أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" برنامج قيادات التسامح العالمية تزامناً مع اليوم العالمي للتسامح، جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد في مقر اليونسكو بمشاركة نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، وندى الناشف، مساعدة المدير العامة لقطاع العلوم الاجتماعية والإنسانية في اليونسكو.
ويتلخص هدف البرنامج في مشاركة العالم النموذج الإماراتي في بناء مجتمعات التسامح، من خلال تأهيل كوادر من مختلف الدول تركز على تعزيز ثقافة التسامح في المجتمع، وتشجيع الأفراد على تبني القيم الإيجابية المرتبطة بالتعايش والحوار الحضاري، كما تشكل هذه المبادرة خطوة نوعية ضمن مساعي اليونسكو في بناء مجتمعات عادلة وآمنة من خلال المشاركة الفعالة للشباب والشابات.
وأكدت نورة الكعبي، أن شراكة دولة الإمارات مع منظمة اليونسكو، ستتيح الاستفادة خبرة برنامج اليونسكو لمناهضة العنصرية والتمييز لبناء برنامج عالمي، يصل إلى شريحة أكبر من المجتمعات العالمية لإطلاعهم على التجربة الإماراتية، موضحة أن تعزيز قيم التسامح وترسيخ ثقافة التعايش في العالم، يمثل هدفاً إنسانياً سامياً تعمل دولة الإمارات على تحقيقه بالشراكة مع كافة الدول والمنظمات الساعية إلى بناء مجتمعات مستقرة و متلاحمة ومزدهرة.
وقالت إن البرنامج يسهم في تعزيز مهارات نخبة من الشخصيات والأفراد حول العالم لتبني لغة الحوار وحل النزاعات وقيادة التغيير، بما يرسخ قيم التسامح والتعايش في المجتمعات، ويدعم بناء شبكة لقيادات التسامح حول العالم، مشيرة إلى أن قيم التسامح والتعايش ثقافة متأصلة في مجتمع دولة الإمارات أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، واستمرت القيادة الرشيدة على ذات النهج من خلال مأسسة قيم التسامح إدراكاً منها بأن العنف والصراع أساسه غياب ثقافة الحوار وقبول الآخر، بما يستدعي تعزيز التسامح لمصلحة حاضر الأجيال ومستقبلها.
ونوهت بأن دولة الإمارات تمثل نموذجاً متفرداً عالمياً من حيث النسيج المجتمعي الذي يضم أكثر من 200 جنسية، تتمتع بأسلوب حياة قائم على التعايش والتسامح في ظل سيادة القانون ضمن منظومة قيمية سامية مستمدة من تراث دولة الإمارات، مشيرة إلى سعي الدولة الدائم لمشاركة العالم تجربتها في تعزيز النسيج المجتمعي القائم على التسامح والتعايش والاحتفاء بالاختلاف وتقبل الآخر، نموذجا يُحتذى في نشر قيم التسامح على مستوى العالم، ما ينعكس إيجاباً على صورة الدولة ويعزز سمعتها وموقعها العالمي كمركز حضاري يحتضن مختلف الجنسيات بتناغم وانسجام.
التعليقات