مر نحو 120 يوما منذ أن اندلعت شرارة الاحتجاجات العراقية، لم تسفر عن نتيجة حتى الأن سوى استقالة عادل عبد المهدي، رئيس الحكومة السابق، فيما لم يتولى رئاسة الحكومة العراقية أحد حتى الأن، الأمر الذي يضع العراق في موقف حرجة دون رئيس وزراء للبلاد منذ أكثر من شهرين، تزامناً مع حركة احتجاجات لا تهدأ في الشارع العراقي تسفر بشكل شبه يومي عن سقوط جرحى وقتلى بالعشرات، زد على ذلك حالة الانفلات الأمني.
رئيس الحكومة "غامض"
مازالت الجهود الحثيثة التي يبذلها الرئيس العراقي برهم صالح، للبحث عن مرشح لرئاسة الحكومة الجديدة، مستمرة منذ نهاية شهر نوفمبر 2019 الماضي حتى الأن، حيث لم تنقطع سلسلة المشاورات والترشيحات واللقاءات التي يعقدها باستمرار مع المرشحين، فبعد أن قام بترشيح خمسة مرشحين لتولي رئاسة الحكومة العراقية هم "قاسم الأعرجي، ومصطفى الكاظمي، وعلي علاوي، ومحمد توفيق علاوي - وزير الاتصالات السابق، وعلي شكري - مستشار رئاسة الجمهورية".
ويقع الرئيس العراقي بين شقي رحى أولها الاعتذارات المتتالية التي يقدمها مرشحي الحكومة، وثانيها رفض الشارع للأسماء المرشحة، أما الشق الأخر والأكثر خطورة هو انتهاء المهلة الدستورية لتكليف رئيس وزراء جديد، الأمر الذي يضع الدولة العراقية في خطر فراغ دستوري بسبب غياب شخص مكلف بهذا الموقع المحوري والحساس.
عنف لا يتوقف
لا تتوقف دائرة العنف داخل الشارع العراقي، حيث اتخذت الاحتجاجات العراقية منذ بدايتها منحاً عنيفاً سقط خلاله العشرات بل المئات من الجرحى والقتلى، وفي المقابل الاعتداء على المؤسسات العامة في العراق، تزامناً مع المواجهات الشرسة بين قوات الأمن العراقية من ناحية والمحتجين من ناحية أخرى.
وشهدت الساعات الأخيرة مقتل ستة عراقيين بينهم شرطيان حتفهم وأصيب العشرات في العاصمة بغداد ومدن أخرى خلال اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن، حيث توفي ثلاثة من المحتجين في المستشفى متأثرين بالجروح التي أصيبوا بها بعد أن أطلقت الشرطة الذخيرة الحية في ساحة الطيران في بغداد، كما أُصيب إثنين آخرين بأعيرة نارية بينما أصابت الثالث قنبلة غاز مسيل للدموع، في المقابل ألقى المحتجون القنابل الحارقة والحجارة على الشرطة التي ردت بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت.
إنفلات أمني
استغلت بعد العناصر عملية الانفلات الأمني داخل العراق لتقوم بعمليات عنف موسعة، على غرار إطلاق الصواريخ على المناطق العسكرية، فتوالت صواريخ الكاتيوشا على المنطقة الخضراء شديدة التحصين داخل بغداد التي تضم أبنية حكومية وبعثات أجنبية.
وكانت منطقة الزعفرانية مصدراً لإطلاق صواريخ الكاتيوشا أكثر من مرة منذ مقتل قائد الحرس الثوري، قاسم سليماني، فمنها ما يسقط قرب السفارة الأميركية، أما الأخر فيسقط داخل المنطقة الخضراء، كما اتخذ العنف شكلاً أخر جنوب العراق، حيث أشعل مئات المحتجين النار في إطارات السيارات وأغلقوا طرقا رئيسية في عدة مدن من بينها الناصرية وكربلاء والعمارة.
التعليقات