تجنب الطرق المختصرة في عمليات التحري الوظيفية لتجنب إضاعة وقت ومال الشركة وحماية سمعتها بيتر كليفرتون - مدير عام هاير رايت لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا
في ظل التنافس الشديد داخل سوق التوظيف، قد يكون الطريق لعرض وظيفة على أحد الأشخاص طويلاً، وهذا يفسر السبب وراء كون بعض مديري التوظيف متحمسين جداً لاتباع أقصر الطرق: فإذا سارعوا إلى تقديم عروض العمل وقاموا بإسناد الوظيفة إلى المرشح، فمن المرجح أن تخلوا اختياراتهم من أفضل المواهب.
لقد حاولت العديد من المؤسسات سلك طرق مختصرة بشأن عمليات التحري وفحص المعلومات الأساسية خلال عملية التوظيف وتعلموا في كثير من الأحيان بالطريقة الصعبة أنه قد ينتج عن توظيف الشخص الخطأ في أعمالهم عواقب وخيمة، بما في ذلك الإضرار بالسمعة وفقدان ثقة العملاء وربما انخفاض أسعار الأسهم في بعض الحالات.
سأعرض عليكم فيما يلي بعض الطرق المختصرة الشائعة لتتجنبها وأقدم لكم بعضاً من اقتراحات هاير رايت لإدراجها في برنامج التحري الوظيفي للتأكد من أنك تسير في الاتجاه الصحيح.
طرق مختصرة شائعة يجب تجنبها
وصل معدل البطالة العالمي إلى أدنى مستوى له في التاريخ، إذ بلغ حوالي 5.5٪، حيث سجلت دبي أدنى معدل في العالم بحوالي 0.5٪ (قد يكون السبب في هذا المعدل المنخفض هو أن الأشخاص الذين هم في سن العمل هم فقط من يتوفر لهم العمل في دولة الإمارات العربية المتحدة).
ومع قلة عدد الأشخاص العاطلين عن العمل، يواجه العديد من أصحاب العمل صعوبة أكبر في شغل الوظائف المتاحة. ويعني ذلك في كثير من الأحيان أنهم يقومون بتوظيف مجموعة أوسع من المرشحين، في حين يتطلب الأمر إجراء فحص أكثر شمولا لبعض المتقدمين، إذا ما هي النتيجة؟ يتطلب الأمر وقتًا أطول للاستقدام والتوظيف.
يريد مدراء التوظيف، الذين يلاحظون وجود فجوات في موظفيهم، تعيين موظفين جدد بأسرع ما يمكن. ولكن عندما يحاولون إكمال العملية بسرعة، قد يلجؤون إلى محاولة تقليص بعض الجوانب أو تجنبها لتسريع عملية التوظيف.
1. المراجعة الشاملة للسيرة الذاتية
حتى مع مساعدة التقنيات الحديثة، ومع مراجعة المئات من السير الذاتية، لا يتوفر لدى القائمين على التوظيف الوقت الكافي للقيام بفحص السير الذاتية بعمق، ومن خلال المرور فقط على السير الذاتية لمقدمي الطلبات لديك، فإنك تخاطر برفض أفضل المرشحين حتى قبل مقابلتهم.
2. الفجوة في مهارات الموارد البشرية إن امتلاك الأشخاص المناسبين لاتخاذ قرارات التوظيف الخاصة بشركتك أمر ضروري عند بناء القوى العاملة بالشركة. ومع ذلك، يشعر العديد من متخصصي الموارد البشرية بأنهم لا يمتلكون المهارات اللازمة لتوظيف الأشخاص بشكل فعال. وفي إطار دراسة استقصائية شملت أكثر من 500 من المتخصصين في الموارد البشرية أجراها موقع "HR.com"، وجد ما يقرب من نصفهم فقط أنه ممتاز أو جيد في عمليات التوظيف عالية الجودة (55 بالمائة).
3. تجربة المرشح الإيجابية في خضم الاستعجال لتعيين أفراد جديدة، قد يكون من السهل عدم وضع نفسك في موضع المتقدم للوظيفة، والحصول على عملية توظيف دون المستوى ومع ذلك، فإن العديد من المتخصصين في الموارد البشرية يخشون بحق فقدان المرشحين المؤهلين بسبب تجربة غير مرضية لمرشح، ويقول أكثر من نصف الباحثين عن عمل أنهم يواصلون البحث عن وظائف أخرى حتى بعد تلقيهم عرضاً وتزامناً مع فحص وتحري المعلومات الأساسية.
تكلفة الإفراط في تسريع عملية التوظيف مع كل هذه التحديات، فلا عجب أن يميل قسم الموارد البشرية إلى تسريع العملية، لكن المؤسسات المتسرعة تعرض نفسها لخطر توظيف الموظف الخطأ أو فقدان المرشح الجيد الذي يبحثون عنه، ويقر العديد من المتخصصين في الموارد البشرية بأنهم وظفوا الشخص الخطأ بسبب الضغط في توظيف شخص على وجه السرعة.
وفي وقت لاحق، يمكن أن ينتج عن توظيف الشخص الخطأ تكاليف مباشرة وغير مباشرة. وتشمل التكاليف المباشرة رسوم الإعلان عن التوظيف وتكاليف التدريب والوقت الذي يقضيه موظفي الموارد البشرية ومديري التوظيف في إجراء المقابلات والتعيينات الجديدة. لكن التكاليف غير المباشرة هي التي من المحتمل أن تكون مدمرة.
حيث قد يكون التوظيف السيئ سبباً في إلحاق الضرر بالعلامة التجارية لصاحب العمل وخسارة العملاء، ويمكن أن تنخفض الإنتاجية والمعنويات ونتائج الأعمال عندما يكون لزاما على الفريق مواصلة الأداء على الرغم من أن الوظيفة لم يتم شغلها أو أنه قد تم تعيين الشخص غير المناسب في هذه الوظيفة.
لماذا يتعين عليك عدم التغاضي عن فحص المؤهلات التعليمية إنها لحقيقة مؤسفة أن العديد من المرشحين يقومون بالتزييف أو المبالغة أو الكذب بشكل صريح بشأن مؤهلاتهم التعليمية في سيرتهم الذاتية أو نماذج الطلبات، ووفقاً لتقرير هاير رايت بشأن الدراسة الاستطلاعية العالمية لعمليات التحري الوظيفية لعام 2019، ذكر ثلث المؤسسات تقريباً أن عمليات التحقق من المعلومات الأساسية تكشف حدوث تحريف في بيانات الاعتمادات التعليمية، إلا أن 52٪ فقط من الشركات تقول إنها تبذل جهداً للتحقق من المؤهلات التعليمية.
وقد كشفت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" مؤخرًا أن عدداً من موظفي هيئة الخدمات الصحية الوطنية اشتروا مؤهلات مزيفة من خلال شركة Axact، ومن بين أولئك الموظفين أحد الاستشاريين في مستشفى تعليمي بلندن كان قد اشترى درجة علمية في الطب الباطني، وطبيب تخدير اشترى درجة علمية في إدارة المستشفيات، و استشاري في طب الطوارئ للأطفال اشترى أيضاً درجة في ماجستير العلوم في تكنولوجيا الرعاية الصحية.
خمس نصائح بخصوص عملية التوظيف المقبلة
1. دقق جيداً في الإجراءات المترتبة خوفًا من التوظيف السيئ والتكاليف المرتبطة به، قامت بعض المؤسسات بالفعل بإطالة عملية التوظيف، وقد يضطر المرشحون إلى اجتياز اختبارات إضافية قبل تقديم عرض العمل لهم، بما في ذلك إجراء المقابلات العديدة والاختبارات وأخيرا فحص وتحري المعلومات الأساسية.
وبينما يحدث كل ذلك، قد تفقد المرشح بسبب حصوله على وظيفة أخرى. إذا فالأمر المهم هنا هو اختيار مرشحين محتملين قبل فتح الوظائف وتحفيزهم للوظيفة، قم ببناء علاقة معهم وأعلمهم أنك تقدر موهبتهم وتريد أن تبقى على تواصل معهم، والنتيجة النهائية هي أنه عندما ستتوفر وظيفة متاحة، سيكون لديك أشخاص مؤهلون مسبقًا على قائمة الانتظار.
2. تذكر دائماً فحص المديرين التنفيذيين وأعضاء مجلس الإدارة غالبًا ما تكون عملية التحري عن المرشحين من فئة المديرين التنفيذيين ومجلس الإدارة غير متسق أو غير موجود، وقد ينتج عن ذلك بيئة تتسم بطبيعة "الأشخاص الذين تعرفهم" يكون بها الكثير من الافتراضات، مما قد يعرض الشركات لمخاطر يمكن تجنبها.
3. اتبع الإجراءات القانونية المتسقة إن مفتاح الاستخدام الفعال لفحص المعلومات الأساسية هو التناسق. لذا، قم بوضع إجراءات قياسية يجب على جميع المرشحين، في أي مستوى أو منصب، استيفائها. وعليك أن تعمل مع مستشار قانوني موثوق به لتحديد إجراءات الفحص، ثم استعن بأحد مقدمي خدمات فحص المعلومات الأساسية يتمتع بالكفاءة والشمولية.
4. ضمان الجودة والشفافية سيقدم موفر خدمات فحص المعلومات الأساسية الجيد نتائج جيدة لأن تلك المعلومات تأتي عن طريق الاشتراك المباشر في نظام تتبع المتقدمين (ATS)، إذا كنت تمتلك واحدًا، كما يجب أن يوفر أيضاً أدوات سهلة الاستخدام على الهاتف المحمول وإجراءات بسيطة للمرشحين لمتابعة ومعرفة وضعهم في هذه الإجراءات.
5. لا تقم بذلك بنفسك عند التعرض لضغط إنهاء عملية التوظيف سريعاً، قد يكون من المغري أن تتحقق من عمليات فحص المعلومات الأساسية أو تجريها بنفسك، وبدون امتلاك سنوات من الخبرة ووجود باحثين مدربين تدريباً عالياً، لا يمكنك أبدًا التأكد من حصولك على الشخص المناسب ومعرفة أن المعلومات دقيقة دقة تامة.
التعليقات