذا في الزيادة حيث سيتم فتح الريم مول أكبر مركز تسوق في أبو ظبي في جزيرة الريم، آخذين في الحسبان القدرة الشرائية للفرد بالإضافة إلى الزوار حيث كما ذكرنا أصبحت الإمارات من أهم 10 وجهات سياحية في العالم.

التعليقات