بالصور.. معرض 421 يحكي تراث الإمارات بتكنولوجيا الحاضر

"الماضي والحاضر" كلمتان تجتمعان في معرض 421 التابع لمبادرة "لئلا ننسى" في العاصمة الإماراتية أبوظبي، الذي يقام ما بين 4 فبراير إلى 27 أغسطس 2017، ويضم المعرض تراث الأجداد من وسائل الزينة بتكنولوجيا الحاضر.

وتعد "لئلا ننسى" مبادرة فنية شعبية وقاعدة أساسية تهدف لأرشفة وحفظ الصور العامية والتاريخ الشفاهي للإمارات من خلال موقعها الإلكتروني، وورش العمل والمعارض التابعة لها، وأطلقت هذه المبادرة حديثاً تحت رعاية مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان، وهي مبادرة مجتمعية ترحب بمشاركة عامة أفراد المجتمع. ويقدم المعرض دراسة غنية عن الهوية الإماراتية، والتي يتم التعرف عليها من خلال وسائل الزينة، حيث يستكشف المعرض أشكال الزينة الدائمة الملموسة، بما في ذلك الملابس، والبراقع، والمجوهرات، والأسلحة والمستلزمات. كما يشمل المعرض الأغراض الفانية، والجوانب الخفية من الزينة، مثل المعرفة الفطرية، والمهارات اللازمة لصنع مستلزمات الزينة الوقتية، والتي تضم الحناء، والكحل، والعطر، وقصات الشعر.

يتم سرد جوانب الزينة الإماراتية، في كل تعقيداتها وحسها الجمالي، من خلال الأمثلة الشخصية والرؤى التي يقدمها الشعب الإماراتي، ويرحب المعرض الفني التفاعلي بمساهمات الزائرين من الأشياء، والذكريات، والأفكار المتعلقة بالزينة الإماراتية.

تعاونت مبادرة "لئلا ننسى" مع الأستاذة المشاركة في جامعة زايد كارين أوريموس، ومجموعة من طالبتها الإماراتيات في إنشاء السرد البصري الجماعي، لنقل الذكريات، والملاحظات المتعلقة بالزينة الإماراتية من خلال الطباعة، وقد تم بناء الطبعات من صور رقمية تمثل الطريقة التي يتم بها إثراء الذكريات والرؤى والعواطف مع مرور الوقت.

تجول "أعمال الشرق الأوسط" في أركان "لئلا ننسى"، لرصد مقتنيات المعرض وحصلنا على معلومات عنها وفقًا لمعلومات الرسمية المدونة عليها، فكل قطعة في المتحف ورائها حكاية، تروي حقبة، أول ما يراه الزائر في 421 هو مدخل المعرض المزود بكتاب يحمل توقيع الزائرين، وأسماء المساهمين في هذا المكان التاريخي، يليها طبعات على الحائط تشرح مفهوم الزينة وأهميتها في الحياة الثقافية الإماراتية.

وتسهيلاً على الزوار يستهل المعرض بفيلم وثائقي مكون من جزئين وهما موضوع المعرض والكتاب المصاحب له من خلال النظر في الزينة الإماراتية الملموسة وغير الملموسة، ويستجمع محمد الجنيبي ذكرياته عن حكمة جده الراحل وقوة شخصيته من خلال خنجر أعطاه إياه جده، ويمثل المسئولية والرجولة، بالإضافة إلى كونه أداه تزيينية ثمينة، أما في جزء "الزينة غير الملموسة" تنقل شيخة سعيد المنصوري مشاعر الحب والاحترام الذي تكنه لوالدتها الراحلة، من خلال خبرات الفن التقليدي.

وتتضمن مقتنيات المعرض كتاب يستكشف الزينة الإماراتية من خلال تطويع اللغة الفنية، وتتحول حسابات المساهمين الشفوية إلى تصورات حية للقراء من خلال الصور المصاحبة، والنصوص والرسوم التوضيحية، تحتوي على عواطف وذكريات وتأملات وأفكار حفراتها الممتلكات.

وتضم قاعة كبيرة مجموعة من المقتنيات كالأسلحة التراثية والمجوهرات والذهب والحلي بكافة أشكلها، وتشمل المعروضات سيوف وسكاكين "البيشك" التي كانت تستخدم في المنطقة قبل قيام دولة الإمارات العربية المتحدة من نوعين رئيسيين: المستقيم ذو الحدين أو الطويلة والمنحني ذو الحد الواحد، وهناك العديد من المتغيرات القياسية، وذلك وفقا للعصور المختلفة والقبائل، بالإضافة إلى عدد من البنادق التراثية التي كانت تستخدم لأغراض عديدة.

كان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، أول رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة حاكم إمارة أبوظبي، متفانياً، وكريماً مع شعبه، كتعبير عن التقدير والمودة كان الشعب الإماراتي يرتدي الحلى والساعات التي تحمل صورة الشيخ زايد، لهذا نجد مجموعة كبيرة من الحلى مزينة بصورة القائد، كتعبير عن الإخلاص الوطني والإمتنان لقيام الدولة، فكانت لهذه القلائد قيمة تفوق القيمة المادية.

وعلى مر الأزمنة أعجب الناس بالذهب لندرته وجماله وطواعتيه، وتألقه الدائم، وقيمته الاقتصادية المستقرة منذ مر العصور القديمة، وقد مكن المردود المادي من اللؤلؤ عائلات محلية على تحمل تكاليف الذهب والمجوهرات، وقامت مجموعة من أفراد المجتمع الإماراتي بإعارة المجوهرات المعروضة لمبادرة "لئلا ننسى"، وتم توثيق كل قطعة بعناية قبل إدراجها في الأرشيف، كما قامت "شونا إميج"، وهي طالبة من جامعة أدنبره، قضت فترة التدريب الصيفي مع "لئلا ننسى" برسم ودراسة هذه القطع الثمينة من الذهب والمجوهرات الإماراتية، كجزء من بحثها الذي يدرس المقتنيات التي يتم جمعها من قبل أفراد المجتمع.

وفي الحجرة التالية مجموعة من الملابس التراثية معلقة بطريقة جمالية عن طريق الحبال، وآلة خياطة، تم استيرادها وإدخالها إلى المنازل الإماراتية، جنبا إلى جنب مع وسائل الراحة الحديثة الآخرى بعد اكتشاف النفط، وسرعان ما اصبحت أنماط الملابس الغربية والأقمشة الجديدة، وتعلمت المرأة الإماراتية خياطة الملابس خاصة للأطفال.

ويبقى ارتداء البرقع اليوم تقليد من جيل معين من الإماراتيات فقط،وحرص المعرض على ضم عدد من البراقع التي كانت ترتديها المرأة الإماراتية  طوال اليوم وقمن بإزالته عند النوم، وقد كانت تخزن بعض الجدات البرقع أحيانا في علبة الشوكولاتة في العقود الماضية.

ليست كل الهدايا للزينة دائما، يعرض "لئلا ننسى" رسوم متحركة بتقنية إيقاف الحركة، وهو تركيب فني له جوانب عابرة لتقاليد المهور، بالتعاون مع العديد من المتدربين والموظفين، ويتضمن العمل اثنين من قصص المهر غير الملموسة، ومجموعة من اللآلئ متنوعة الأحجام التي كانت تقدم كمهر قديما.

وتبدأ طقوس انتقال من كونها ابنة إلى أن تصبح زوجة من خلال تعبئة رمزية لصناديق المهر، تضاف إلى صناديق المهر عناصر محددة بعناية مثل الأقمشة، والملابس الجاهزة، والإكسسوارات، والمجوهرات الثمينة، لمرافقة العروس إلى منزلها الجديد، لذلك يتضمن المعرض عدد من صناديق المهر بأشكال عديدة كشاهد على زواج المرأة الإماراتية والتقاليد.

ويحتوي المعرض على مجموعة من العطور التقليدية الإماراتية ويتيح للصناع المشاركة لعرض منتجاتهم، كما يتضمن قسم عن أدوات الحناء وشرح بأشعة الليزر لأماكن وضع الحناء على اليدين والقدمين.

ويستضيف معرض 421 للمرة الأولى برنامج "النادي الصيفي"، وذلك خلال الفترة ما بين 16 يوليو وحتى 10 أغسطس 2017، ويدعو البرنامج المشاركين من جميع الأعمار للإستمتاع بأنشطة متفردة تستمر لمدة 4 أسابيع، وتتكون من سلسلة من ورش العمل والفعاليات الإستكشافية والفنية والموسيقية، وكذلك فنون التصميم والأداء الإستعراضي، والصحة والتغذية وألعاب لوحية مسلية بالإضافة لعروض الأفلام.

التعليقات