كشفت دبي اليوم عن تحقيق انجاز مهم جديد يضاف إلى قائمة إنجازاتها الاقتصادية المتميزة بارتفاع قيمة تجارتها الخارجية غير النفطية في العام 2017 إلى 1.302 تريليون درهم بزيادة قدرها 26 مليار درهم مقارنة بالعام 2016 الذي سجلت فيه 1.276 تريليون درهم.
ونجحت دبي في تعزيز موقعها العالمي المتميز في التجارة الإقليمية والدولية، متجاوزة الصعوبات التي يمر بها الاقتصاد العالمي، حيث حققت تجارة إعادة التصدير من دبي في العام 2017 نمواً نسبته 9% لتصل قيمتها إلى 360 مليار درهم فيما بلغت قيمة واردات دبي في العام الماضي 798 مليار درهم ووصلت قيمة صادراتها إلى 144 مليار درهم.
وسجلت التجارة الخارجية عبر المناطق الحرة بالإمارة نمواً بنسبة 5% لتصل قيمتها الى 434 مليار درهم بينما بلغت قيمة التجارة المباشرة 829 مليار درهم والتجارة من خلال المستودعات الجمركية 39 مليار درهم.
وأثنى الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي على الأداء الطيب لقطاع التجارة خلال العام 2017 وما أثمره من تقدم إيجابي تعكسه الزيادة القوية في العائدات، حيث أوضح أن المزايا التنافسية التي تتمتع بها دبي تلعب دوراً حاسماً في مواصلة جذب التدفقات التجارية والاستثمارات من كافة انحاء العالم، والساعية للاستفادة من مكانة الامارة كمركز إقليمي ودولي للتجارة العالمية، بما توفره من فرص كبيرة للانطلاق الى أسواق المنطقة والعالم، ما يدعم قدرة الاقتصاد الوطني على التقدم نحو المراكز الأولى في مؤشرات التنافسية العالمية تحقيقاً للتوجيهات السديدة للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة وترجمةً للرؤية الطموحة للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي نحو الوصول بدولة الإمارات إلى المركز الأول في مختلف المجالات.
وقال ولي عهد دبي: "يواصل قطاع التجارة الاضطلاع بدوره كأحد القطاعات الاقتصادية الأساسية التي نعوّل عليها في ترسيخ المكانة العالمية التي تتمتع بها دبي كحلقة وصل رئيسة للتجارة العالمية، ومركز ثقل نوعي لأنشطة التجارة والاقتصاد عموماً، بما تتمتع به من مقومات تستمد قوتها من عراقة ثقافتنا التي ارتبطت في جانب كبير منها بنشاط التجارة ..النمو الذي نحن بصدده اليوم في العائدات التجارية غير النفطية يبرهن أننا نسير في الاتجاه الصحيح في مجال تنويع مصادر الدخل وأننا ماضون في تحقيق أهدافنا التنموية بخطى ثابتة في مضمار الريادة العالمية".
وأضاف: "تجارة دبي الخارجية تواكب تطور الاقتصاد الدولي خاصة في مجال تقنية المعلومات والاتصالات، ويأتي هذا مواكباً لتركيز اقتصادنا الوطني على الإبداع والابتكار، والتقدم السريع لدولتنا في مجال الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لترسيخ مكانتها المتقدمة في الثورة الصناعية الرابعة، ولا شك أن معرض إكسبو دبي 2020 سيكون كذلك من المحطات المهمة التي ستؤكد للعالم مدى تميز تجربتنا الاقتصادية وقدرتها على تحقيق الريادة العالمية في كافة المجالات".
وتعليقاً على النمو المتحقق لتجارة دبي الخارجية غير النفطية خلال العام 2017، قال سلطان أحمد بن سليم، رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية رئيس مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة: "يعكس النجاح المطرد الذي يحققه قطاع التجارة الخارجية في دبي مدى التقدم في تطوير البنية التحتية للإمارة بفضل رؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، وتوجيهاته السديدة بالعمل على التطوير الدائم للمطارات والموانئ والمناطق الحرة والخدمات التجارية والجمركية لتوفير قدرات استثنائية في دبي تسبق العالم في مستوى المزايا التنافسية المقدمة للتجار والمستثمرين وتدعم قدرتهم على الوصول الى كافة الأسواق الدولية، ولذلك نضع في مقدمة اولوياتنا بمؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة ضرورة العمل على تقديم نموذج رائد عالميا في القدرة على التطوير المتواصل للموانئ والمناطق الحرة وخدمات الجمارك محلياً وإقليمياً ودولياً، وان نكون السباقين عالمياً في الاستثمار في الذكاء الاصطناعي والابداع والابتكار لنستشرف ونطبق عمليا ما سيشهده العالم من تطورات في البنية التحتية للتجارة الدولية حتى بداية القرن المقبل".
وأضاف: "نعزز باستمرار جهودنا لتقديم أفضل التسهيلات والخدمات التجارية والجمركية التي توفرها دائرة جمارك دبي للتجار والمستثمرين لدعم قدرتهم على تحقيق قيمة مضافة حقيقية من اختيارهم دبي مقصدا ومنطلقا لتجارتهم واستثماراتهم، ويتوج برنامج "المشغل الاقتصادي المعتمد" الذي قمنا بتطويره وتم اطلاقه تحت مظلة الهيئة الاتحادية للجمارك انجازاتنا المحققة لدعم قدرات المتعاملين وتمكينهم من تعزيز عائدهم المالي من التجارة عبر دبي".
وأوضح قائلاً: "بلغت نسبة البيانات التي تم إنجازها من خلال برنامج المشغل الاقتصادي المعتمد 23 % من إجمالي البيانات الجمركية المنجزة في جمارك دبي خلال العام 2017 ويتوقع ان تصل نسبة البيانات الجمركية التي يتم إنجازها عن طريق البرنامج بحلول عام 2020 الى نسبة 50% من إجمالي عدد البيانات، كما أطلقت الدائرة "نظام الاسترداد الذكي" الذي يوفر للمتعاملين خدمة استرداد التأمينات على الرسوم الجمركية من خلال نظام ذكي يستند إلى تقنيات العصر الحديث بمواكبة تقدم دولة الامارات في مجال الذكاء الاصطناعي، ما يدعم قدرتنا على اسعاد المتعاملين".
وأشار سلطان بن سليم إلى تقدم جمارك دبي إلى المركز الأول وبنسبة 97% في مؤشر سعادة العملاء على مستوى إمارة دبي، بينما عززت الدائرة إنجازاتها في مجال التميز والابتكار ليصل عدد جوائز التميز المؤسسي التي حصلت عليها الى 35 جائزة على رأسها جائزة الجهة الحكومية المتوسطة المتميزة والجهة الحكومية الحاصلة على مستويات عالمية من التميز، هذا بالإضافة الى جمارك دبي كان لها شرف المساهمة في حصول دولة الامارات العربية المتحدة على المركز الأول عالمياً في مؤشر فعالية هيئات الجمارك.
وتنوعت وسائل النقل المستخدمة في حركة التجارة الإقليمية والدولية نحو دبي وعبرها الى العالم بين البر البحر والجو، فقد حققت تجارة دبي الخارجية المنقولة عبر البر نمواً بنسبة 4.1% لتصل قيمتها في العام 2017 الى 241 مليار درهم وحققت التجارة الخارجية المنقولة عبر البحر نموا بنسبة 3.3% لتصل قيمتها الى 467 مليار درهم بينما بلغت قيمة التجارة المنقولة جواً 594 مليار درهم.
وتصدرت الصين قائمة شركاء دبي التجاريين في العام 2017 محافظة على موقعها في مركز الشريك التجاري الأول لدبي بتجارة بلغت قيمتها 176 مليار درهم تمثل 13.6% من اجمالي تجارة دبي الخارجية، تلتها الهند كالشريك التجاري الثاني للإمارة بتجارة بلغت قيمتها 99 مليار درهم تمثل نسبة 7.6% من الإجمالي، ثم الولايات المتحدة الامريكية في المركز الثالث بين الشركاء التجاريين العالميين لدبي بقيمة 85 مليار درهم تمثل 6.5% من الإجمالي، وجاءت المملكة العربية السعودية في مركز الشريك التجاري الأول عربياً والرابع عالمياً بتجارة بلغت قيمتها 58 مليار درهم تمثل 4.5% من الإجمالي.
ومع استكمال دبي خططها الرامية إلى جعلها المدينة الأذكى في العالم ومع انتقالها إلى مرحلة استخدام التطبيقات الذكية لتقنية المعلومات في كافة الأنشطة والمجالات، عززت تجارة الهواتف الذكية والمحمولة وكذلك الهواتف الأرضية موقعها في المركز الأول بين البضائع المكونة لتجارة الامارة الخارجية حيث بلغت قيمة التجارة بالهواتف 174 مليار درهم تلاها الذهب في المركز الثاني بقيمة 159 مليار درهم والألماس في المركز الثالث بقيمة 105 مليارات درهم والسيارات في المركز الرابع بقيمة 70 مليار درهم.
التعليقات