تعتبر شركة "ارامكو" أكبر شركة للطاقة، وأكثرها ربحية على مستوى العالم، ويعود تاريخ الشركة إلى 1933 عندما تم إبرام اتفاقية امتياز بين الحكومة السعودية، وشكركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا "سوكال"، وجاء اسم شركة ارامكو بإنشاء شركة متفرعة في الأربعينات لإدارة الإتفاق اطلق عليها شركة الزيوت العربية الأمريكية.

ومن أوائل الانجازات التي حققتها ارامكو كان في 1950 بإنشاء خط الأنابيب عبر البلاد العربية لتصدير النفط السعودي إلى أوروبا عبر المتوسط، وفي 1973 حصلت الحكومة السعودية على 25 % من شركة ارامكو لترتفع حصتها إلى 60%.

وفي عام 1988 أصبحت شركة الزيت العربية السعودية "ارامكو السعودية".. وكانت فترة التسعينات انطلاقة جديدة للشركة حيث تم زيادة حجم الاستثمارات، والعمل على رفع القدرة الإنتاجية إلى كثر من 12 مليون برميل يوميا، حيث تمتلك ارامكو الآن نحو 260 مليار برميل من الاحتياطي.

ونفذت ارامكو شبكة واسعة من أنابيب النفط داخل السعودية وخارجها، حيث لديها عمليات نفطية رئيسية في الولايات المتحدة الأمريكية والهند وكوريا.

ومنذ أيام.. أعلنت المملكة العربية السعودية أن منشآتي بقيق وخريص النفطية التابعتين لشركة ارامكو تعرضوا لهجوم إرهابي، نفذته نحو 25 طائرة درون وصواريخ كروز.

ومن ناحيته أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية، العقيد ركن تركي المالكي، خلال مؤتمر صحفي عقد بالرياض، أن إيران هى من تقف وراء الهجوم الذي تعرضت له منشآتي ارامكو بالسعودية، كاشفا أنه تم الاعثور على بقايا طائرة في موقع الحادث إيرانية الصنع.

وشدد على أن السعودية قادرة على إتخاذ كافة الإجراءات التي من شأنها الدفاع عن مقدرات المملكة، فضلا على أنها تعمل بالتعاون مع الشركاء على تحقيق الأمن في المنطقة، معتبرًا أن هذا العمل االإرهابي لم يستهدف السعودية فقط، بل المجتمع الدولي بأكمله.

توالت ردود الفعل على الهجمات التي استهدفت معملين لشركة أرامكو السعودية شرق المملكة، وهو ما تسبب بوقف نصف صادرات النفط السعودية وبالتالي توجيه ضربة للاقتصاد العالمي، هذا وتباينت الآراء حول وجود تأثير لهذه الهجمات على اقتصاديات الدول حيث يرى البعض أنه سيكون له تأثير كبير، في حين يرى البعض الاخر أنه من المبكر الحديث عن تأثير لتلك الهجمات في الوقت الحالي.

حيث قالت وزارة التنمية الاقتصادية الروسية، إن الهجوم على "أرامكو" وتداعياته لن يؤثر على أداء الاقتصاد الروسي في 2019، مشيرة إلى أن آثار الهجوم ستكون قصيرة الأمد، مستبعدة أن يكون لآثار الهجوم أي تأثير على قيمة الروبل الروسي، مؤكدة أن آثار الهجوم قصيرة الأمد.

في حين أن النائب عمرو الجوهري، عضو لجنة الشئون الاقتصادية، بمجلس النواب المصري، أكد تأثر الاقتصاد المصري بتقلبات أسعار النفط العالمية، بعد حادث انفجار أرامكو السعودية، مشيرًا إلى أن ارتفاع سعر النفط وتخطيها حاجز الـ 71 جنيه، يضع مصر من أكبر المتضررين من هذا الحادث الإرهابي.

وتقول أنيكا غوبتا، الباحثة في استراتيجيات السلع الأساسية في شركة "ويزدم تري" إنه لن يكون هناك تأثير مباشر لأسعار النفط المرتفعة على المستهلكين حيث أنها ستأخذ بعض الوقت كي يظهر تأثيرها عليهم. وتضيف أنه إذا بقي انقطاع الإمداد النفطي لأكثر من ستة أسابيع فأن أسعار النفط ستتأثر كثيرا وتصل إلى أكثر من 75 دولارا للبرميل.

وقال بوب ماكنالين رئيس مجموعة رابيدان للطاقة والمستشار السابق لشؤون الطاقة في إدارة الرئيس جورج دبليو بوش، في تصريحات صحفية، "اعتقد أن الأمر سيستمر، مادامت الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية في كفة وإيران في الكفة الأخرى مستمرتين في تصعيد النزاع".

ويرى ماكنالين إن ذلك التصعيد سيجعل الجميع في دائرة توقع تزايد المخاطر لأنها باتت جدية جدا.