قال "الاتحاد الأوروبي" إنه مستعد لبحث فرض المزيد من الإجراءات تجاه سوريا كلما دعت الحاجة " منوها إلى عقوبات كان فرضها على دمشق في يوليو 2017 ومارس 2018.
ودعا - في بيان - روسيا وإيران للمساعدة في منع الحكومة السورية من استخدام الأسلحة الكيماوية مرة أخرى محذرا من المزيد من العقوبات الاقتصادية حاثا كل الدول إلى ممارسة نفوذها لمنع استخدام الأسلحة الكيماوية مرة أخرى لا سيما من جانب النظام السوري.
إلى ذلك يعتزم مجلس حلف شمال الأطلسي في بروكسل - الذي يضم سفراء الدول الأعضاء الـ 29 - اجتماعا في وقت لاحق اليوم بمقر الناتو للاستماع إلى إحاطة من ممثلي فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة بشأن العمل العسكري الأخير في سوريا.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن عن بدء عملية عسكرية في سوريا - بالتنسيق مع بريطانيا وفرنسا - للرد على الهجوم بالأسلحة الكيميائية في دوما.
وأعلن ترامب - خلال خطاب للشعب الأمريكي - أن القوات الأمريكية والفرنسية والبريطانية تقوم بتنفيذ ضربات مكثفة - أثناء حديثه - ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد لأهداف تحوي أسلحة كيميائية في سوريا وردا على جريمة استخدام الأسلحة الكيماوية في دوما وضد الشعب السوري البريء.
وقال " أمرت القوات المسلحة الأمريكية بشن ضربات دقيقة على أهداف مرتبطة بقدرات الديكتاتور السوري بشار الأسد ".
وأضاف أن الضربات تتم بالتنسيق مع فرنسا والمملكة المتحدة منوها إلى أن الغرض من الحملة هو " إنشاء رادع قوي ضد إنتاج الأسلحة الكيماوية ونشرها واستخدامها ".
وأوضح " أن الاستجابة الأمريكية والبريطانية والفرنسية المشتركة ستدمج جميع أدوات قوتنا الوطنية العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية في وجه هذا الجرائم القبيحة ".
وأشار ترامب إلى أن الضربات ستستمر حتى ينتهي استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية.
وقال " نحن على استعداد للحفاظ على هذا الرد حتى يتوقف النظام السوري عن استخدامه للمواد الكيماوية المحظورة ".
في السياق ذاته أكد جيمس ماتيس وزير الدفاع الأمريكي أن ترامب اتخذ قرار استخدام القوة العسكرية فى سوريا بعد التأكد من استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية.
وقال - في مؤتمر صحفي بمقر وزارة الدفاع الأمريكية - " قررنا إرسال رسالة جديدة للأسد واتباعه بعد استخدامهم للأسلحة الكيميائية وقررنا مع حلفائنا القضاء على الأسلحة الكيميائية وتدمير البنى التحتية التى تسمح بانتاج السلاح الكيميائي وبذلنا أقصى الجهود لتفادي سقوط مدنيين خلال الضربات في سوريا " مشيراً إلى أن استمرار العمليات مرتبط باستخدام النظام السوري للكيماوي مجدداً.
وأضاف " الوقت حان للدول أن تتوحد لوضع حد نهائي فى سوريا وتطبيق السلام الذى نسعى له جميعا ونطلب من الدول المسؤولة أن تندد بما فعله نظام الأسد في حق شعبه ".
وأكد ماتيس أن أمريكا وفرنسا وبريطانيا لم ينسقوا مع الجانب الروسي بشأن الضربات فى سوريا مشيراً إلى أن الضربات يراعى فيها تفادى الأماكن التى يتوجد فيها الروس.
وقال " استخدمنا ضعف عدد الأسلحة مقارنة بضربات العام الماضي وحتى الآن لا توجد أى خسائر أمريكية فى الضربات فى سوريا ولا توجد لدينا أى تقارير عن إسقاط أي صواريخ أمريكية فى سوريا ".
وشدد وزير الدفاع الأمريكي على أن القرار تم اتخاذه بعد التأكد من استخدام النظام السوري للسلاح الكيميائي.
من جانبه أكد الجنرال جوزيف داتفورد رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأمريكية أنه تم اختيار الأهداف التى تم ضربها بشكل يتفادى المدنيين ولارتباطها بأماكن استخدام النظام السورى للسلاح الكيميائي مشيرا إلى أنه تم استخدام طائرات أمريكية جديدة ولا يمكن الإعلان عن تفاصيلها الآن.
من جهتها قالت تيريزا ماي رئيسة الوزراء البريطانية " إن شن العملية العسكرية في سوريا مع حلفائنا كان قرارا صائبا وشرعيا " مؤكدة أن الضربات العسكرية كانت محدودة وصممت لشل قدرة النظام السوري على تطوير واستخدام أسلحة كيماوية.
وأوضحت - في مؤتمر صحفي بمقر الحكومة البريطانية - " أن الحلفاء استهدفوا نقاطا محددة ومعينة تشمل مواقع صناعة وتخزين مواد كيماوية ومركز بحث مخصصا لهذا المجال إضافة إلى ملجأ عسكري تابع له " معتبرة أن الضربات العسكرية ضد تلك المواقع ستحد بشدة من قدرة النظام السوري على تطوير واستخدام أسلحة كيماوية.
وأكدت أن العملية العسكرية المشتركة بين بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا تحمل رسالة قوية بأن المجتمع الدولي لن يقف مكتوف الأيدي أمام الاستخدام الفظيع للمواد السامة.
وجددت تأكيدها على أن مدينة دوما تعرضت السبت الماضي لهجوم بأسلحة كيماوية من ضمنها مادة الكلورين الأمر الذي خلف المئات من القتلى والجرحى.
وحملت النظام السوري مسؤولية هذا الهجوم باستخدام برميل متفجر به مادة سامة مؤكدة أنه لا يمكن لأي قوة أخرى في سوريا استخدام طائرات لإلقاء البراميل المتفجرة.
وبينت أن هجوم دوما يدخل ضمن سلوكيات متكررة للنظام السوري في استخدام الأسلحة الكيماوية ضد شعبه لافتة إلى أن المجتمع الدولي حاول بكل الطرق الدبلوماسية منع استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا.
من جهتها قالت فرنسا إنها لن تتردد في ضرب أهداف تابعة للحكومة السورية مرة أخرى إذا تم تخطي الخط الأحمر الخاص بالأسلحة الكيماوية مشيرة إلى عدم وجود نية لشن مزيد من الضربات في هذه المرحلة موضحة أنها ستعيد إحياء مساعي السلام عبر الحوار مع روسيا.
وكان إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي أمر بتدخل عسكري في سوريا جنبا إلى جنب مع الولايات المتحدة وبريطانيا ردا على الهجوم بغاز سام قتل العشرات الأسبوع الماضي.
ونقلت وسائل إعلام عن جان إيف لو دريان وزير الخارجية قوله " أهدافنا تحققت " موضحا أن بلاده ستتدخل عسكريا مرة أخرى إذا خالفت سوريا حظر استخدام الأسلحة الكيماوية مضيفا " أعتقد أن هذا الدرس تم استيعابه ".
وقال لو دريان في بيان " هذا العمل لم يكن يستهدف حلفاء الرئيس السوري بشار ولا المدنيين " كاشفا عن أن بلاده، التي ستطرح مبادرات سياسية جديدة للتوصل إلى حل للأزمة.
التعليقات