عبدالله بن زايد: فرنسا صديق وحليف للإمارات وعلاقتنا استراتيجية

أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، أن دولة الإمارات العربية المتحدة وفرنسا، ترتبطان بعلاقة استراتيجية، مشيرًا إلى أن ما تحقق في العلاقة بين البلدين منذ العام 1971 مدعاة للفخر، وذلك من خلال البيان الصحفي المشترك عقب الاجتماع الذي عقده اليوم في ديوان عام الوزارة بأبوظبي مع جون إيف لودريان وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي.

ورحب سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، بزيارة جون إيف لودريان، وقائلا: "إننا نحتفي بزيارة معالي الوزير للمرة العشرين إلى دولة الإمارات وهو ما يجسد حجم العلاقة بين فرنسا والإمارات".

وقال سموه: "إنه من دواعي سروري أن ألتقي بكم معالي الوزير بعد بضعة أيام من لقائنا في باريس .. مضيفاً أننا دائماً أجندتنا حافلة بقضايا وتحديات".

وأضاف سموه: "تربط الإمارات وفرنسا علاقة استراتيجية.. وتربطني بصديقي معالي الوزير علاقة زمالة وصداقة .. فمعاليه يمثل بلد حليف للإمارات العربية المتحدة ونحن ممتنون لفرنسا وللرئيس ماكرون على مدى اهتمام الحكومة الفرنسية ومودة الشعب الفرنسي للعلاقة مع دولة الإمارات".

وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان: "إن دولة الإمارات اليوم مقصد للسياحة والاستثمار والتواصل مع فرنسا وأحد أسباب ذلك وجود الرحلات الجوية العديدة بين فرنسا والإمارات التي تبلغ نحو 56 رحلة في الأسبوع.

وأضاف سموه: احتفل معنا الرئيس ماكرون عام 2017 بافتتاح متحف اللوفر أبوظبي، كما أننا نمتن للتطور الكبير في جامعة السوربون أبوظبي وكلية إدارة الأعمال "إنسياد" المؤسسة التي تعمل بشكل نفخر به ومدرسة تصميم الأزياء "إسمود"، فكل ذلك يعبر عن مدى تنوع العلاقة بين البلدين.

وقال سموه، على الصعيد السياسي نحن نعمل بشكل مكثف مع فرنسا في المنطقة والعالم ونتحدث عن قضايا مهمة سواء إقليمية أو دولية مثل التغير المناخي .. كما أننا نعمل مع حليفتنا فرنسا في مناطق نزاعات.

وأحيي القيادة الفرنسية، لإصرارها على العمل في هذه الملفات الشائكة حول العالم ففرنسا ليست فقط عضو دائم في مجلس الأمن ولكن صديق وحليف الإمارات تعتمد عليه، فشكرا لكم معالي الوزير وشكرًا لصداقة فرنسا لدولة الإمارات، قائلا: "أن هناك دول قليلة نتفق معها كما نتفق مع فرنسا".

وفي السياق ذاته أعرب جون إيف لودريان، وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي، عن سعادته بزيارة دولة الإمارات للمرة العشرين، مؤكدًا أن هذه الزيارات تعكس علاقات التحالف الوثيق بين البلدين، وتعد الإمارات العربية المتحدة شريكا أساسيا لفرنسا في المنطقة والمجتمع الدولي.

وأضاف: في كل زيارة إلى دولة الإمارات أرى بأن هناك إرادة مستمرة للعمل المشترك بين الجانبين، واللقاء اليوم شكل فرصة لتناول الوضع الإقليمي الذي شهد خلال الفترة الماضية انتهاكات مستمرة للأمن والاستقرار، ونحن نتمنى العمل مع حلفائنا في الإمارات لتخفيف التوتر في المنطقة وأن نعطي مرة أخرى أولوية للدبلوماسية وأن نعمل من أجل تهدئة التوترات ونسعى لبناء السلام بالحوار.

وأكد أن البلدين لديهما إرادة مشتركة لمكافحة الإرهاب، مشيرًا إلى أن عملية اليوم التي أسفرت عن مقتل أبوبكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش شكلت ضربة جدية للتنظيم الإرهابي بعد هزيمته في الأراضي التي كان يسيطر عليها في ربيع العام الماضي، وهو ما يجب أن يشجعنا على تعزيز جهودنا لاستئصال الإرهاب، ونحن نحيي العمل الذي قامت به الولايات المتحدة الأمريكية في هذا الصدد وأيضاً نحي العمل الذي يقوم به التحالف الدولي ضد داعش والذي لم ينتهي بعد فالمعركة ضد داعش يجب أن تستمر.

وقال على الصعيد الدولي، لدينا مواقف مشتركة في العديد من المواضيع مثل التغير المناخي، ونحن وقعنا اليوم على خطاب نوايا لإقامة شراكة فرنسية إماراتية في التنمية المستدامة وأيضاً مكافحة الأوباء والأفات الكبرى مع إعلان الإمارات عن مشاركة غير مسبوقة في موارد صندوق مكافحة الإيدز، و لدينا إرادة مشتركة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة الـ 17 لأجندة الأمم المتحدة لعام 2030، كذلك هناك مشاريع ثنائية مشتركة كثيرة بين البلدين.

وتطرق إلى أجندة زيارته إلى الدولة قائلاً: "تشمل زيارته إلى متحف اللوفر أبوظبي الذي يعد رمزا للشراكة الاستثنائية بين البلدين معرباً عن سعادته بالتواجد خلال حفل تدشين المتحف قبل سنوات ومشاركته غدًا في تدشين معرض 10 آلاف عام من الرفاهية، لافتا إلى أنه سيزور جامعة السوربون أبوظبي أيضًا التي تعد أحد المشاريع الهامة وتجسد ليس فقط العلاقة بين الإمارات وفرنسا وإنما تعكس قوة التعاون الثنائي بين البلدين للعالم وجاذبيتنا المشتركة على الساحة الدولية.

بالإضافة إلى افتتاحه المقر الجديد للمدرسة الفرنسي "لويس ماسينيون" التي تعكس حرص فرنسا على تعزيز شبكتها التعليمية المتميزة في دولة الإمارات مع تواجد 7 مدارس فرنسية في الدولة تشارك في المنظومة التعليمية والتربوية وتقدم رسالتها باللغة الفرنسية للشباب الإماراتي والمقيمين فيها من مختلف الجنسيات.

وأضاف أن تحدي التعليم تحدي هام، وكذلك تحدي الفرنكوفونية تحدي هام، ويسعدني أن دولة الإمارات قد أصبحت عضو منتسب في المنظمة العالمية للفرنكوفونية خلال العام الماضي.

وكان سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان قد استقبل جون إيف لودريان وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي.

واطلع خلال الزيارة على مجسم لمعرض إكسبو 2020 دبي في مقر وزارة الخارجية والتعاون الدولي حيث قدم سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، لـ"لودريان" شرحا حول استعدادات دولة الإمارات لاستضافة الحدث العالمي، مؤكدًا سموه تطلع دولة الإمارات لمشاركة فرنسية مميزة في معرض إكسبو 2020 دبي.

عقب ذلك وقع سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، وجون إيف لودريان وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي، على خطاب نوايا لشراكة فرنسية إماراتية في مجال التنمية المستدامة.

وأقام سموه، مأدبة عشاء تكريمًا لجون إيف لودريان وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي والوفد المرافق.

حضر الاستقبال الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، وخلدون خليفة المبارك رئيس جهاز الشؤون التنفيذية الرئيس التنفيذي للمجموعة العضو المنتدب في شركة مبادلة للاستثمار، وعمر سيف غباش مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون الثقافية وسعادة لودوفيك بوي سفير الجمهورية الفرنسية لدى الدولة وعدد من المسؤولين من الجانبين.

التعليقات