افتتح سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس اللجنة العليا لـ "إكسبو 2020 دبي" اليوم جناح دولة الإمارات في إكسبو 2017 أستانا الذي يتولى المجلس الوطني للإعلام تنظيمه وإدارته والإشراف عليه، وذلك بحضور معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير دولة، رئيس المجلس الوطني للإعلام، وسعادة الدكتور محمد الجابر، سفير دولة الإمارات لدى جمهورية كازخستان، وسعادة منصور المنصوري، مدير عام المجلس الوطني للإعلام، كما حضر الافتتاح سعادة السفير خيرات لاما شريف، سفير جمهورية كازخستان لدى الإمارات.
ويمثل جناح دولة الإمارات منصة تفاعلية تتيح للزوار التعرف على ريادة الدولة في مستقبل قطاع الطاقة، وحلوله المتعددة، ودمج الزوّار مع قيم المجتمع وأنماط الحياة السائدة في الدولة وإظهار وجهها الحضاري المشرق وانفتاح أبنائها على العالم. كما يقدم الجناح محتوى غنياً ومتنوعاً يعكس استراتيجية الدولة القائمة على التنوع في مصادر الطاقة، و يبرز التعاون في المشاريع العالمية المشتركة في مجال الطاقة المتجددة.
وفي هذه المناسبة، قال سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم: "مشاركة دولة الإمارات في إكسبو أستانا تكتسب أهمية خاصة كونها تمهد لاستضافة الدولة لإكسبو 2020 دبي، والذي سيمثل أول معرض إكسبو تجري فعالياته في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا، والذي يعد مصدر فخر لكل المواطنين والمقيمين في دولة الإمارات، ومؤشراً على الإنجازات والتطلعات المستقبلية الطموحة للدولة. كما أشاد سموه بالدور الكبير الذي يقوم به المتطوعون الإماراتيون الشباب في تشغيل وإدارة الجناح استعدادا منهم للحدث العالمي الأبرز اكسبو 2020 دبي.
من جهته قال معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر: "تماشيا مع توجيهات القيادة الرشيدة قام المجلس بالتعاون والتنسيق مع كافة الجهات المعنية في الدولة لضمان أن يقدم جناح الدولة في اكسبو أستانة للزوار صورة مشرقة، تعكس النهضة الحضارية الكبيرة التي تشهدها الدولة في ظل القيادة الحكيمة، وأن يعرض لهم قصة نجاح الإمارات في التمسك بجذورها وقيمها وتراثها العريق. ومن خلال هذا الجناح يستطيع الزائر مشاهدة تجربة دولة الإمارات الحكيمة في مد جسور التواصل والتعاون مع المجتمع الدولي بشتى المجالات والقطاعات. وكذلك في استشراف المستقبل وإرساء أسس وركائز صلبة تضمن لأجيال الغد الموارد والممكنات التي تؤمن لهم العيش باستدامة واستقرار".
وأضاف: "التنمية المستدامة هي نهج راسخٌ، وركيزة رئيسة لتوجهات الدولة في التخطيط المستقبل، لاسيما في ظل التقدم الكبير الذي تشهده الدولة في المجالات كافة، والذي جاء نتيجة لرؤية القيادة وجهودها لبناء دولة عصرية حديثة توفر لأبنائها كافة الخدمات والممكنات. ويمثل جناح دولة الإمارات في إكسبو أستانا منصة لعرض إنجازاتنا الوطنية في مختلف المجالات بما فيها المبادرات والحلول والمشاريع المبتكرة التي تم تصميمها لضمان أمن الطاقة وتعزيز الاقتصاد والجمع بين التقدم الاقتصادي والتكنولوجي والمعرفي والاجتماعي".
وأوضح معاليه أن المجلس الوطني للإعلام يتطلع إلى نقل تجارب دولة الإمارات الريادية للعالم عبر تسليط الضوء على الإنجازات الوطنية وتعريف العالم بتراث الدولة وثقافتها الأصيلة ووجهها الحضاري المشرق من جهة، والترويج الفعال لاستضافة إكسبو 2020 في دبي من جهة أخرى.
وقال معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر: سيشكل محتوى معرض إكسبو 2020 تجسيداً عملياً لشعار "تواصل العقول وصنع المستقبل"، حيث أننا نتطلع وبناءً على النجاح الذي نحرص على تحقيقه في إكسبو أستانا 2017 على تعزيز الطاقة الإيجابية
ونقلها عبر معرض اكسبو 2020 دبي بما يجسد مبادئ دولة الإمارات في بناء جسور التعاون والشراكة لبناء مستقبل أفضل للبشرية خلال العقود المقبلة.
وأضاف "يشكل معرض إكسبو 2020 دبي منصة استثنائية تتيح للمجتمع العالمي التعاون معاً لاكتشاف الحلول المبتكرة والرائدة في مجالات الاستدامة، والنقل والفرص الجديدة لتحقيق النمو الاقتصادي ، كما يتيح للمشاركين إبراز الإنجازات وتبادل المعارف والخبرات وجذب الاستثمارات وعقد الاتفاقات التجارية، ويعزز السياحة وتحفيز التعاون الدولي، وهو تعبير حي عن التقدم غير المسبوق الذي حققته دولة الإمارات خلال 40 عاماً، ومنصة لتحقيق رؤية دولة الإمارات في المساهمة الفاعلة في إحداث التغيير الحقيقي والإيجابي.
تصميم الجناح
تم تصميم أرضية الجناح بطريقة مستوحاة من الكثبان الرملية في صحراء ليوا الإماراتية، كما يبهر الزوار برؤية أفق العاصمة أبوظبي من خلال تصميمٍ لمقولة الأب المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه": "مهما أقمنا من مباني ومنشآت ومدارس ومستشفيـات.. ومهما مددنا من جسور وأقمنا من زينات فإن ذلك كله يظل كياناً مادياً لا روح فيه ... وغير قادر على الاستمرار ... إن روح كل ذلك "الإنسان". الإنسان القادر بفكره، القادر بفنه وإمكانياته على صيانة كل هذه المنشآت، والتقدم بها والنمو معها".
ويضم الجناح عروضاً تفاعلية لمجموعة رائعة من الأفلام التي تسلّط الضوء على استراتيجية قطاع الطاقة ومستقبله في الإمارات، وكذلك مشاريع الدولة في مجال الطاقة المستدامة، مثل مشروع مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية، الذي تنفذه هيئة مياه وكهرباء دبي، ويعتبر أكبر مشروع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم، وسيقوم بإنتاج 5000 ميجا واط من الطاقة الشمسية عند انتهائه في عام 2030، وكذلك ما قدمته "مصدر" في مجال الطاقة المتجددة، حيث استثمرت في مشاريع مشتركة بلغت قيمتها الإجمالية 8.5 مليار دولار أمريكي، تتوزع في منطقة
الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وغرب أوروبا وتصل قدرتها الإجمالية لتوليد الكهرباء إلى 2.7 جيجا واط.
وبالإضافة إلى ذلك، تم تأسيس مؤسسة الإمارات للطاقة النووية بهدف توفير مصدر جديد للطاقة بما يصل إلى 25% من احتياجات الدولة للطاقة الكهربائية، إلى جانب تقليل الانبعاثات الكربونية بنحو 12 مليون طن سنويًا.
ولاستكشاف ماضي وحاضر ومستقبل قطاع الطاقة المستدامة في دولة الإمارات، يضم الجناح مسرحاً مفتوح بزاوية قدرها 270 درجة ليقدم تجربة فريدة للتعرف على الحياة في الدولة وتطورها. مع التركيز على جوانب الاستدامة والبيئة، وكذلك على التقدم المستمر لقطاع الطاقة من خلال الابتكار والتقنيات المتقدمة.
ويتضمن الجناح ايضاً ركناً للتعريف بإكسبو 2020 دبي الذي تستضيفه الدولة تحت شعار: "تواصل العقول وصنع المستقبل"، إذ ستكون هذه المرة الأولى التي يُنظّم فيها المعرض في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، ليشكل منصة لتحفيز الإبداع والابتكار والتعاون على مستوى العالم ويلخص رؤية دولة الإمارات لتحقيق أقصى معدلات الاستفادة من خلال تعزيز النمو الاقتصادي والاجتماعي محلياً وإقليمياً وتقديم صورة صادقة عن الإمارات العربية المتحدة والعالم العربي.
ويعد جناح دولة الإمارات في إكسبو أستانا 2017 من أكبر الأجنحة في المعرض من حيث مساحته التي تزيد على 980 متراً مربعاً، وقد تم تصميمه ليستقبل نحو 7000 زائر في اليوم. كما يتمتع الجناح بخصائص رقمية تفاعلية مميزة لتعزيز تفاعل ضيوف الجناح مع المعلومات والبيانات، بما فيها "مضيف" افتراضي لتقديم المعلومات الإرشادية، وتجارب فردية للتعرف على مختلف جوانب الجناح، بالإضافة الى ملخصات إلكترونية لرحلة الزائر عند الانتهاء من الجولة.
الجدير بالذكر أن كازاخستان الدولة الرابعة آسيوياً التي تنظم حدث الإكسبو الذي يأتي هذه المرة بنسخته المختصة التي تمتد لثلاثة شهور فقط، وذلك بعد أن قامت اليابان وكوريا الجنوبية بتنظيم النسخة المختصة في أعوام 2005 و 2012 على التوالي ونظمت شنغهاي الصينية المعرض الدولي في 2010 . ووفقاً للتقديرات
الأولية، من المتوقع أن يستقبل المعرض ما يزيد على خمسة ملايين زائر من 100 دولة، وعشر منظمات دولية، وتبلغ مساحة المعرض الكلي 113 هكتاراً منها 25 هكتاراً لشغل 93 جناح عرض.
التعليقات