الشارقة تطلق مبادرة “لغتي” لحماية اللغة العربية

اطلق الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة مبادرة “لغتي” بهدف تعليم اللغة العربية للأطفال والشباب بوسائل حديثة وجذابة، تطرح وعلى لسان مديرتها بدرية آل علي تصوراً آخروأكثر عمليةً لمشكلة اللغة العربية، وتشير إلى أن هناك جملةً من التحديات التي يمكن تخطيها، تقف حاجزاً بين اللغة بكل تجلياتها من ناحية والجيل الجديد من ناحية أخرى.

تقول آل علي: “إن الحديث عن أهمية سيادة اللغة العربية في بلدها وبين أهلها، لا يعني مقاطعة اللغات الأخرى وعدم تعلمها، فهذا أمر غير ممكن وليس منطقياً في زمن العولمة وانفتاح الثقافات ونشأة جيل مدفوع بحب المعرفة والاستشكاف. نحن لا نريد للغات الأجنبية أن تلغي لغتنا العربية أو تشوهها، ونريد أن تكون لنا بصمتنا الفريدة للتأثير في الثقافات الأخرى وليس التأثر بها، والبصمة الفريدة تعني اللغة والثقافة والهوية بطبيعة الحال”.

وتضيف: “إن أهمية اللغة تتجاوز كونها مجرد أداة للتواصل، بل هي منهج لفهم الذات والهوية من خلال فهم التاريخ والتراث. فلا يمكن فهم التاريخ إلا بالثقافة التي أنتجته، ولا يمكن تشرّب التراث إلا عبر اللغة التي رافقت مراحل تطوره”.

اضافت: “الحفاظ على اللغة العربية وسيادتها يشكل شرطاً لاستكمال مسيرتنا الحضارية، فكيف للأمم أن تبني تجربتها الخاصة في المسرح والسينما والموسيقى، أو في الآداب والعلوم والفلسفة بدون حماية اللغة التي تشكل رابطاً ليس بين الأفراد والجماعات فقط، بل بين التاريخ بمراحله وبين الحاضر والمستقبل”.

إذا كانت العائلة مهد وجدان اللغة، فالمدرسة والجامعة تشكلان مهداً لقواعدها واحتراف تذوق جماليتها. ورغم هذه الوظيفة الجوهرية للمؤسسة الأكاديمية، إلا أن مساحة المناهج باللغة العربية في تراجع دائم ليحل محلها أخرى بلغات أجنبية، وتوضح بدرية آل علي أهمية استعادة مكانة اللغة العربية بين المناهج التعليمية بالقول: “الأكاديميون من مدرسين وعاملين في قطاع المعارف يدركون أكثر منا أهمية اللغة -الأم لبناء جيل منتج ومبتكر يترك بصمته العلمية والإنتاجية على ساحة الفعل العالمي.

التحدي الثالث: معايير اجتماعية خاطئة: ترافقت العولمة مع انتشار بعض المعايير الخاطئة في بعض المجتمعات، من نوع أن الحديث باللغة الأجنبية دلالة على التحضر والرقي، وتعلق مديرة مبادرة لغتي على هذه الظاهرة.

التحدي الرابع: البعد عن الكتاب يعني البعد عن اللغة ويشكل ضعف الإقبال على قراءة الكتب باللغة العربية على وجه التحديد مشكلةً، ليس على مستوى اللغة فقط، بل على المستويات كافة. اما التحدي الخامس والاخير فهو الإعلام الإلكتروني وتشير آل علي إلى “ان الإعلام الإلكتروني يتحمل جزءاً ليس قليلا من التحديات التي تواجهها لغتنا العربية اليوم”.

التعليقات