"العراق".. العنف يتصاعد والمخاض السياسي مستمر

من أزمة إلى أخرى هكذا الأوضاع داخل العراق منذ اندلاع شرارة الانتفاضة الشعبية الأولى المطالبة لإحداث تغيير سياسي على مستوى الطبقة الحاكمة ومحاربة الفساد ومحاسبة مرتكبيه، إلا أنا الرياح لم تأت كما تمناها المحتجون العراقيون، حيث أصبحت ولادة الحياة السياسية الجديدة في العراق متعثرة في وقت تختلف فيه توجهات الطوائف السياسية العراقية، وذلك بالتزامن مع تهديد أكثر أهمية واخطو وهو ارتفاع وتيرة العنف بشكل مبالغ فيه. 

ارتفاع منحى العنف

منذ اليوم للاحتجاجات العراقية وقد اتخذت للعنف سبيلا سواء خلال مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين او من جانب بعض العناصر غير المعلومة حتى الآن، وقد كشفت آخر التقارير عن رصد لحالات عنف خارج نطاق القانون، ففي شرق بغداد لقي مدني مصرعه بهجوم بأسلحة كاتمة للصوت، أما جنوب شرق بغداد فعثر هناك على جثة رجل لقى نحبه رميا بالرصاص في منطقة جسر ديالى، أما محافظة ديالى نفسها فقد شهدت مقتل جنديين وإصابة ثالث في هجوم مسلح على نقطة تفتيش أمنية. 

مخاض متعثر

مالبث أن تم تسمية محمد توفيق علاوي، رئيسا لمجلس الوزراء العراقي، من رئيس الجمهورية برهم صالح، محمد توفيق علاوي بتشكيل الحكومة الجديدة، حتى حاصرته المشاكل والأزمات من كل اتجاه الأمر الذي حال دون وصوله إلى تشكيلة وزارة تحقق المعادلة الصعبة بالحصول على رضى الشارع الغاضب من جهة، ومن أخرى تسيير أوضاع العراق الداخلية التي تعاني شللا جراء احتجاجات شعبية لا تهدأ. 

ولم تشفع لعلاوي تعهداته بتشكيل حكومة تمثل جميع الأطياف ورفض مرشحي الأحزاب، بالإضافة إلى محاربة الفساد وتوفير فرص العمل وحلّ اللجان الاقتصادية للفصائل السياسية، حيث واجه رفضا من جانب كتل سياسية بعينها بل ومن جانب الشارع العراقي أيضا، حيث يأبى المتظاهرون إلا أن يكون رئيس الوزراء واحدا منهم. 

تشكيلة منتظرة

يبدو للنظر في تحركات رئيس مجلس الوزراء العراقي الجديد "علاوي" يسير في تشكيل مجلسه على الأشواط الشعبية، لكنه يصر على الخروج بمجلس من عنق الزجاجة، سيعلن على الأرجح عن تشكيلة الحكومة الجديدة نهاية الأسبوع الحالي أو مطلع الأسبوع المقبل.

قد يكون الأسبوع الجاري شاهدا على حكومة علاوي، هكذا توقع الأخير في تغريدة على حسابه في تويتر ، كشف فيها عن طرح تشكيلته الوزارية على مجلس النواب العراقي خلال الأسبوع الحالي، قائلا :"اقتربنا من تحقيق إنجاز تاريخي يتمثل بإكمال كابينة وزارية مستقلة من الأكفاء والنزيهين من دون تدخل أي طرف سياسي".

تحفز سياسي

حالة من الترقب السياسي تسيطر على مشهد النخبة العراقية حاليآ في انتظار لما ستسفر عنه الأيام القادمة من جهود لعلاوي بالخرج بحكومته المنتظره من النفق المظلم، فهاهو تحالف الفتح، الذي يعد ثاني أكبر كتلة في البرلمان العراقي، يشترط أن تمرير التشكيلة الوزارية وحصولها على ثقة مجلس النواب، مرهون باستقلالية وكفاءة المرشحين، مشيرا إلى أن طرح علاوي "سيواجه تحديات كبيرة في البرلمان"، كما انضم نائب رئيس مجلس النواب العراقي، بشير الحداد، إلى سلسلة الراقي بتحذير شديد اللهجة من خلو التشكيلة الوزارية الجديدة من تمثيل المكونات السياسية، كما شملت القائمة أيضا الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي كشف عن رفض علاوي استلام أي أسماء مرشحة من قبل الكتل الكردية، داعياً رئيس الحكومة المكلف الالتزام بهذا المعيار مع جميع الكتل السياسية.

ان العراقي، الأحد، أن تمرير التشكيلة الوزارية وحصولها على ثقة مجلس النواب، مرهون باستقلالية وكفاءة المرشحين، فيما تتسع القائمة للعديد. 

رأي الشارع 

على الجانب الآخر من الشارع السياسي العراقي كان هناك رأيا بعيدا عن مواقف النخبة المتعارضة والمتضاربة أحيانا، فهاهم المئات من العراقيين يتظاهرون في مدينة كربلاء، للمطالبة بتكليف ناشط بارز بتشكيل حكومة جديدة، بدلا من محمد علاوي الذي اختارته الأحزاب الحاكمة، هو علاء الركابي، الصيدلي المتدرب، حاملين صوره. 

ولا تتسع سيرة الركابي الذاتية للكثير سوى كونه متابع من جانب عشرات آلاف العراقيين على تويتر، وينشر باستمرار تسجيلات مصورة تحظى بمشاهدة واسعة، وأطلق مؤخّرا استفتاء بين المتظاهرين في الجنوب وفي بغداد لتحديد ما إذا كانوا يريدونه رئيسا لوزراء. 

ومازاد الأمر تعقيدا خروج الركابي، بتسجيل صوتي، يعلن فيه عن قبول المنصب طالما كان ذلك رأي الشعب.

​​​​​​

التعليقات