شاركت دولة الإمارات في فعاليات المؤتمر الدولي "حوار برلين للتحول في سياسات الطاقة 2018" التي نظمتها الحكومة الألمانية الاتحادية بالتعاون مع اتحاد الطاقة المتجددة على مدى يومين في وزارة الخارجية الألمانية.
ضم وفد الدولة المشارك في المؤتمر سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والصناعة و المهندس عويضة مرشد المرر رئيس دائرة الطاقة.
شارك - في المؤتمر الذي اختتم أمس وأقيم للعام الرابع على التوالي- عدد كبير من وزراء الخارجية والطاقة والصناعة وصناع القرار في قطاعات سياسة الطاقة والسياسة الخارجية والصناعة والبحث العلمي وممثلي المجتمع المدني والخبراء وأهم الشركات العاملة في مجال الطاقة من أكثر من 90 دولة.
ويعتبر المؤتمر فرصة متميزة لطرح ومناقشة أحدث التطورات في مجال سياسة الطاقة وآليات السياسة في التعامل مع التحول في إنتاج الكهرباء وفرص الاستثمار وتقديم نماذج عمل مستقبلية في إطار عملية الانتقال إلى الاعتماد على الطاقة المتجددة.
ودعا هايكو ماس وزير الخارجية الألماني - في كلمته خلال المؤتمر - دول العالم إلى بذل المزيد من الجهد لمكافحة التغير المناخي .. مشيرا إلى تعهد المجتمع الدولي بموجب اتفاقية باريس بالتحرك من أجل مكافحة الاحترار الأرضي.
وأكد أن ألمانيا لن تألو جهدا في دفع جميع الدول إلى التحول السريع نحو إنتاج الطاقة المستدام وستعمل في إطار الأمم المتحدة على تأسيس مجموعة من الدول تتبنى مبادرات لمواجهة التغير المناخي والحفاظ على الأمن العالمي.
من ناحيته أكد سهيل المزروعي - خلال المؤتمر- أن " حوار برلين للطاقة " هو أحد المنصات الرئيسية للتباحث حول تحول الدول إلى الطاقة المتجددة ودولة الإمارات تعد من الدول الرائدة في هذا المجال .. مشيرا إلى أن استراتيجية الطاقة 2050 ستنقل الإمارات من دولة تعتمد على الغاز الطبيعي بنسبة تقارب 100 في المائة إلى دولة تعتمد على مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة بنسبة تصل إلى 50 في المائة.
وأشار إلى أن المشاريع التي تقام في الإمارات في مجال الطاقة المتجددة تكاد تكون الأكبر في العالم والمشروع الجديد الذي أطلق في إمارة دبي كجزء من برنامج صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" للطاقة المتجددة بتقنية الطاقة المركزة بطاقة تبلغ 700 ميغاواط تعتبر الأكبر في العالم في مكان واحد.
وأكد المزروعي حرص الدولة على المشاركة في المؤتمر لتبادل الخبرات والتعرف على تجارب الدول في مشروعات ربط الطاقة المتجددة ومصادر الطاقة الأخرى ونقل خبرة وتجربة دولة الإمارات إلى هذا المؤتمر.
وأضاف أن ألمانيا هي أحد أهم الشركاء للإمارات في أوروبا وهناك الكثير من المشروعات المشتركة بين البلدين .. لافتا إلى أن ألمانيا يوجد بها إحدى أهم الشركات العاملة في مجال التوربينات الغازية التي تستخدمها دولة الإمارت في توليد الكهرباء.
كما ألقى المزروعي في إطار فعاليات المؤتمر محاضرة بعنوان " التحول الهيكلي – حلول مبتكرة للتخلي عن مصادر الطاقة الإحفورية " أوضح فيها أن الطاقة الشمسية أحد أهم مصادر الطاقة المتجددة في خطة توليد الطاقة في الإمارات .. مضيفا أن الطاقة المتجددة لا تحتاج في الحقيقة إلى الدعم الحكومي نظرا لكون منطقة الشرق الأوسط أحد أنسب الأماكن للاستفادة من طاقة الشمس.
وقال المزروعي إن العالم في حاجة لجميع مصادر الطاقة سواء كانت أحفورية أو متجددة وما علينا التركيز عليه هو بذل المزيد من الجهود لخفض البصمة الكربونية لهذه المصادر.. مشيرا إلى أن الاستثمار في التحول في إنتاج الطاقة الخضراء والمتجددة سيفتح الكثير من فرص الأعمال و الابتكار ومن المتوقع توفير آلاف من فرص العمل الجديدة.
من جهته قال بيتر ألتماير وزير الاقتصاد الألماني إن التحول في إنتاج الطاقة في طريقه لأن يصبح نموذجا استثماريا .. مؤكدا أن توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية يعتبر أكثر جذبا للاستثمار من المصادر التقليدية ويتماشى مع وجهة نظر كل من يرى في التحول في إنتاج الطاقة فرصا اقتصادية.
وأضاف ألتماير أن الحكومة ستعمل خلال دورتها الحالية على التأكيد على عزم ألمانيا التخلي عن استخدام الفحم في إنتاج الكهرباء خلال خطة واضحة.
من ناحيته قال المهندس عويضة مرشد المرر إن مشاركة دائرة الطاقة - أبوظبي في المؤتمر تأتي في إطار الاهتمام الخاص الذي توليه أبوظبي للاستفادة من الطاقة المتجددة حيث أن المؤتمر يعتبر وجهة لتبادل الأفكار والتطلع لأحدث التطورات في مجال تقليل الانبعاثات الكربونية والسعي لتخفيض تكلفة الإنتاج بوجه عام واستدامته بشكل خاص.
وأشار إلى أن مساهمة أبوظبي في الاستفادة من الطاقة المتجددة ليست جديدة حيث كانت المبادرة من خلال "مصدر" وتحولت المبادرة إلى مشاريع قائمة على أرض الواقع منها " شمس 1 " و" نور أبوظبي " الذي ينتج حاليا 1 جيجاواط وهو لا يزال تحت الإنشاء.
وأكد أن دائرة الطاقة - أبوظبي تعمل حاليا على وضع خريطة طريق للطاقة وإيجاد أفضل مزيج من مصادر الطاقة لإنتاج الكهرباء بأقل التكاليف وتحديد مصادر آمنة ومستدامة في نفس الوقت.
وأضاف المرر أن العلاقات الاقتصادية بين دولة الإمارات وألمانيا قوية منذ سبعينيات القرن الماضي وتحرص أبوظبي على الاستفادة من المعرفة التكنولوجية والخبرة التي توصلت إليها ألمانيا في مجالات الطاقة المتجددة.
التعليقات