تنفذ هيئة الهلال الأحمر الإماراتي عددا من المشاريع التنموية والحيوية والخدمات الضرورية في جمهورية مالي وتضطلع في الوقت نفسه بمبادرات نوعية لدعم الأوضاع الإنسانية للنازحين واللاجئين امتدادا للدور التنموي لدولة الإمارات لتحسين الحياة في القارة الأفريقية بمختلف المجالات.
وتفقد وفد من الهيئة ضم سعيد سهيل المزروعي مدير إدارة المساعدات الدولية والدكتور عبد الكريم بن سي علي مستشار العلاقات الدولية سير العمل ومراحل إنجاز عدد من هذه المشاريع التي يمولها الهلال ويتم تنفيذها بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة " يونيسيف" وبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة.
وتتضمن المشاريع عددا من المجالات الحيوية كالصحة ومكافحة سوء التغذية عند الأطفال والأمهات إلى جانب الخدمات الضرورية الأخرى بتكلفة تبلغ نحو 7.5 مليون درهم.
وفي شمال مالي إطلع الوفد على الأوضاع الإنسانية للمتأثرين من الأحداث في منطقة تمبكتو وعقد سلسة من الاجتماعات مع زعماء القبائل و شيوخ العشائر التي تقطن تلك المناطق واستعرض معهم جهود الهيئة للنازحين وتعرف منهم على أهم المتطلبات التي يحتاجونها في المرحلة المقبلة.
كما التقى الوفد شركاء الهيئة الإنسانيين الموجودين في الميدان لتنسيق المزيد من البرامج والعمليات الإغاثية للمتضررين.. ووقف على نتائج الحملة الصحية التي نفذتها الهيئة بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة لتعزيز برامج الرعاية الصحية الأولية للأطفال والأمهات وهي أحد المحاور التي تتضمنها بنود الاتفاقية التي وقعتها مع اليونيسيف مؤخرا.
واستهدفت الحملة تحسين صحة ورفاهية الأطفال والأمهات من خلال تخصيص برامج صحية تتمثل في علاج ورعاية الأطفال الأقل من سن 5 سنوات والمصابين بسوء التغذية الحاد والأمهات الحوامل والمرضعات واستفاد منها نحو 345 ألفا و 600 طفل إلى جانب 80 ألفا من الحوامل.
كما تم تطعيم 95 في المائة من الأطفال ضد الدفتريا والسعال الديكي والكزاز و النزلات المستديمة والتهاب الكبد و الحصبة ضمن المشروع الذي يغطي أيضا 80 في المائة من النساء الحوامل ومثلهن من المواليد حديثا من رعاية ما قبل الولادة.
ونفذت الهيئة مشروع توفير الغذاء وتلبية الاحتياجات الغذائية للأطفال دون سن الخامسة و الحوامل و المرضعات، وذلك للحد من سوء التغذية ومكافحة الجوع وسط الأطفال والنساء واستفاد منه 27 ألفا و 800 فرد في تمبكتو وغاو و كيدال وذلك بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي.
تجدر الإشارة إلى أن هيئة الهلال الأحمر الإماراتية تعمل بالتعاون و التنسيق مع عدد من المنظمات الإنسانية الدولية على مواجهة التحديات الإنسانية التي يعاني منها المتأثرون من الأوضاع في مالي وتعزيز قدرتهم على مواجهة ظروفهم الصعبة.
وتواجدت الهيئة على الساحة الإنسانية في مالي منذ وقت مبكر خاصة والتي تعتبر من أكثر الدول التي واجهت أزمات إنسانية حادة بسبب الجفاف والتصحر وتفشي الجوع والفقر.
وتسببت ظروف الطبيعة في ازدياد ظاهرة النزوح داخليا إلى جانب استقبال مالي أعدادا كبيرة من اللاجئين من الدول المجاورة التي شهدت نزاعات مسلحة وحروبا طاحنة ما جعلها أزمة مزدوجة ومعقدة لذلك حرصت الهيئة على قيادة تحالف إنساني ضم عددا من أكبر المنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة المتخصصة.
وأعربت الهيئة عن تقديرها للتعاون الصادق بينها والمنظمات الدولية المتواجدة في مالي لمساعدة ضحايا الكوارث و الأزمات لافتة إلى أن المساعدات الإماراتية تشكل دعما كبيرا ومهما لتعزيز الجهود الدولية الرامية إلى تحسين الأوضاع وتخفيف المعاناة على الساحة الإنسانية في جمهورية مالي.
التعليقات