تعرف على حجم خسائر قطر الفادحة بعد المقاطعة

نشر موقع "روسيا اليوم" تقريراً حول حجم خساير قطر بعد قرار المقاطعة الرباعي، فتكلفة الأزمة العربية – القطرية بلغت مليارات الدولارات بسبب كبح

التجارة والاستثمار بين قطر ودول عدة أهمهم دول الجوار التي تتمتع بنشاط تجاري كبير، لاعتماد قطر على امدادها بالمواد الغذائية عبر الحدود البرية مع السعودية تحديداً.

وتأتي الأزمة في ظل زيادة تكاليف الاقتراض في وقت تعاني فيه المنطقة من تداعيات انخفاض أسعار النفط.

وذكر التقرير أن قطر تمتلك صندوق ثروة سيادي ضخم بأصول تقدر بنحو 335 مليار دولار، ما يجعلها قادرة على تفادي أزمة اقتصادية بسبب مقاطعتها من قبل عدد من الدول العربية، بسبب دعمها لـ"الإرهاب" وزعزعة الاستقرار الداخلي لدول المنطقة.

وبفضل مرافق موانئها الموسعة حديثاً يستطيع البلد الصغير مواصلة تصدير الغاز الطبيعي المسال الذي حقق له فائضا تجاريا بلغ 2.7 مليار دولار في أبريل الماضي، واستيراد السلع التي كانت تأتيها برا عبر الحدود السعودية، المغلقة حاليا، عن طريق البحر.

شركات الطيران القطرية محاصرة

وأعلنت مجموعة من شركات الطيران التابعة للدول المقاطعة وقف رحلاتها من وإلى قطر، مثل "مصر للطيران"، و"الاتحاد للطيران" الإماراتية، وخطوط "طيران الإمارات"، و"فلاي دبي" للطيران و"طيران الخليج" التابعة للبحرين.

واتخذت قطر موقف مماثل مع الدول الأربعة، ويكلف هذا قطر الكثير من الوقت والمال بسبب إغلاق الحدود في وجه الطائرات القطرية، وكذلك الحال مع المياه الإقليمية والسفن، والحدود البرية، لتلجأ الدوحة إلى إيران للعبور منها لفك الحصار.

الدوحة في زعر بسبب الغذاء

ويعتبر الغذاء هو العائق الأكبر أمام دولة قطر بعد المقاطعة، بعد إغلاق الحدود البرية مع السعودية التي كانت تستمد منها أغلب المواد الغذائية نظراً لقلة تكلفة النقل البري، وتبلغ واردات قطر من الغذاء 1.05 مليار دولار عام 2015 نحو 309 ملايين دولار منها من السعودية والإمارات، ولجأت قطر إلى إيران وتركيا لسد العجز، بعد الزعر الذي اجتاح الدولة وتجمهر المواطنين أمام المتاجر لتخزين العلاج.

إنشاءات كأس العالم 2022

وتبذل الحكومة القطرية كل جهدها في الداخل والخارج الإنشاءات الخاصة بكأس العالم 2022، الذي بلغ حتى الآن أكثر من 200 مليار دولار، وتأتي معظم مواد البناء والتشييد عبر الحدود البرية والبحرية مع المملكة العربية السعودية من بينها الحديد والإسمنت، ومع إغلاق الحدود في وجه الجارة سترتفع تكاليف البناء بسبب عدم إمكانية الإستيراد والتكلفة الضخمة.

تجارة الدوحة في مأزق

ألغت العديد من الشركات الخليجية المستثمرة في قطر صفقاتها، من بينها تلك العاملة في قطاع التجزئة، وهذه المتاجر ستغلق أبوابها على الأرجح، كما أن نادي الأهلي السعودي ألغى اتفاقية الرعاية مع الخطوط الجوية القطرية.

السندات

وكشفت "روسيا اليوم" أنه لم يطرأ تغيير يذكر على سندات دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى، لكن بعض المصرفيين الأجانب قالوا إن تكاليف الاقتراض قد تزيد على المنطقة كلها إذا استمرت التوترات الدبلوماسية.

فيما هبطت السندات الدولارية السيادية لقطر استحقاق 2026 بواقع 1.8 سنتا إلى 99 سنتا للدولار لتمثل أقل مستوى لها منذ مارس. بينما ارتفعت تكلفة التأمين على الديون السيادية القطرية.

وكذلك انخفضت السندات الأقصر أجلا، استحقاق 2019 مسجلة أدنى مستوى لها منذ أواخر 2013 على الأقل.

حركة المواطنين

يتضمن قرار قطع العلاقات حظر سفر مواطني السعودية والإمارات والبحرين إلى قطر، أو العيش فيها، أو المرور عبرها، حسبما أفادت الحكومة السعودية، التي وضعت مهلة 14 يوما لمواطنيها لمغادرتها.

ومن جهة أخرى، فإنه سيكون أمام القطريين الفترة ذاتها لمغادرة السعودية والإمارات والبحرين.

ومن شأن فقدان هذه الأيدي العاملة أن يُسبب مشكلة للشركات المحلية والدولية العاملة في هذه الدولة الخليجية الصغيرة. خاصة إذ اتخذت القاهرة قرارا مشابها والتي يوجد فيها 180 ألف مصري يعيشون في قطر، والكثير منهم يعملون في قطاعات الهندسة والطب والقانون وكذلك الإنشاءات.

الأسهم صاحبة الخسارة الأكبر في الأزمة

وذكر التقرير أن مؤشر البورصة القطرية تراجع في بداية تعاملاتها بأكثر من 7% أي بمقدار 718 نقطة، ليصل إلى مستوى عند 9202 نقطة، بتداولات بلغت نحو 235 مليون ريال.

وذلك على الرغم من أن السعودية ودول الخليج العربية الأخرى لا تسهم بأكثر من 5 إلى 10% من تداولات سوق الأسهم القطرية، وفقا لبيانات البورصة، مما يعني أنه حتى الانسحاب الكامل لن يهوي بالسوق.

وقال مصرفيون في القاهرة إن بعض البنوك المصرية أوقفت بعض المعاملات مع نظيرتها القطرية. ومن غير الواضح ما إذا كانت البنوك الخليجية ستحذو حذوها لكن مصرفيين ببنوك تجارية إماراتية أبلغوا "رويترز" أنهم ينتظرون توجيهات البنك المركزي.

التعليقات