الإمارات تشارك في الجمعية العمومية للتحالف الدولي للطاقة الشمسية بالهند

ترأس معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة، وفد الدولة المشارك في الجمعية العمومية للتحالف الدولي للطاقة الشمسية، التي عقدت في العاصمة الهندية نيودلهي، بتنظيم مشترك بين رئاسة الوزراء الهندية والرئاسة الفرنسية.

وركزت أعمال الجمعية العمومية للتحالف الدولي للطاقة الشمسية على تأكيد أهمية الطاقة الشمسية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة واتفاق باريس للتغير المناخي، والتشجيع على زيادة استخدامها ونشر حلولها عالميا، وضمان تضافر الجهود بين الدول الأعضاء والشركاء الدوليين.

وثمن معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، الدور الهام الذي لعبته جمهورية الهند في تشكيل تحالفات جديدة لتسريع وتيرة الجهود الدولية المبذولة في هذا المجال، وفي مقدمتها "التحالف الدولي للطاقة الشمسية، كما أشاد بالجهود التي بذلتها الرئاسة الفرنسية في السنوات الماضية من أجل حشد الجهود العالمية لمعالجة قضية التغير المناخي، ومساهمتها في الوصول إلى اتفاق باريس التاريخي.

وأوضح أن الالتزام الطوعي لدولة الإمارات للعمل من أجل المناخ، بفضل رؤية قيادتها الرشيدة، وضعها على رأس قائمة الدول الناشطة في هذا المجال، ومن خلال الجهود التي بذلتها على مدار العقد الماضي وتستمر حاليا في مواصلتها وتنميتها وتطويرها أصبح لها دور عالمي بارز في العمل البيئي والحد من التغيرات المناخية والتكيف معها، ومنها نشر حلول الطاقة المتجددة عالميا، والذي تقوده شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" منذ تأسيسها في عام 2006، واستضافتها للمقر الدائم للوكالة الدولية للطاقة المتجددة - آيرينا في عام 2009، وهي أول منظمة دولية مكرسة لتعزيز الطاقة المتجددة، والتي تلعب دورا هاما في تسهيل نشر الطاقة المتجددة في جميع أنحاء العالم.

ولفت إلى أن استثمار دولة الإمارات في مصادر الطاقة المتجددة محليا وعالمياً ساهم بشكل كبير في خلق مجموعة من التغيرات الإيجابية في التعامل مع القضايا المناخية، وتظهر هذه الإيجابيات في مجموعة من الدول الجزرية حول العالم وبالأخص دول البحر الكاريبي، كما يساهم في تعزيز أمن الطاقة، وتنمية الصناعة الجديدة، وخلق فرص وظيفية، وتحسين الصحة العامة للمجتمع نتيجة لانخفاض الانبعاثات.

وأكد الزيودي أن التطورات التكنولوجية والشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص ساهمت بشكل كبير في خفض تكلفة تأسيس مشاريع الطاقة المتجددة والإنتاج عبرها، ما جعل هذا النوع من الطاقة واحداً من أكثر خيارات الطاقة الاقتصادية.

واستعرض معاليه خلال كلمته عددا من المشاريع الطاقة المتجددة في دولة الإمارات، ومنها مشروع نور أبوظبي والذي يعتبر أكبر مشروع للطاقة الشمسية الكهروضوئية في العالم، والذي من المتوقع أن يبدأ التشغيل التجاري للمشروع في شهر أبريل من العام المقبل بطاقة إجمالية 1.17 جيجا واط وبتكلفة 872 مليون دولار أمريكي .

كما تطرق إلى مشروع مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية في إمارة دبي حيث سيكون أكبر موقع للطاقة الشمسية في العالم بعد اكتماله في عام 2030، ويعتمد على تقنيات الطاقة الشمسية الكهروضوئية وتصل طاقته الإنتاجية إلى 5 جيجا واط، وتصل كلفته الاستثمارية إلى 13.6 مليار دولار أمريكي.

وعلى صعيد المبادرات استعرض معاليه مبادرة شمس دبي التي أطلقت في عام 2015 والتي تتيح للمستهلكين توليد الطاقة الخضراء الخاصة بهم في أماكن عملهم عبر تركيب الألواح الشمسية والاتصال بالشبكة العامة للكهرباء في الإمارة، وتم توصيل حوالي 53 ميجا واط من الطاقة الشمسية من أكثر من 1150 مبنى في دبي.

وعلى هامش اجتماعات الجمعية العمومية للتحالف الدولي للطاقة الشمسية في نيودلهي، عقد معالي الدكتور الزيودي عددا من اللقاءات الثنائية، ومنها لقاء مع معالي راج كومار سينغ وزير الهند للطاقة الجديدة والمتجددة، حيث تم خلاله استعراض العلاقات الثنائية والتعاون المشترك بين البلدين الصديقين في مجال الطاقة، وسبل تعزيزها وتطويرها في ظل ما يربط البلدين من تعاون استراتيجي، وصداقة تاريخية متميزة، كما التقى بالسيد شري أوبندرا تريباثي، المدير العام للتحالف الدولة للطاقة الشمسية.

وتعد دولة الإمارات أحد الشركاء المؤسسين للتحالف، حيث أيّدت وثيقة إعلان باريس والتي شملت الدعوة لتأسيس التحالف من قبل فخامة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند، خلال فعاليات المؤتمر الـ 21 للدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ /COP21/ الذي عُقِد في العاصمة الفرنسية باريس في عام 2015، وانضمت الإمارات إلى التحالف في نهاية أكتوبر 2017، وتمت المصادقة على الانضمام بشكل رسمي في فبراير الماضي.

تجدر الإشارة إلى أن التحالف الدولي للطاقة الشمسية والذي وقعت حتى الآن 58 دولة على الاتفاقية الإطارية لإنشائه، وصادقت عليها 26 دولة، قد عقد اجتماعه الوزاري في العاصمة الإماراتية أبوظبي خلال فعاليات القمة العالمية لطاقة المستقبل 2018.

وعلى هامش الاجتماع تم التوقيع على إقامة 9 مشاريع للطاقة الشمسية في خمسة دول أعضاء في التحالف، وهي دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ونيجيريا والهند وإسبانيا.

ويضم التحالف أكثر من 121 دولة عضو محتملة تقع كلياً أو جزئياً بين المناطق الاستوائية لمداري السرطان والجدي، ويهدف إلى التشجيع على زيادة إنتاج الطاقة الشمسية ونشر استخداماتها، من خلال وضع برامج وخطط لتطبيق تقنيات الطاقة الشمسية على نحو واسع.

كما يهدف التحالف إلى مساعدة البلدان النامية على تسخير ألف غيغاواط من الطاقة الشمسية بحلول عام 2030 من خلال جمع مبلغ قدره تريليون دولار، وتنظيم المساعدة التكنولوجية المرتبطة بها لدعم هذا الهدف.

التعليقات