"البطاقة الذكية"..اخترعها مصرى يهودى لتسكن "جيوب العالم"

"شريحة صغيرة الحجم.. كبيرة الأثر" ..أحدث ظهورها نقلة حضارية وصيحة كبرى تغير معها شكل عالم المال والأعمال فى العالم، بدءًا من البنوك وصولا إلى الميديا والاتصالات وغيرها من المجالات الأخرى منذ اكتشافها فى مثل هذا اليوم الخامس والعشرين من مارس قبل 44 عاما .. إنها "البطاقة الذكية". 

يعود ظهورهذه الشريحة الصغيرة فى سبعينيات القرن الماضى إلى عالم مصري فرنسي الأصل، يدعى رولاند مورينو بهبوت الذي ولد بالقاهرة في يونيو عام 1945م لأبوين من اليهود المصريين.

"رولاند مورينو" مخترع البطاقة الذكية

كان رولاند مبدعا بقدر كبير في  مجال الإلكترونيات لدرجة أنه سجل ما يقرب من45 براءة اختراع  إلى أن وصلت "البطاقة الذكية" للشكل الذى نعرفه الآن ، وقد قام مورينو بتسجيل براءة اختراع هذه البطاقة في عام 1974م.

ثقة مورينو فى اختراعه الجديد كانت مطلقة بلا حدود، لدرجة أنه أعلن في عام 2000 رصد جائزة مقدارها مليون فرنك فرنسي لأي شخص يستطيع التحايل على البطاقة الذكية، التي نجح في تصنيعها وتحدى العالم،  وبالفعل فاز بالرهان بعد أن فشلت جميع المحاولات في التحايل على هذه البطاقة أو اختراقها .

"رولاند مورينو" مخترع البطاقة الذكية

و نظرا لعبقريته الفذه في مجال البطاقة الذكية ، أطلق عليه الفرنسيون لقب "بيل جيتس فرنسا"، حيث أن اختراعاته في هذا المجال لاتقل أهمية عما قدمه بيل جيتس للعالم في مجال البرمجيات .

وتوفي مورينو في باريس عام 2012م  عن عمر ناهز 66 عاما بعد حياة حافلة ومليئة بالانجازات والاختراعات في مجال الالكترونيات .

أما اختراع مورينو "البطاقة الذكية"فهي عبارة عن بطاقة بلاستيكية تحوي بداخلها شريحة يمكنها حفظ المعلومات الرقمية والأبجدية، وتتوافق مع أجهزة الحاسب الآلي، و تختلف أحجام التخزين فيها من شريحة إلى أخرى فهي تتنوع من واحد كيلو بايت إلى واحد ميجابايت، وهي أشبه ما تكون بجهاز تسجيل إلكتروني.

ومن العجيب أنه أصبح لهذه البطاقة مكانة مذهلة  فى عالم التسوق الالكتروني، والاقتصاد، والاتصالات لدرجة اأن هناك مؤسسات يتوقف عملها على هذه البطاقة، وذلك يرجع لقدرتها على الاحتفاظ بالمعلومات الهامة كالسجلات الطبية، و معلومات الحسابات المصرفية للمستخدم؛ لذا يتطلب استخدام هذا النوع من البطاقات إدخال رقم سري، و في حالة محاولة سرقة هذه البطاقة يكون من الصعب جدا على أي شخص معرفة الرقم السري لها.

يذكر أن لهذه البطاقة أنواع منها التلامسية، واللاتلامسية، وهناك البطاقة المزدوجة التي تمزج بينهما في وقت واحد، وأيضا بطاقة الذاكرة الضوئية التي يمكن أن تخزن حوالي 10 ميجا بايت ، ومهما اختلفت في أنواعها، فإن فكرتها  قائمة على تخزين المعلومات والبيانات الشخصية كالاسم،  والرقم القومي، و رقم سري، والرصيد للمستخدم في حالة التطبيقات المالية.

لقد سهلت "البطاقات الذكية" المعاملات التجارية والمالية وحركة التواصل بين الأشخاص وبعضهم البعض، كما أحدثت ثورة كبرى في عالم التليفون المحمول، فمن خلال هذه الشريحة التى يتم وضعها داخل الهاتف النقال يمكن التواصل مع أبراج الاتصالات، و تحديد مكان وجود الهاتف، والقيام بالمكالمات الهاتفية ، فضلا عن تطوير الأجهزة الخاصة بسحب الأموال من الصراف الآلي، لذا فقد تركت بصمة قوية الأثر في كيان اقتصاد العالم لدرجة جعلته عاجزا حتى الآن عن الاستغناء عنها . 

التعليقات