كيف يساهم "منتدى دول أمريكا اللاتينية" في بناء علاقات اقتصادية مستدامة بين الدول المشاركة فيه؟

 قال مسؤولون حكوميون إن المنتدى العالمي للأعمال لدول أمريكا اللاتينية الذي انطلقت أعماله في دبي يشكل منصة مهمة للارتقاء بعلاقات اقتصادية وتجارية مستدامة بين المنطقة ودول أمريكا اللاتينية.

وأكد سعادة ماجد سيف الغرير رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة دبي أن المنتدى العالمي للأعمال لدول أمريكا اللاتينية يشكل منصة مهمة للارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والتجارية بين المنطقة ودول أمريكا اللاتينية وسيسهم في توسيع آفاق التجارة غير النفطية بين دبي ودول أمريكا اللاتينية والتي وصل حجمها إلى نحو 4 مليارات دولار خلال الأشهر التسعة الأولى من العام 2017 بحسب وكالة أنباء الإمارات "وام".

وقال سعادته في كلمته التي ألقاها بمناسبة انطلاق أعمال المنتدى "إن المنتدى أصبح حدثاً رائداً تبرز مكانته من الأهمية التي يوليها مجتمع الأعمال في دبي للفرص الاستثمارية في دول أمريكا اللاتينية والحرص على بناء العلاقات المستدامة وطويلة المدى".

وأضاف " إن أهمية المنتدى تترسخ كذلك من خلال ما تشهده دورته الحالية من مشاركة أصحاب الفخامة رؤساء دول أمريكا اللاتينية الحاليين والسابقين إضافة إلى المشاركة الكبيرة من السادة معالي الوزراء وكبار المسؤولين الحكوميين ورواد الأعمال".

وبين الغرير أنه ومنذ إطلاقة أعمال المنتدى في العام 2016 ساهم في تعزيز التوجه نحو منطقة أمريكا اللاتينية بين الأطراف المعنية من القطاعين الحكومي والخاص في دبي.. وقد تجلى ذلك بوضوح في الأعداد المتنامية من شركات أمريكا اللاتينية المسجلة في غرفة دبي والتي سجلت زيادة كبيرة على مدار السنوات القليلة الماضية ليتجاوز عددها اليوم 400 شركة.

وقال " توفر إمارة دبي بوصفهاً محوراً تجارياً واستثمارياً رائداً على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا العديد من المزايا الفريدة للمستثمرين مثل البنية التحتية المتطورة والمرافق اللوجستية المتقدمة والمناطق الحرة جاذبة للاستثمارات .. إضافة إلى بيئتها الاستثمارية المواتية للأعمال وهنا تتجسد نقاط قوة دبي التي جعلت منها وجهة مفضلة للشركات والمستثمرين من مختلف أرجاء العالم". وأضاف "تقدم دبي لشركات أمريكا اللاتينية جميع المقومات التي تجعل منها بوابة استراتيجية للوصول بسهولة إلى الأسواق الصاعدة في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا .. فهناك نطاق واسع يمكن للشركات والمستثمرين من كلا الجانبين اغتنامه مثل الأمن الغذائي والتصنيع والخدمات اللوجستية والسياحة والطاقة المتجددة إضافة إلى التكنولوجيا المالية وغيرها من التقنيات الصاعدة".

ومن جانبه.. سلط سعادة سلطان أحمد بن سليّم رئيس مجلس إدارة موانئ دبي العالمية ضمن إطار جلسة حوارية بعنوان "المكونات الأساسية للأعمال – خلق سلاسل إمداد وتوزيع لوجستية جديدة " الضوء على أحد أهم مشروعات موانئ دبي العالمية في الإكوادور والمتمثل بإنشاء ميناء غواياكيل متعدد الاستخدامات بقيمة تصل إلى 1.2 مليار دولار .. وسيشكل المشروع عند اكتماله مرفأً ومركزاً لوجستياً وصناعياً من شأنه المساهمة بتعزيز النمو الاقتصادي في الإكوادور.

وأشار إلى أن أعمال استصلاح الأراضي والحفر وشبكة الطرقات قد تم البدء بها بالفعل.. منوهاً إلى أن الميناء الجديد سيمنح مزايا أكثر للاكوادر حيث ستمتلك ميناء بمياه عميقة لأول مرة وبالتالي إتاحة المجال لاستقبال البواخر الضخمة محفزاً أساسياً للعمليات التجارية في الاكوادر والتي تعد من الأسواق الطموحة.

وأضاف ابن سليم أن موانئ دبي العالمية باتت تتمتع بخبرة مهمة من خلال أنشطتها في أمريكا اللاتينية حيث سبق لها أن طورت ميناءً في البيرو مشيراً إلى أن المسألة لا تتوقف عند تطوير الموانئ فحسب بل تقديم قيمة إضافية لعملائها من خلال الخدمات التي توفرها لهم. ونوه إلى أن الكوادر المهنية من أهم عوامل النجاح في المشاريع اللوجستية مشيراً إلى قيام موانئ دبي بتدريب الأيدي العاملة في ميناء البيرو الأمر الذي أسهم بجعله محطة لوجستية هامة وناجحة على مستوى العالم.

وأكد دور الحكومات العالمية في تشجيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص وتعزيز أساليب التطوير من خلال دمج القنوات الرقمية والتوجه نحو الاقتصاد الرقمي وبالتالي تعزيز سلاسل الامداد وتنمية العمليات التجارية.

وبدوره اكد معالي بابلو كامبانا ساينز وزير التجارة الخارجية في الإكوادور بابلو كامبانا ساينز أن الاستمثار الذي تقوم به موانئ دبي مهم للغاية من الناحية الاستراتيجية ويجسد أهمية التعاون ودمج الطاقات مع الدول الأخرى بغض النظر عن المسافات الجغرافية. وأشار إلى أن الإكوادور تعد من الأسواق الاقتصادية التي تسجل نمواً كبيراً لما تقدمه من صادرات للمنتجات الغذائية والسمكية.. إضافة إلى الإنتاجات النفطية وموقعها المميز واستقرار المناخ السياسي فيها مما يجعلها مركزاً لوجستياً حيوياً في أمريكا اللاتينية.

وأضاف كامبانا أن دولة الإمارات العربية المتحدة تعد من الدول التي يحرص الجميع على التعاون معها ومن ناحية أخرى.. فإن الإكوادور تشكل حليفاً قادراً على المساهمة في فتح آفاق اقتصادية وتجارية مستدامة.

التعليقات