فضيحة "فيسبوك" يكشفها سر "كامبردج أناليتيكا".. وخسائر غير مسبوقة منذ 8 سنوات

  • فضيحة "فيسبوك" يكشفها سر "كامبردج أناليتيكا".. وخسائر غير مسبوقة منذ 8 سنوات

كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية عن سر شركة "كامبردج أناليتيكا" لتحليل البيانات، الذي فجر أزمه كبيرة بين الصحيفة البريطانية وشركة البيانات وجعل الشركة في عرضة للمسألة القانونية لتشويها نزاهة الانتخابات الأمريكية، بعد أن تمكنت شركة كامبردج أناليتيكا من الوصول إلى بيانات أكثر من 50 مليون مستخدم لـ"فيس بوك"، خلال فترة حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016 دون إذن من المستخدمين باستخدام القرصنة وبيعها لصالح حملة الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، بحسب تقرير نشرته صحيفة الجارديان.

وتعرضت الشركة لخسارة كبيرة بعد ماتضمنه التقرير من اثباتات حيث أنخفضت أسهم موقع فيسبوك إلي أقل سعرمنذ ثماني سنوات، واتجهت وسائل الإعلام الاجتماعية لمهاجمة موقع فيسبوك والدعوة لإغلاقه نهائيًا، كما صدر قرار بالتحقيق مع كافة الأطراف المتورطة في انتهاك خصوصية المستخدمين وتشويه نزاهة الانتخابات الأمريكية من جهة السلطات الأوروبية والأمريكية المكلفة بحماية المعلومات بتكليف من المفوضية الأوروبية.

حيث كشف التقرير أيضًا عن أن موقع فيسبوك كان شريكًا فيما وصلت اليه شركة أناليتيكا من انتهاك للبيانات والخصوصية، وأنه كان علي دراية كاملة بسوء استخدام الشركة لبيانات المستخدمين ولكنه لم يتخذ أي إجراء لحمايتهم.

 وفي هذا الصدد يقول ساندي باراكيلاس الذي كان يعمل كمدير عمليات في إدارة فيسبوك ومسئولًا عن سياسة الخصوصية علي منصة فيسبوك بين عامي 2011-2012، إن العديد من الشركات نشرت هذه التقنيات - التي من المحتمل أن تؤثر على مئات الملايين من المستخدمين - وأن فيس بوك بدا في الاتجاه الآخر.

وأضاف باركيلاس أنه حذر كبار التنفيذيين في الشركة من أن نهجها المتراخي في حماية البيانات يخاطر بحدوث خرق كبير للخصوصية.

كما أعرب باركيلاس عن عما كان يراوده من قلق بشأن تراخي المسئولين فيما يتخذ من إجراءت خاصة بسياسة الخصوصية التي يمارسها الموقع لحماية بيانات عملائه، قائلًا "كانت مخاوفي بشأن جميع البيانات التي تركت خوادم فيسبوك للمطورين لم يكن يمكن رصدها من قبل فيسبوك، لذلك لم يكن لدينا أي فكرة عما يفعله المطورون بالبيانات".  

وأوضح باراكيلاس إن الفيسبوك لديه شروط خدمة وإعدادات لا يعرفها المستخدمين ولكن يتبعها المسئولين عن سياسة الخصوصية عن ظهر قلب ، ولكن لم تستخدم الشركة آليات التنفيذ، بما في ذلك مراجعة مطوري البرامج الخارجيين، لضمان عدم إساءة استخدام البيانات.

وقال باراكيلاس ، الذي كانت مهمته التحقيق في اختراق البيانات من قبل المطورين على غرار ما يشتبه به في وقت لاحق من أبحاث العلوم العالمية، والتي حصدت عشرات الملايين من ملفات الفيس بوك وقدمت البيانات إلى كامبريدج أناليتيكا، أن عددًا من عمليات الكشف الأخيرة قد جعله يشعر بخيبة أمل بسبب الرؤساء الذين لم يعيروا انتباها لتحذيراته، قائلًا،"لقد كان الأمر مؤلمًا، لأنني أعرف أنه كان بإمكانهم منعه".

وعندما سئل عن مستوي السيطرة التي مر بها فيسبوك على البيانات المعطاة للمطورين الخارجيين، أجاب "صفر، لا شيء على الاطلاق، وبمجرد أن غادرت خوادم البيانات، لم يكن هناك أي سيطرة، ولم يكن هناك أي تبصُر لما كان يحدث"، وأضاف "وعندما كنت أنصح المديرين التنفيذيين الأخرين بالتدقيق في تحكم المطورين بشكل مباشر ومراقبة ما يحدث بالبيانات كان يثني علي هذا النهج".

 وقال إن أحد التنفيذيين في الفيسبوك نصحه بعدم النظر في كيفية استخدام البيانات ، محذراً إياه، ويفسر باركيلاس تعليقه بأنه كان ليتخذ موقف قانون أقوي إذا لم يكن يعلم بشأن الانتهاكات التي كانت تحدث، وأضاف "شعروا أنه من الأفضل عدم المعرفة،لقد وجدت ذلك صادمًا ومروعًا للغاية ".

أعلن باراكيلاس لأول مرة عن مخاوفه بشأن الخصوصية على موقع فيس بوك قبل أربعة أشهر، لكن تجربته المباشرة في مراقبة بيانات فيسبوك المقدمة لأطراف ثالثة تلقي الضوء على الكشف عن كيفية الحصول على هذه البيانات من قبل كامبريدج أناليتيكا.

في حين لم يرد فيس بوك على مطالبته بالتعليق على المعلومات التي قدمها باراكيلاس، ولكنه وجه "الجارديان" إلى مدونة في نوفمبر 2017 دافعت فيها الشركة عن ممارسات مشاركة البيانات التي قالت إنها "تحسنت بشكل كبير" على مدى السنوات الخمس الماضية.

وتابعوا في بيان لهم قائلين، "في حين أنه من المنصف انتقاد الطريقة التي فرضنها علي سياسات المطورين لدينا منذ أكثر من خمس سنوات، فإنه من غير الصحيح أن يشاع أننا لم نهتم أو لا نهتم بالخصوصية"، ولكن الجارديان رأت أن الحقائق تحكي قصة مختلفة.

التعليقات