"فضح تاريخ قوى الشر الثلاثة ضد السعودية"

"فضح تاريخ قوى الشر الثلاثة ضد السعودية"

د.سميه عسله

نشر موقع "انترسبت" الأمريكى وثائق سرية قالت إن تركيا استضافت اجتماعا سريا في إبريل 2014، جمع قيادات من فيلق القدس الإيراني وقيادات من تنظيم الإخوان الإرهابيين الذين تستضيفهم تركيا على أراضيها.

أنه بحسب الموقع فقد كان الهدف من الاجتماع هو التآمر ضد السعودية، وحسب الوثائق المسربة ، فإن الاجتماع السري جاء في لحظة حرجة لكلا الطرفين، كما كان محاولة من الإخوان وإيران للحفاظ على الاتصال بينهما، وتحديد ما إذا كان لا يزال بإمكانهما العمل معًا.

اختيار توقيت الاجتماع ومكانه

ولعل التوقيت الذي اختارته قوى الشر من الجانب الايراني والاخواني جاء في وقت حساس بالنسبه للجماعة المحظورة في مصر تحديدا بعد عزل رئيس الاخوان محمد مرسي وألقائه هو ورموز الجماعه ومواليهم في السجن للتحقيق في عدة تهم بالتخابر والفساد وهدم الدولة المصريه بدعم مادي ومعنوي خارجي تقوم عليه قطر وتركيا ،وكذلك الدعم العسكري من قبل تنظيم حماس الارهابي وهو الجناح المسلح للاخوان المسلمين في مصر، وبالتالي لم يتردد ممثلي الاخوان وايران الداعمه لهم في اختيار تركيا كموقع وبيئة ملائمة لهم للحديث عن عدة أمور على رأسها  الانتقام وتدبير المؤمرات ضد السعودية،بحضور ومباركة من تنظيم الحمدين القطري.

في الحقيقه الامر لم أتفاجئ عندما علمت بهذا الاجتماع السري لقوى الشر الثلاثة،و الذي أفتضح سره من قبل وكالة "انترسبت"،فالتاريخ شاهد على التقارب الايراني الاخواني والذي بدا واضحا خلال فترة التوتر التي حدثت بين الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وجماعة الاخوان المسلمين، وذلك بعد حملة الاعتقالات والرقابه المشدده التي نفذت في حقهم ،مما جعلهم يبحثون عن تحالفات خارجيه من أجل الحصول على الدعم المادي والمعنوي اللازم لاستمرار بقائهم والحفاظ على نفوذهم داخل مصر والمنطقه بأسرها،وهذا ما استطاعت ايران ان تمنحهم إياه،على الرغم من اختلاف المذاهب بين تحالف الهلالين السني والشيعي، ألا إن الهدف السياسي الواحد جمعهما معا ،فكلاهما يؤمن "بمشروع المجاهد المسلم العالمي" والذي يحمل نفس الافكار وان اختلفت العقيده الدينيه وهو ان كافة المسلمين والبلاد الاسلاميه جغرافيا واحده تخضع لحكم واحد ،ويتحقق ذلك بتسخير الدين الاسلامي للحصول على أكبر المكاسب السياسية والسيطره على كرسي الحكم ومنح الحاكم حينها الشرعية السياسية والدينية المطلقه، فلا يجوز الخروج عليه كما هو متمثل في  "ولاية الفقيه الايرانيه وعباءة المرشد الاخوانية"، وفي سياق ذلك لا يمكن ان ننسى ان مرشد الثورة الاسلامية أية الله علي خامنئي هو أول من قام بترجمة كتب مرشد الاخوان المسلمين حسن البنا، ولا يمكن للمصريين ان ينسوا مشهد ثورة يناير ٢٠١٢ حين سمح الاخوان المسلمين للمرشد الايراني ان يلقي كلمته مخاطباً حشود الثوار المصريين بميدان التحرير،بعد ان استطاعت عناصر الاخوان ركوب الثورة بعد ان تأكدوا انها نجحت ، في حين ان رموز جماعة الاخوان كانوا يصرحون بعدم شرعية الخروج على الحاكم ويكفرون الثوار.

عطفا على ذلك فالتاريخ يذكر جيدا تلك المنافسه الشرسه بين القيادي بجماعة الاخوان المسلمين ابراهيم صلاح ويوسف ندا ،وتلك المبارزة التي كانت بينهما للحصول على لقب منسق العلاقات الايرانيه الاخوانيه المشتركه وكأنه وسام شرف يتسابقان إليه،وهو ما يؤكد على ان ايران في ذاك الوقت وجدت لها ذراع جديد داخل مصر التي لا تخضع لنفوذها بمقابل ان الاخوان وجدوا دعما قويا من ايران يغنيهم عن ما تعرضوا إليه من اعتقالات زمن الرئيس الراحل عبدالناصر،فتركيا وان كانت ومازالت مرعى للعناصر الارهابيه ولكنها لم تكن يوما محل ثقه لدى جماعة الاخوان المسلمين.

وهذا ما يجعلنا نطرح سؤالين مهمين ماذا تريد كل دولة من الاخرى وما هدف اجتماع قوى الشر الثلاث في تركيا برعاية قطريه؟ 

بالنسبة لاهداف قطر من التآمر على السعودية فالإجابه بسيطه نظام الحمدين القطري هو اداة لتنفيذ مخططات اسرائيل بالمنطقه تنفيذا لقاعدة"فرق تسد" وتميم مأمور بدعم الارهاب داخل المنطقه العربيه وبالأخص السعوديه كونها تحتل مكانه اسلامية وعربيه وعالميه قوية وتحظى بقيادة استطاعت في وقت بسيط ان تصنع انجازات مشهودة داخل المملكة وخارجها،بل وتوجيه الدعم لكافة الدول الاسلاميه المنكوبه والحفاظ على صحيح العقيدة الاسلامية بدعم وتقوية المؤسسات الدينيه الوسطية حول العالم بما يحبط هدف ايران ويفشل مشاريعها الدينيه والسياسيه في المنطقه.

وعندما نتطرق لأهداف ايران من التآمر على السعودية ،فالاجابه واضحه وهو ان نظام الملالي له مشروع ديني وسياسي في المنطقه ونجاح المشروع السياسي بإستعادة دولة فارس قائم على نجاح المشروع الديني وهو نشر التشيع والطائفيه وتحريف صحيح الدين الاسلامي داخل الدول العربيه وهذا ما تتصدى له السعودية بقوة وحزم.ولقد شهدنا جميعا مظاهرات العراق ولبنان حاليا والتي تنادي برحيل الغزو ا السياسي والديني الايراني من بلدانهم.

وبالحديث عن اهداف تركيا من عقد اجتماعات سرية ضد السعودية، فعلينا ان نعلم جيدا ان نظام أردوغان يخطط لاستعادة الدولة العثمانية والخلافه ،وان تركيا وجدت في جماعة الاخوان المسلمين ضالتها،فكلاهما يؤمن بالعبودية ويقر ان الوطن حفنة من التراب وانه لا حياة دون ان يسترجعوا الخلافة الاسلامية،فلا عجب ان ترى تطابق في استراتيجية ايران وتركيا في النفوذ والتمدد من خلال نشر وتعميق المشروع الديني داخل عقول وقلوب الشباب كفئة رئيسية ثم بعد ذلك تمكين مشروعهما السياسي في عقول الشباب.وهذا ايضا ما تحاربه السعوديه من خلال دعم المؤسسات والهيئات الدينيه والثقافيه المعتدله في كافة الدول الاسلامية.

اذا فلا عجب ان تجتمع قوى الشر الثلاثة لتتآمر ضد السعودية، وان كانت حماس لم يعلن حضورها ذاك الاجتماع السري ولكن يبقى تصريح زعيم حماس الاسبوع الماضي وهو يعترف بصوت عال خلال اجتماعه بالعناصر التابعه له قائلا "ان ايران دعمتنا ماديا ومعنويا ولها فضل كبير في بقاء حماس ودعم أنشطته"، وهذا ما يؤكد على ما تردد مؤخرا من اشتراك حماس في اجتماع سري بحضور قاسم سليماني ورموز قطرية في سبتمبر ٢٠١٤ على الاراضي التركية،بهدف التخطيط لدعم الحوثي في اليمن ومده بالاسلحه لمهاجمة السعودية واضعافها في اليمن بل وتهديد امنها القومي والتأثير على اقتصادها.

د.سميه عسله

خبيرة بالشؤون الايرانية

التعليقات