قطر تفقد توازنها بعد الحصار.. والخسارة تقدر بـ7% من قيمة الأسهم

استقيظ العالم العربي على قرار جماعي من السعودية ومصر والإمارات والبحرين، بقطع العلاقات مع قطر، واستجاب للقرار دول أخرى مثل الأردن ليبيا والمغرب واليمن وجيبوتي وذلك بسبب دعمها للإرهاب وتصريحات تميم بن حمد حول دولة إيران، ولم يقتصر القرار على التمثيل الدبلوماسي فقط بل وصل الأمر إلى منع الطيران القطري من العبور في المجال الجوي لهذه الدول وكذلك بالنسبة للسفن والمياه الإقليمية، لتصل خسارة الإمارة إلى مليارات الدولارات، مع توقع العديد من الخبراء الاقتصاديين بتفاقم الأزمة الأيام القادمة.

وكشفت صحيفة "فايننشال تايمز" في تقرير لها عن الآثار الإقتصادية بعد قرار مقاطعة الذي اتخذته العديد من الدول العربية، بعد دعمه للجماعات والحركات الإرهابية في العديد من الدول، وأيضاً تصريحات تميم بن حمد حول علاقته بدولة إيران.

كما ذكرت الصحيفة إلى أن التحركات العربية تجاه قطر كلفتها خسارة تقدر بـ8 مليارات دولار من قيمة أسهم الدولة ذات الاستثمارات الكبيرة في بريطانيا، وقدرت القيمة الإجمالية للأسهم بنسبة 7% في الأسواق المالية.

كما ارتفعت قيمة المواد الغذائية في قطر بعد القرار نظراً لعبور معظمها من المنفذ البري مع المملكة العربية السعودية، مما أدى إلى زيادة الأسعار بعد اللجؤ إلى مصادر أخرى غير الطرق البرية مع المملكة، عن طريق النقل البحري والجوي، مما دفع المواطنين القطريين إلى التجمهر أمام المتاجر للحصول على أكبر قدر ممكن من المواد الغذائية والمياه.

وحاولت وزارة الاقتصاد والتجارة القطرية القطرية في تغريدة لها عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، طمئنت مواطنيها بتوافر السلع الغذائية والاستهلاكية في الأسواق، وأن أغلب السلع تدخل عبر النقل البحري والجوي.

فيما استغلت إيران الحصار العربي لقطر وأعربت عن استعدادها لتصدير محاصيل زراعية ومواد غذائية عبر موانئ جنوب إيران في غضون 12 ساعة، وذلك عوضاً عن استيراد الدوحة لمنتجات غذائية تقدر بـ5 مليارات دولار من السعودية والإمارات ومصر.

وقال الدكتورأنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أن ما حدث هو عملية تراكم جراء سلوك قطر في المنطقة وخاصة في الآونة الأخيرة، وكان هناك دعم لوجستياً كبير جداً للجماعات المتطرفة، إلى جانب الدعم المقدم إلى حداً ما إلى الجماعات الإرهابية مثل جبهة النصرة وجماعات في ليبيا وسيناء المصرية، وهذا هو جوهر الموضوع.

وأضاف قرقاش في تصريحات خلال لقائه مع قناة CNN  الأمريكية أنه ازدواجية قطر بددت الثقة القائمة بعد الاستمرار في دعم جماعات مسلحة، كما أن الدوحة بنت في الآونة الكثير شبكة كبيرة من الاتصالات مثل الفدية الضخمة التي دفعت للجماعات الإرهابية في سوريا والعراق، واستخدمت لأداة لتمويه الدعم للجماعات هناك، مشيراً إلى أن هناك أدلة أخرى لشحنات أسلحة لجماعات في ليبيا، وقد تم عمل مباحثات ثنائية لحل هذه الأمور بهودء ولم يتم الوصول لنتيجة، ولذلك تم التحرك.

وتابع: "الدول المعنية وهم السعودية ومصر والإمارات والبحرين تشعر بأن الكيل قد طفح الرسالة جراء الإدواجية القطرية وتوجيه رسالة واضحة بأن الوقت قد حان لأصحاب السياسات الهادئة من أجل إعادة هيكلة سلوك قطر في السياسة الخارجية، الرسالة الثانية إنه في حالة عدم حدوث التغير الذي نريده فقطر ستكون بمفردها، وعليها إدارة اقتصادها بمفردها، و لا نريد شريك يجلس معنا على الطاولة، ولكنه في الوقت عنيه يزعزع استقرار الداخلي والأمن الإقليمي".

فيما علق الخبير الاقتصادي محمد نجم على الأزمة قائلاً: "الريال القطري هبط إلى مستوى غير مسبوق، بالإضافة إلى السندات الدولارية، كما أنه صدر تقرير قبل قطع العلاقات من وكالة موديز للتصنيف الائتماني بخفض تصنيف قطر، فعليكم تخيل ما سيحدث بعد الحصار، فقطر تعتمد على تصطير الغاز فقط وتستور كل منتجانتها الغذائية من الخارج، وذلك سيتسبب في زيادة أسعار المنتجات إلى الضعف وأكثر".

وقال المستشار محمود الجمل ، رئيس المؤسسة الوطنية لمكافحة الإرهاب والتطرف، أن قطع مصر والسعودية والإمارات والبحرين واليمن علاقتها الدبلوماسية مع قطر هو أصوب قرار للدول العربية منذ زمن طويل، وكان لابد أن تتخذه هذه الدول منذ فترة طويلة، مضيفاً: "سبق وطالبنا بضرورة عقوبة الدول الحاضنة للإرهاب من خلال سحب مصر التمثيل الدبلوماسى وقطع العلاقات معها".

 وأكد الجمل فى بيان صحفى له أن هذا القرار هو الرادع الوحيد لقطر لكى تعرف مقدارها بين الدول العربية، وأن القرار يعكس أيضاً وجهة نظر عربية متكاملة صوبت مسار القرارات التى يتخذها حكام ورؤساء الوطن العربى، كما أنه يعتبر أول ضربة لطاعون الإرهاب الذى استشرى فى جسد الأمة العربية وفتت أمنها وقواها.

 كما أشار رئيس المؤسسة الوطنية لمكافحة الإرهاب والتطرف إلى أن هذا القرار ليس سياسى ولكنه إجتماعى، لأنه يوضح وجهة نظر الشارع العربى وليس الحكام العرب ، داعياً حكام قطر أن تصوب قرارتها خلال المرحله المقبلة، لأنه مهما كانت المقاطعه فإنها ستكون لوقت معين وليس فترة طويلة إلا إذا استمرت قطر فى دعمها للإرهاب.

التعليقات