"أونكتاد": التغير المناخي يضع الدول النامية في عاصفة الخطر

يمثل تغير المناخ تهديد حقيقي للتنمية العالمية، وللجهود الرامية إلى القضاء على الفقر، ويمكن لآثار تغير المناخ أن تدفع 100 مليون شخص إضافي إلى الفقر بحلول العام 2030، حال عدم اتخاذ إجراءات عاجلة، وفقا لما أكده البنك الدولي.

ومع سعي الدول الكبرى لتحقيق الريادة الاقتصادية من خلال تحقيق معدلات نمو مرتفعة لخفض نسب البطالة وزيادة الرفاهية، تستخدم هذه الدول مواد لا تراعي حماية المناخ، مما يزيد من الاحتباس الحراري ويرفع درجة حرارة الأرض، الأمر الذي يهدد بتلاشي موارد أساسية ومعادن أولية تقود في النهاية إلى تلاشي صناعات بعينها ومن ثم بطالة غير متناهية مع إفقار الملايين.

وترى منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "أونكتاد" أن أزمة التغير المناخي تضع البلدان النامية المعتمدة على السلع الأساسية أكثر من غيرها في عاصفة الخطر.

وشجعت "أونكتاد" أربعة بلدان منتجة للصمغ العربي هي: مالي والنيجر والصومال والسودان على زراعة أشجار الأكاسيا وإنتاج الصمغ العربي كتدابير لتكيف البلدان النامية الفقيرة في محاربة سخونة المناخ، كما طالبت كلًا من إثيوبيا والسنغال والسودان وجنوب السودان بإدراج إعادة تأهيل غابات أشجار الأكاسيا وإنشاء حاضنات ومشاتل الأكاسيا كأنشطة ذات أولوية في إطار برامج عملها الوطنية للتكيف.

وأكد البنك الدولي، أن تأثير الكوارث الطبيعية المتطرفة يعادل خسارة 520 مليار دولار في الاستهلاك السنوي، ويؤدي إلى إفقار نحو 26 مليون شخص كل عام عالميًا.

وتغير المناخ لن يجعل إطعام سكان الأرض، المتوقع أن يبلغ عددهم 10 مليارات شخص بحلول العام 2050 أمراً أصعب وحسب، بل صارت آثاره محسوسة بالفعل، متمثلة في انخفاض غلة المحاصيل، وكثرة الظواهر الجوية المتطرفة التي تؤثر على المحاصيل والثروة الحيوانية.

وفي 2007، أطلق الاتحاد الإفريقي مشروع الجدار الأخضر العظيم، بمشاركة جميع البلدان القارة السمراء لمكافحة التصحر والتصدي للفقر وتدهور الأراضي في جميع أنحاء منطقة الساحل عن طريق زراعة الأشجار وإيجاد فرص اقتصادية للسكان المحليين. وكجزء من هذه المبادرة، يدعم البنك الدولي وهيئة البيئة العالمية موريتانيا في مكافحتها للتصحر عن طريق تجديد أشجار الأكاسيا وتوسيع إنتاج الصمغ العربي.

هذا وتنطلق فعاليات قمة المناخ لعام 2019، بالأمم المتحدة، اليوم الاثنين ، لاستعراض الخطط الوطنية التي تقدمت بها بعض الدول الراغبة في طرح خططها، لمواجهة التحديات المناخية، وتأتى القمة استجابة لدعوة، انطونيو جوتيريش سكرتير عام الأمم المتحدة، باستضافة قمة المناخ، لمواجهة التحديات المناخية، لتعزيز الطموح وتسريع الإجراءات بغية تنفيذ إجراءات باريس بشأن تغير المناخ، حيث ستظهر هذه القمة نقلة نوعية في الطموح السياسي الوطني الجماعي وستظهر حركة هائلة في الاقتصاد الحقيقي لدعم برنامج العمل.

التعليقات