إفتتاح الدورة الخامسة من مؤتمر دبي الدولي للتغذية

افتتحت اليوم تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية، رئيس هيئة الصحة بدبي فعاليات الدورة الخامسة لمؤتمر دبي الدولي للتغذية تحت شعار "تشجيع الابتكار والتميز في مجال التغذية" ويستمر ثلاثة أيام بفندق "انتركونتيننتال فستيفال سيتي" بدبي.

ويناقش المؤتمر -الذي افتتحه حميد القطامي المدير العام لهيئة الصحة بدبي - بمشاركة حوالي 1500 طبيب ومتخصص من مختلف دول العالم - عددا من المحاور المتعلقة بالتغذية العلاجية والمخاطر المحتملة والمشكلات الصحية المتصلة بسوء التغذية وآخر الدراسات والمستجدات والتوصيات العالمية في علم الغذاء العلاجي والتغذية بشكل عام وذلك ضمن 12 جلسة علمية و8 ورش عمل يقدمها أكثر من 100 خبير وطبيب ومتخصص في مجال التغذية.

وقام حميد القطامي، عقب الافتتاح بجولة في المعرض يرافقه عدد من المسؤولين والعلماء والأطباء من داخل الدولة وخارجها واستمع من ممثلي الشركات العارضة إلى شرح حول آخر التقنيات والمستجدات العالمية في مجال التغذية.

وأكد القطامي، خلال كلمته الافتتاحية، على أهمية هذا الحدث الذي يواصل نجاحاته عاما بعد الآخر خاصة وأن قضية التغذية هي في الأساس قضية صحية محورية يمكننا التحدث عنها ضمن مسارات عدة من بينها ارتباط سوء التغذية والأنماط غير السليمة بمجمل العبء الاقتصادي العالمي الناجم عن المشكلات الصحية ومنها السمنة والسكري وضغط الدم، منوها أنه يمكن ربط القضية نفسها بالتأثير الإيجابي للتغذية السريرية ودورها في الحد من انتشار الأمراض المزمنة وعلاج الأمراض المعدية وغير المعدية، ولعل هذا هو ما يشكل المحاور الرئيسة للمؤتمر في دورته الجديدة التي حرصت هيئة الصحة بدبي على طرحها للنقاش إلى جانب المحاور المتصلة بالبحوث والدراسات والبروتوكولات والمستجدات التي يشهدها عالم التغذية الذي بات يؤثر بشكل مباشر في خريطة الأمراض ومعدلاتها وفرص الوقاية الممكنة منها".

وأعلن القطامي، عن إطلاق المرحلة الثانية من "مبادرة التغذية الأنبوبية والوريدية" المخصصة لتزويد أصحاب الهمم وكبار السن والحالات المرضية الصعبة بالغذاء المناسب لهم في منازلهم وذلك عبر خدمات التطبيق الذكي للهيئة في خطوة مهمة لخدمة غير القادرين على تناول الغذاء بالطريقة العادية.

وقال: "إذا كان الأمر يحتم علينا الوقوف جنبا إلى جنب على المستوى المحلي والإقليمي والدولي لتعزيز جودة الحياة والوصول إلى مستقبل صحة أفضل فإن مدخلنا الرئيس هو التغذية وكل ما يرتبط بها من سلوكيات وأنماط معيشية ولنا في تقارير منظمة الصحة العالمية الإشارة والدلالة حيث تؤكد أن التغذية هي أساس الصحة والتنمية وتحسين التغذية يعني تقوية مناعة الناس من جميع الأعمار وتخفيض معدل إصابتهم بالأمراض وتحسين صحتهم".

ولفت القطامي، إلى أن ما تذكره منظمة الصحة العالمية وغيرها من المؤسسات والجمعيات الدولية المتخصصة حول سلامة الغذاء والتغذية والأنماط السليمة هو ما تقوم به مدينتنا، مدينة دبي التي تشهد الآن واحدة من المبادرات المهمة وهي مبادرة "تحدي دبي للياقة" التي انطلقت برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، لتعزيز جودة الحياة ونشر فلسفة ومفاهيم الصحة واللياقة والسلامة في أوساط المجتمع وهو السياق نفسه الذي تمضي فيه الهيئة من خلال مبادراتها وبرامجها التطويرية بما يتماشى ومستويات الرفاهية العالية في دبي ويتوافق مع منظومة الرعاية الصحية المتكاملة وهدف الوصول إلى مجتمع أكثر صحة وسعادة.

وأكد: إيمان هيئة الصحة بدبي، بتكامل مقومات الصحة العامة وشموليتها وأن التغذية السريرية هي صاحبة الدور الأساس في الوقاية والعلاج لافتا إلى أن الهيئة تولي هذا التخصص الطبي الحيوي جل اهتمامها وتعمل بشكل متواصل على تطويره وتحديث تقنياته وحلوله الذكية ورفد أقسامها المتخصصة في المستشفيات والمراكز الصحية بعناصر وكفاءات مميزة وتعمل في الوقت نفسه على تكوين الشراكات وبناء العلاقات مع جميع الجهات والمؤسسات المعنية لترسيخ مفاهيم التغذية الصحيحة وجعلها جزءا مهما ورئيسا من الحياة اليومية دعما لإستدامة الصحة وتعزيزا الأهدافالرامية للوصول إلى مجتمع أكثر صحة وسعادة.

من جانبها ذكرت وفاء عايش، مديرة إدارة التغذية العلاجية بهيئة الصحة بدبي، رئيسة المؤتمر أن انعقاد هذا المؤتمر في دورته الخامسة على مستوى الدول العربية وإقليم شرق المتوسط يأتي إيمانا من هيئة الصحة بدبي بأهمية الغذاء والعلاج التغذوي للأمراض غير المعدية ونشر الوعي والتثقيف بين كافة أفراد المجتمع موضحة أن هذا المؤتمر يكتسب أهمية بالغة في الوقت الذي تسعى فيه جميع المنظمات الى تشجيع إحداث تغيير كبير في النظم الغذائية وبيئة الطعام لمعالجة جميع أشكال سوء التغذية وتشجيع الأنماط الغذائية الصحية لمعالجة الأمراض غير المعدية وتنمية الصحة العقلية. وهو مايتماشى مع هدف منظمة الصحة العالمية والذي يرمي إلى تشجيع الأنماط الغذائية الصحية وضمان توفر التغذية الكافية للجميع من أجل القضاء على الجوع وسوء التغذية بحلول 2030.

ونوهت بأن التقديرات الواردة من منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن التكاليف المرتبطة بنقص التغذية والنقص في المغذيات الدقيقة تتراوح ما بين 2 إلى 3 بالمائة سنويا وفي الأمراض غير السارية ذات الصلة بالنظام الغذائي المرتبطة بالسمنة يمكن أن تبلغ تكاليف سوء التغذية 5 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي على الصعيد العالمي بينما تقدر كلفة ضياع الإنتاجية بسبب نقص التغذية في البلدان المنخفضة الدخل ما بين 3 إلى 16 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي.

ويسلط المؤتمر هذا العام الضوء على عدة موضوعات تحمل عناوين "حاضر ومستقبل السكريات قليلة التعدد للحليب البشري للرضع" و"تقييم تكوين الجسم: عصر جديد لتقييم التغذية والتدخل" و"السمنة عند الأطفال" و"ارتفاع ضغط الدم" و"الأدلة الناشئة: آثار استهلاك الحبوب الكاملة على صحة القلب والتمثيل الغذائي بما في ذلك مرض السكري من النوع 2 " و"فوائد الرضاعة الطبيعية للأم والطفل" .

كما تتضمن أجندة المؤتمر عرض 30 ملصقا تعليميا يستعرضه باحثون وأكاديميون وأخصائيو تغذية من الدولة وخارجها، فيما سيحظى المشاركون في المؤتمر بفرصة الحصول على 22.5 من ساعات التعليم المستمرة المعتمدة من هيئة الصحة بدبي.

وتشارك في المعرض المصاحب للمؤتمر 24 شركة من 26 دولة تمثل العديد من البلدان في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ودول مجلس التعاون الخليجي وجنوب آسيا تعرض آخر التقنيات والتطورات في مجال التغذية.

التعليقات