محمد بن زايد يشهد محاضرة "المسلمون في أوروبا وتحديات المواطنة"

شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وفخامة الرئيس علي بونجو أونديمبا رئيس جمهورية الغابون المحاضرة التي استضافها مجلس البطين مساء اليوم بعنوان "المسلمون في أوروبا وتحديات المواطنة" والتي ألقاها الدكتور محمد البشاري الأمين العام للمؤتمر الإسلامي الأوروبي.

حضر المحاضرة .. سمو الشيخ عبدالله بن راشد المعلا نائب حاكم أم القيوين ومعالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي وسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي وسمو الشيخ ذياب بن زايد آل نهيان وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي وسمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة.

وأشاد البشاري بالدور البارز الذي تلعبه دولة الإمارات في مواجهة الفكر المتطرف.. مشيرا إلى أنها كانت على رأس الدول التي تصدت لمفاهيم الكراهية والإقصاء عبر إصدار قانون مكافحة التمييز والكراهية.. ثم تصدت بحزم للإرهاب الإلكتروني الذي يعد البيئة الأكثر تأثيرا في انتشار الإرهاب.

وفي هذا السياق.. نوه إلى أن تصدي الإمارات للجريمة الإلكترونية وفق منطلقات عالمية يعكس مدى الوعي الذي تتمتع به والثقل الذي باتت تشكله عالميا في مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف.

وحذر الأمين العام للمؤتمر الإسلامي الأوروبي من تأثيرات تبني البعض لسياسات مشبوهة ساهمت ظهور جماعات إرهابية متطرفة.. مؤكدا أن الجماعات الإرهابية والتيارات الفكرية المنحرفة كلها وبمختلف مسمياتها خرجت من رحم واحد وتنطلق من القواعد الضالة ذاتها والداعية برسائلها العابرة للحدود إلى الفوضى والقتل والإرهاب تحت شعارات كاذبة أسبغتها بكذبة كبرى أطلقت عليها "أسلمة المجتمعات."

وشدد على أن جماعات كـ"الإخوان المسلمين" وأتباع "الولي المرشد" و"حزب التحرير" انتهاءا بـ"داعش" و"القاعدة" تمثل أوجها متعددة لعملة واحدة هي الإرهاب والقتل.. مطالبا الدول التي تدعم تلك التنظيمات بالتوقف فورا.

وقال " على مدار التاريخ.. كانت هناك جماعات تظهر وتتصدر المشهد وتسعى لاختطاف الإسلام عبر منطق قائم على القتل والتهجير بل وقتل الذاكرة الإنسانية للمجتمعات كما فعلت "داعش" و"القاعدة" والجماعات المتحزبة التي تسعى لاخترال الإسلام في جماعة كالإخوان المسلمين " .. مشيرا إلى أن كل هذه الجماعات والتنظيمات لا تؤمن بالولاءات للوطن ولا لولاة الأمر وتشترك في ولاءات زائفة عابرة للحدود.

ونوه إلى أن أتباع تلك الجماعات استغلوا المساجد والملتقيات لتشويش أفكار المسلمين انطلاقا من مدارس تكفير وقتل لكل من هو غير مسلم.. مشيرا إلى أن معالجة الفجوة الفكرية التي تسبب فيها أولئك الإرهابيون تحتاج إلى آليات عمل تكفل إزاحة الأفكار المغلوطة من العقول وإعادة ما استطاع هؤلاء الإرهابيون خطفه.

وعن نتائج التشويش التي شكلتها تلك الجماعات.. أوضح أن أبناء الأقليات شكلوا 50 في المائة من جيش "داعش".. فيما التحق 12 ألف أوروبي بتنظيمات إرهابية مقاتلة في سوريا والعراق شكل الإناث 20 في المائة منهم .. بينما بينت دراسات دقيقة أن أغلب المنتسبين للجماعات الإرهابية من حديثي الإسلام.

وقال البشاري: "علينا مواجهة الإرهابيين الذين يسعون لتأصيل الصدام مع الآخر ومحاولة إقناع الشباب المسلم بأن العلاقة بيننا وبين العالم يجب أن تبقى علاقة حرب وقتل وسبي ".

وتابع "يعيش ما يقارب ثلث المسلمين في دول غير إسلامية حيث يتراوح عدد المسلمين الذين يعيشون في دول غير إسلامية بين 450 و500 مليون نسمة.. فيما يعيش أكثر من 200 مليون مسلم في الهند وأكثر من 100 مليون بالصين ونحو 50 مليونا في أوروبا و20 مليونا في روسيا و12 مليونا في أمريكا ".

وفي هذا الصدد أوضح أن المواثيق الدولية عند مناقشتها موضوع الأقلية من حيث حمايتها لم تغفل ضمان حقوقها الدينية والثقافية واللغوية والاجتماعية وبالتالي فإن مصطلح الأقلية أو الجالية يكون مبررا إذا ما كان الحديث عن حقوق تشريعية وقانونية وممارسة الشعائر.

وأوضح أن التراث الفكري لدى علماء المسلمين كان دائما محل دراسة وتجديد وهو ما تعكسه المكتبة العربية والإسلامية التي حفظت هذا التاريخ.. مستدركا بالقول "لكن.. يبدو أن المدارس الفكرية التي تعاملت مع أحداث وقتية فرضتها متغيرات سياسية في تلك الأزمنة.. أرست قواعد محددة لوجود المسلمين خارج الدول الإسلامية وفق مفهوم الأقليات وما صاحب ذلك من قضايا كالهجرة والإقامة الامر الذي استغلته الجماعات الإرهابية عبر إصدار فتاوى تحريم الإقامة خارج الدول الإسلامية وهو أساس نشوء اختطاف الدين لاحقا ".

وقال الدكتور محمد البشاري الأمين العام للمؤتمر الإسلامي الأوروبي إن العالم يؤسس اليوم لمجتمع التعارف والتسامح والتواصل وفكر نظام مؤسساتي منظم تعبر عنه الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدول.

وأوضح أن حضور الجالية الإسلامية أو المسلمين في أوروبا بهذه الأعداد يتطلب بيئة تشريعية واضحة تحدد واجباتهم وتكفل حقوقهم وتغليب الأطر التي يجب على المسلمين هناك التعامل بها .. مشددا على أنه على المسلمين في أوروبا الوعي بمفهوم فقه الأقلية وما يترتب عليه.. منوها في هذا السياق إلى أن المجتمعات تقف في مرحلة شديدة الأهمية وبالتالي فلا يمكن بأي حال من الأحوال الارتكان إلى التصنيفات القائمة على الإقصاء والتمييز.

وأكد الدكتور محمد البشاري أن الدين الإسلامي شدد على أهمية الحفاظ على الأمن واعتبره منطلقا رئيسا لبناء الحضارات واستدامة الحياة الإنسانية .. مشيرا إلى أن الأمن هو السبيل لتأدية الفروض والشعائر.. موضحا أن المجتمعات الأوروبية كانت ولا زالت تعيش حالة من الاستقرار وتم بناؤها على قواعد تكفل العدالة الاجتماعية للجميع.

ويشغل الدكتور محمد البشاري بالإضافة إلى منصب الأمين العام للمؤتمر الإسلامي الأوروبي منصب مستشار لدى البرلمان الأوروبي للعلاقات العربية والقضايا الإسلامية وهو محاضر وأستاذ في العديد من الجامعات العالمية.. ورئيس معهد ابن سينا للعلوم الإنسانية بمدينة ليل بفرنسا .. كما حضي بعضوية عدد من المجالس والمؤسسات الإسلامية في أكثر من دولة أوروبية.

وألف البشاري عددا من الكتب والأبحاث كـ"الإسلام والإعلام الغربي وتحديات ما بعد أحداث 11 سبتمبر.. و"العالم الإسلامي وتحديات 11 سبتمبر" و "التعددية الحضارية وواجبات المواطنة".

التعليقات