جتازت الشركة القابضة العامة "صناعات" النصف الأول من العام الحالي بأرباح إجمالية لامست المليار درهم على الرغم من الظروف الاقتصادية السيئة التي تعم مختلف الأسواق العالمية والإقليمية.

وإلى جانب نجاحها في تعزيز مستوى أرباحها ولو بنسب متواضعة تمكنت "صناعات" من تحقيق مستويات مرضية لمختلف مؤشراتها المالية فقد بلغت أرباح المجموعة قبل احتساب الضرائب والرسوم والإهلاك والاستهلاك 946 مليون درهم خلال النصف الأول من العام الجاري مقارنة مع 932 مليون درهم خلال النصف الثاني من العام 2015 بينما ارتفع صافي الأرباح إلى 341 مليون درهم مقارنة مع 321 مليون درهم خلال النصف الثاني من العام 2015 ..وبلغ إجمالي إيراداتها نحو 6.4 مليار درهم مقارنة مع 7.3 مليار درهم خلال النصف الثاني من العام 2015 وهو رقم يدور في فلك توقعات الإدارة الذي وضعته منذ بداية العام.

وقال سعادة حسين جاسم النويس رئيس مجلس إدارة "صناعات" إن النتائج المالية المرضية التي حققتها الشركة تعكس حقيقتين مهمتين حيث استطاعت "صناعات" أن تؤكد مكانتها كلاعب أساسي في تطوير وتنمية القطاع الصناعي سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي كما عكست هذه النتائج سلامة وفعالية الاستراتيجية الاستثمارية للشركة وكفاءة كوادرها الإدارية.

وأضاف النويس أن الأداء المتميز الذي سجلته شركاتنا التابعة إلى جانب التزامنا بتطبيق استراتيجية حكيمة لضبط التكاليف الداخلية من العوامل التي مكنتنا من الحفاظ على مركزنا القوي ودخول النصف الثاني من العام بخطى واثقة" ..مشيراً إلى أن النصف الأول من العام شهد انطلاق أعمال إنشاء مصنع "الغربية للأنابيب" وهو مشروع مشترك مع اثنتين من رواد الشركات اليابانية المتخصصة بصناعات الحديد وهما "جي أف إي ستيل كوربوريشن" و"ماروبيني إيتوشو ستيل إنكوربوريتد".

ويعد هذا المصنع أول مشروع في دولة الإمارات لإنتاج أنابيب الصلب الملحومة عالية الجودة والمقاومة لتأثيرات البيئات الحمضية ومن المتوقع أن تبلغ طاقته الإنتاجية نحو 240 ألف طن سنوياً.

وأشار النويس إلى أن ما يبعث على الفخر هو قدرة الشركة ومحفظة الاستثمارات التابعة لها على التكيف السريع مع معطيات السوق الاقتصادية الأمر الذي يضمن استمرارية الشركة ونجاحها وتطورها ..مؤكداً أن "صناعات" تعاملت مع الضغوط الناجمة عن انخفاض أسعار النفط وحالة الانكماش في قطاع الصلب العالمي نتيجة وفرة المعروض التي أدت إلى انخفاض الأسعار فضلاً عن خفض النفقات في النشاط الاقتصادي الرئيسي في أبوظبي ودولة الإمارات عموماً بمنتهى المهنية والاحتراف وهو ما كان له الأثر الواضح في تحقيق هذه النتائج المرضية.

وأكد النويس عزم "صناعات" مواصلة دورها البارز في تنمية وتطوير القطاع الصناعي في إمارة أبوظبي عبر اقتناص الفرص الاستثمارية وتطويرها بما يدعم استراتيجية أعمال محفظة شركاتها التابعة وتعزز قيمة استثماراتها ويشمل ذلك تحقيق الأرباح وإعادة استثمارها ودفع عجلة نمو شركاتها الحالية وتأسيس كيانات صناعية جديدة ورائدة في مختلف القطاعات.

وقال ان "صناعات" ستواصل العمل الجاد خلال النصف الثاني من العام لتحقيق أهدافها المنشودة ..مؤكداً أن الشركة تتمتع بوضع مالي قوي ولديها محفظة استثمارية متزنة ومتنوعة الأمر الذي يفتح أمامها آفاقاً استثمارية واعدة.

من جانبه قال المهندس جمال سالم الظاهري الرئيس التنفيذي لـ "صناعات" ان الأداء القوي الذي سجلته "صناعات" خلال النصف الأول من العام 2016 يأتي ليعكس بوضوح الجهود الحثيثة التي تبذلها شركاتنا التابعة في مختلف قطاعاتها للحفاظ على قدراتها التنافسية رغم التحديات الكثيرة والمتنوعة التي تشهدها الساحة الاقتصادية على الصعيدين المحلي والعالمي.

وأوضح أن "صناعات" نجحت في تسجيل أداء مالي قوي مدفوعةً بالأداء المتماسك لمحفظة شركاتها واعتمادها إدارة مالية رشيدة تشمل خفض التكاليف واتباع استراتيجية مؤسسية سليمة ..مشيراً إلى أن هوامش أرباح الشركة لم تتراجع إلا بنسبة 1 في المائة مقارنةً مع النصف الأول من العام الماضي.

وقال المهندس الظاهري إن سر نجاح "صناعات" يكمن في استراتيجيتها القائمة على الارتقاء بكفاءة محفظة شركاتها وتعزيز المكانة الرائدة التي تتمتع بها بالإضافة إلى تطوير الكفاءات الإدارية في مختلف الشركات التابعة والتي تعد مصدر فخر للقطاع الصناعي في أبوظبي.

وأضاف الظاهري أن التعاون الوثيق والشفاف بين مختلف وحداتنا مكّننا من مواجهة تحديات الدورة الاقتصادية الحالية بجدارة واقتدار ..مؤكداً ثقته بامتلاك "صناعات" كافة المقومات التي تجعلها في موقع مميز يؤهلها لمواصلة مسيرة النمو والازدهار في المستقبل .

وسجّل عدد من الشركات التابعة لمحفظة "صناعات" أرباحاً قوية خلال النصف الأول من العام 2016 فقد حافظت مجموعة "أغذية" الشركة الرائدة في مجال صناعة الأطعمة والمشروبات في دولة الإمارات والمدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية على أدائها القوي مسجلّةً ارتفاعاً في صافي أرباحها بنسبة 16 في المائة إلى 145 مليون درهم والذي يرجع إلى ارتفاع الإيرادات على أساس سنوي بنسبة 15 في المائة وتحسن هوامش الربحية.

وتواصل الشركة الحفاظ على متانة ميزانيتها العمومية وتوليد تدفقات نقدية قوية في الوقت الذي تسعى فيه إلى توسيع حضورها نحو أسواق جديدة وتعزيز محفظة منتجاتها من خلال الاستحواذات المدروسة ..في حين أظهرت شركة "أركان" لمواد البناء المدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية أداءً قوياً في سوق تعاني من تخمة المعروض.

وتواصل "أركان" العمل على زيادة طاقتها الإنتاجية وتعزيز جهودها التسويقية ورفع حجم مبيعاتها في مختلف أسواق الدولة والسعي لزيادة حصتها في الأسواق الخارجية.